إنها مصر

أيام لا تنسى «1/3»

كرم جبر
كرم جبر

تسلح الإخوان بالسلمية المتوحشة، واغتالوا خيرة شباب الوطن، وهل نسينا كيف اعتبروا غيرهم عدواً وكافراً ورويبضة، وفتحوا الجنة لقتلاهم والنار لغيرهم؟، سلمية جعلت المصرى يقتل أخاه المصرى بدم بارد ويمثل بالجثث ويبثها على الإنترنت، ولم يحدث فى تاريخ مصر أن واجهت عدواً بمثل هذه الوحشية.
كانوا أول من يعلم أنهم لن يكسبوا شيئاً من سلمية المطالب المستحيلة، وأن رئيسهم المعزول لن يفلت، ولن تعود شرعيتهم الكاذبة، ولن يقبل أحد التصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء، ومن حرضوا على العنف، لا تصالح لأن «هؤلاء السلميين» الذين أسقطوا من أبناء وطنهم عشرات الشهداء من الضباط والجنود والمدنيين.
لم يطلقوا رصاصة فى الهواء تجاه إسرائيل، ولم يذهبوا إلى القدس والأقصى الشريف، التى كان مسيلمتهم الكذاب يخدع الأبرياء بالزحف إليها بالملايين، ولكنهم ذهبوا للسيطرة على "رابعة" فى مشهد أسوأ من احتلال إسرائيل.
كانت سلمية محشوة بالمتفجرات تستهدف إنهاك المجتمع، وإضعاف قوته، وإصابة المصريين باليأس والإحباط، ولا يهمهم أن يسقط الضحايا فى صفوفهم أو فى صفوف الآخرين، أو أن تتراكم المشاكل والأزمات وتزداد معاناة الناس، فقد كان الهدف الأسمى للجماعة الإرهابية هو الوصول بالبلاد إلى "نقطة الانفجار"، ليجتروا من جديد حلم إبليس بالعودة إلى السلطة فوق الخراب والدمار والجثث والأشلاء.
كان مستحيلاً أن يصدق أحد أن مصر كانت تحتضن منذ سنوات مثل هذا الوحش الشرس، لولا أن شاهدوا بأعينهم ما يحدث من أعمال إرهاب وعنف وترويع، فانتزعهم الشعب قبل أن يغرسوا أنيابهم وأظافرهم فى عنق الوطن.
لم يفهم الإخوان أن قوة مصر فى قبولها الآخر، من علمانيين وناصريين وشيوعيين ويساريين وتيارات سياسية مثل ألوان الطيف، ومارسوا سياسة الإقصاء والإبعاد والتصنيف والتفرقة، وكانوا متعجلين جدا لالتهام كعكة السلطة بأقصى سرعة، فانحشرت فى زورهم وكتمت أنفاسهم، ووحدت ضدهم كل فصائل المجتمع، فمصر أكبر من أن تحتلها جماعة وأقوى من يقهرها تنظيم، وظهرت فى وقت الشدة مجموعة الدروع الواقية، التى تحمى مصر دائما فى أوقات الشدة والأزمات.
لم يفهم الإخوان لماذا حقق رصيد كراهية المصريين لهم رقما قياسيا، رغم أن حكمهم لم يستمر أكثر من عام، ولا لماذا خرج المصريون بالملايين فى 30 يونيو، وهم مستعدون للتضحية بأرواحهم حتى يستردوا بلدهم؟
"فصل من كتاب استعد لنشره"
البقية غداً...