حسين الطيب
>يرد أعداء الإسلام بأن القرآن هو كلام النبى محمد وأنه أخذه من الكتب السابقة التوراة والإنجيل يفند هذه الأكاذيب الكاتب والباحث مسعود عبدالعزيز الحلف فى كتابه ادحض دعوى المستشرقين أن القرآن من عند النبى محمد.
يقول: هذه نفس الدعاوى التى قالها من قبلهم مشركو مكة، الذين انطلقوا من نفس المنطلق. فقد كانوا من أشد الناس عداوة للنبى صلى الله عليه وسلم ودعوته وأصحابه، ولم يتركوا وسيلة يمكنهم بها القضاء على النبى صلى الله عليه وسلم، أو القضاء على دعوته إلا سلكوها.
لقد أنزل الله تعالى القرآن على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: اوإنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ العالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ، عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ، بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍب [الشعراء:١٩٢-١٩٥].
فأعلن فى الناس أن هذا كلام الله وليس كلامه، وليس له منه إلا التبليغ.
والأدلة على أن القرآن لا يمكن أن يكون كلام النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًا، نشير إلى بعضها:
أولًا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق أمين، وصفه بذلك أعداؤه، كما روى البخارى فى قصة أبى سفيان مع هرقل، فقال هرقل لأبى سفيان: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، ثم قال هرقل مبينا مراده من السؤال: وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، فذكرت أن لا، فقد اعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ا. وكيف يكتب القرآن وهو أمي.
وقد أكد صلى الله عليه وسلم فى مرات كثيرة ومواقف عديدة أن القرآن الكريم كلام الله، وأنه يوحى إليه ما يقول، وهذا موجب لتصديقه من وجهين:
الوجه الأول: أنه صادق، وقد عرف عنه ذلك واشتهر.
والثاني: أن فى نسبة القرآن إليه إبرازا لمواهب نفسه، وإحرازا للمقام الأعلى فى قوة الفصاحة والبيان والعلم، ونحو ذلك، خاصة أن القوم كانوا يتباهون فى قوة التعبير، والفصاحة والبيان، ويعدونه من أعظم مفاخرهم، ومع ذلك تنصل منه، وقال: إنه كلام الله تعالى، وليس كلامه، ولم تختلف عنه هذه الدعوى فى وقت من الأوقات، لا فى أول بعثته ولا فى آخرها.
ثانيًا: أن القرآن الكريم لم يكن متيسرًا للنبى صلى الله عليه وسلم فى كل حال، بل هو تنزيل من حكيم حميد، ينزل به الروح الأمين حسب مشيئة الله تعالى بذلك، ولو كان من عنده لفاضت به نفسه، وجاشت به قريحته فى الوقت الذى يشاء، خاصة فى الأوقات العصيبة، التى مر بها صلى الله عليه وسلم. من ذلك:
< اشتراط المشركين للإيمان أن يبدل القرآن أو يغيره، وذلك فى قوله تعالى: اوإذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذا أوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِى أنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقاءِ نَفْسِى إنْ أتَّبِعُ إلّا ما يُوحى إلَيَّ إنِّى أخافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّى عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ، قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ ولا أدْراكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِن قَبْلِهِ أفَلا تَعْقِلُونَب [يونس ١٥-١٦].
فمشركو مكة طلبوا منه أن يبدل القرآن أويغيره.وهذا لم يحدث.