تعليمات شيطانية 

سارة شوقي
سارة شوقي

كلماتي لا تخاطب عقلك فحسب وإنما يجب توجيها إلى ما بداخلك إلى وجدانك . 

تحاصرني كائنات ميتة منتمية لعالم افتراضي ذات اوجهة قبيحة بائسة ، أتمنى ألا تهلكني . 

صراع مستمر أهلك عالمنا في مستنقع المادة عالم قُتلت فيه القيم والمبادئ والأخلاق والحياة والأسرة كثرت فيه الدماء وشوهه الدين اشبعت الشهوات وحورب العفاف ، مات فيه الحب وانعدم الاحترام .

عالم يمارس أشنع الوسائل الإعلامية والتكنولوجيا ويوظف التشريعات والقوانين ومنظماته الحقوقية لتدمير القيم والشرائع السماوية ، يريدونه عالم مادي مسخ بلا روحانيات كما يريدها الشيطان . 

وكما توعد ابليس لنا وذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى :
{قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ} 

تعليمات شيطانية تنفذ من اتباع إبليس من اجل هلاك البشرية.

إذًا فمن وراء كل هذه الأكاذيب التي  أمامنا بأسم الحياة والدين والحب والسعادة والأحلام والطموح ؟ 
من الذي شتت عالمنا وادخلنا دوامة المال والالقاب والشهادات الجامعية والطبقات الاجتماعية والماديات .
وكيف انحرفت الاقسام الاجتماعية والسياسية والدينية إلى مسارات اخرى تحول الاختلاف فيها إلى حالة مرضيه مميتة أحيانًا ؟ 
كيف شوهت أساسيات الحياة وانشغلنا عن سبب الوجود ؟
ونسينا لماذا خلق الله الانسان ؟ 

من الذي وضع أمامنا قارورة وتركنا نتزاحم للخروج من عنقها ونحن ف الأصل لسنا داخلها .

وها نحن من جديد عدنا إلى الجاهلية التي من المؤكد ان تغلب فيها العادات عن المبادئ السامية للأديان السماوية وتحولت الصراعات فيها من كيف ننهي الظلم والفساد والخراب إلى ماذا ترتدي المرأة اليوم!

عالم يرى الإيمان بالغيبيات سذاجة وغفلة ويرى الذكاء والعلم والتطور في رفض هذه الخزعبلات .
(العلم المادي ) في النهايه سيرمي بك غرورك إلى الهاوية ، وستظل المعادلة ناقصة حتى تتيقن أنك لا بد من تصديق ذلك العامل الخفي عامل الغيب وسند المدد الإلهي من التنوير .
ومن المخجل أن نكون قد مررنا بأحداث تترفع فيها همم القلوب ولا تتكافأ القوى المادية عن بعضها فتحقق عدالة الله من حيث لا ترى العين ولا تسمع الاذن ولكن ، 
حين تسكن الروح .
ونتسأل كيف ولماذا ؟ 
وبدون اجابات هي لمسات سحرية تشق البحر وتشفي الابرص وتحي الموتى وتبرد النار وتجيب عن الاسئلة وتبدل الحال غير الحال . 
لمسات نورانية تملأ الروح نورًا تضئ ظلام ليالينا لمسات تنير أرواحنا تعيدنا أحياء وسط أناس موتى مجردين من الحياة .

وفي النهاية نصل في عالمنا إلى حالة من اللاوعي وسوء فهم المصطلحات والمفاهيم ، ولم يقتصر الاختلاف في فهم معنى الكلام فقط بل مشكلتنا في لغه فرق العقول التي كانت سببًا في فساد السلوك العام.
فرجل الدين لا يعني الدين، والدين لا يعني معتقداتك، الدين لا يعني معتقد أخلاقي نظري دون سلوك علمي، الوطن لا يعني الجنسية، الأكثرية لا تعني الإنفراد بالحقوق، القانون لا يعني التعارض مع الإسلام، الحرية لا تعني الفوضى، الرأي الأخر لا يعني رأي العدو، المرأة لا تعني عورة،  الدين أكبر من أن ينحصر في فهمك أو فهم شيخك، الدين فردي يعتمد عليك وليس جماعي يعتمد على فريق، لن تتعلم حتى تطرح الاسئلة التي تبحث عن إجابات في غير السائد، الأخر هو أنت عندما تكون في مكانه لذا احترم الأخر الذي هو أنت ، الجاهل نادرًا ما يشك، الشيطان مرتاح، جرب أن تستقيم، سيحتفل الشيطان في اليوم الذي تتوقف فيه عن البحث، الله يريد البشر  بتنوع ثقافتهم وبيئتهم وأزمانهم هدف واحد وليس مسار واحد . 

لا تخاف يا من تخاف على دين الله فلا ينهدم من دين الله إلا بناء البشر بناء الله لا ينهدم، وأخيرًا 

الله في قلبك فهل تشعر بوجوده ؟!