حكايات| رسام الشاي.. إبداع على ورق أبيض بـ«الحبيبات الخشنة»

 رسام الشاي.. إبداع على ورق أبيض بـ«الحبيبات الخشنة»
رسام الشاي.. إبداع على ورق أبيض بـ«الحبيبات الخشنة»

هناك من يشرب الشاي وهناك من يرسم ويبدع به.. شاي مسكوب على ورقة بيضاء بمجرد أن يجف تظهر لوحة جمالية تجذب الأنظار، خطوط ورسومات ليست بالأقلام كالعادة، وإنما رسم بالشاي بما لا يخطر على البال، ولأشهر فنانين العالم والمعالم الشهيرة، إبداع شاب بحبيبات الشاي يذهل الجميع. 

 

لقبوه بـ«رسام الشاي» عندما أبدعت أنامله في رسم المشاهير كالشيخ الشعراوي واللاعب محمد صلاح والدكتور مجدي يعقوب ومنى الشاذلي وأحمد حلمي وغيرهم، ومن هنا كانت انطلاقته للدخول في عالم الفن التشكيلي بموهبة ذات طابع خاص، ومتفردة وسط جميع اللوحات المرسومة، لبروز معالم الوجه المرسوم بحبيبات الشاي. 

 

لم يتوقف عنان موهبته بالرسم بالشاي فقط، ولكن تتطور حتى وصل للرسم ببصمة أصابع يده، مما أكسبه ثقة من الجميع بموهبته وتمكنه منها إلى هذا الحد المبهر للأنظار.

 

اقرأ أيضًا| بلديات محمد صلاح.. مغامر يطوف المحافظات بـ«دراجته»

 

وعلى الرغم من أنه موهبته مكتسبة من التحدي وليست معه منذ الصغر، لم يكتشفها إلا في المرحلة الجامعية من عمره، وفي هذه الفترة القصيرة لفت الأنظار إليه من الفنانين والمشاهير الذي كان لهم نصيب من رسوماته بالشاي وبصمة اليد.

 

محمد أمين ابن محافظة الشرقية والملقب بـ«رسام الشاي» يروي موهبته التي أصبحت مصدر لرزقه ليكفي مصاريفه واحتياجاته حتى يحقق طموحاته، قائلاً: «عندي 25 سنة وحصلت على ليسانس حقوق وكانت بدايتي للرسم منذ 4 سنوات عندما تحداني زميلي بالجامعة بالرسم وهو كان رسام ويمتلك الموهبة، ووضعني في تحدي لرسم صورته في 20 دقيقة وكانت نسبة الشبة 25%».

 

ويضيف: «من هنا بدأ زميلي في تشجيعي لأخوض تجربتي للرسم واتعلمه باحترافية، وبدأت بعد ذلك أصعد السلم درجة درجة فرسمت الورود والأشجار والمناظر الطبيعية ومن ثم شخصيات الكرتون.. نصحني صديقي بتطوير موهبتي والرسم بطريقة مختلفة».

 

 

ويكمل رسام الشاي: «بعد عام من الرسم بالقلم الرصاص وتمكن يدي من الرسم جيداً، بدأت أشعر أن الرسم بالأقلام والرصاص رسم تقليدي وليس مختلفا، وكان صديقي يرسم بالملح فبدأت أفكر في طريقة للرسم غير تقليدية ومختلفة، فنظرت إلى كوب الشاي وبدأت أجرب أن أرسم بقطرات الشاي وأحدد الملامح ومن ثم أضع عليها حبيبات الشاي الخشنة لتظهر معالم رسمي للوحة ومن هنا تفاجأت بتجربتي أنها نجحت وصنعت لي فنا خاصا أتفرد به في عالم الرسم».

 

ويروي: «من هنا لقبوني برسام الشاي بعد أن نشرت لوحاتي بالشاي للمشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت على إعجاب الجميع وبدأ متابعي السوشيال ميديا يشيروا إلى بعض المشاهير حتى وصلت رسوماتي لهم ويشكروني عليها وبدأوا بتشجيعي لاستكمل رسمي بالشاي وأتطور فيه بشكل أسرع وبتقنيات أحدث».

 

 

ويقول محمد: «أصعب شيء في الرسم بالشاي أن الخطأ الواحد في الرسم يرجعني لخطوات تصل لمدة 5 ساعات لأنه رسم دقيق ويتطلب تركيز عالي وذهن صافي، وأحياناً أعيد الرسمة مرة أخرى وتكلفني مجهود أكثر ووقت أطول».


ويختتم حديثه: «أتمنى أن يكون لدي معرضي الخاص وتشجعني الدولة على فني، وأنصح الشباب بأن يتمسكوا بأحلامهم وألا يجعلوا أي شيء يحطم طموحاتهم، فاليوم تأتيني طلبات للرسومات بمقابل مادي وأصبح مصدر لرزقي».