احذر.. «فخ البيانات»!

مكالمات وهمية وحيل جديدة للنصب على المواطنين وسرقة أموالهم

 تزايد محاولات النصب على المواطنين من خلال الهاتف
تزايد محاولات النصب على المواطنين من خلال الهاتف


«ألو.. مساء الخير مع حضرتك (..) من البنك المركزى؛ عايزين نراجع بياناتك ونجدد الفيزا والبطاقة الائتمانية».. هذه هى بداية المكالمة الوهمية التى وردت إلى عدة أشخاص يدعى صاحبها أنه موظف بالبنك ويقوم باستدراجك حتى يحصل على الرقم القومى ورقم البطاقة الائتمانية بحجة مراجعة البيانات؛ لتكتشف فى النهاية إنها واحدة من سيناريوهات النصب التى انتشرت مؤخراً، ووقع فى فخها العديد من الضحايا ليستيقظوا على كارثة حقيقية وتبدأ رحلة البحث عن هذا الشخص المزيف «بعد فوات الآوان».


«الأخبار» رصدت قصصا لأشخاص تعرضوا لمحاولات نصب مختلفة والخبراء وجهوا بضرورة الحذر فى التعامل مع الغرباء وعدم الإدلاء بأى بيانات شخصية .


ولاء عباس، موظفة بإحدى الشركات، تقول: فوجئت بمكالمة هاتفية منذ عدة أيام من رقم غير معروف لي وبدأ صاحب المكالمة التعريف بنفسه وبموقعه كموظف فى إحدى البنوك وأنه بحاجة إلى مراجعة البيانات وللتأكيد على مدى جديته أرسل لى أثناء المكالمة رسالة تحمل رابط لموقع للتأكيد على مدى جدية المكالمة.


وتضيف: ما أثار أنتباهى هو كثرة الأسئلة والتفاصيل الدقيقة التى طلب معرفتها منى على الرغم من كونه يدعى عمله بالبنك المركزى وعندما بدأت بتضييق الخناق عليه للتأكد من هويته قام بإغلاق الخط وبحثت عن الرقم ووجدت أنه مسجل باسم «نصابين.. خلوا بالكوا».. وكدت أن أكون إحدى ضحايا هذا النصاب لولا شكى فيه.


رسائل تحذيرية
يشير أحمد عطا، محاسب، إلى أن النصب عبر التليفون وإن كان فكرة قديمة إلا أن «النصابين» يلجأون إلى اختلاق سيناريوهات للإيقاع بضحايا جدد.

ويتابع: فوجئت برقم غريب يلح فى الاتصال عدة مرات وعندما  قمت بالرد فوجئت بشخص يدعى عمله بأحد البنوك ويحاول أن يستدرجنى للحصول على أى معلومات فرفضت طلبه وأعتذرت وتأكدت من إنه فخ خاصة بعدما وصلتنى رسالة  تحذيرية من البنك الذى أتعامل معه بضرورة الحذر من هذه المكالمات الاحتيالية لأنها «نصب». 

ويؤكد أن العديد من معارفه وأقاربه تعرضوا لنفس الموقف ولكن بقصص مختلفة فمنهم من يدعى عمله بإحدى شركات المحمول  ليبلغ  المتصل به بفوزه بمبلغ مالى مقابل إرسال البيانات ليتمكن من  إرسال المبلغ له.


الاسم ثلاثى
ويقول مصطفى عبدالله «موظف» إن بيانات العملاء فى أى شركة تحتاج إلى الكثير من الخصوصية لأن ذلك ما يعرض الكثيرين منا إلى عمليات النصب، ويضيف:  تلقيت اتصالا منذ فترة من شخص وجدته يخبرنى بكافة بياناتى الشخصية مما جعلنى أشعر بالأمان خاصة مع ذكر اسمى الثلاثى وأبلغنى أن المبلغ المخصص لى فى مبادرة العمالة غير المنتظمة سيتم تحويله لى على الفور، وطلب منى القيام ببعض الخطوات لإرسال المبلغ عن طريق إحدى خدمات شركات المحمول  وبعد انتهاء المكالمة فوجئت أن المبلغ تم سحبه منى ولم يتم تحويله لى، وقمت بعمل محضر وحتى الآن لم يتم التوصل  لصاحب المكالمة الوهمية.


تحديث البيانات
  ويؤكد د. جمال جودة وكيل وزارة المالية سابقاً والخبير الاقتصادى أن عمليات النصب باسم البنوك انتشرت بشكل واسع فى الآونة الأخيرة، وذلك لأن تداول أرقام الهواتف المحمولة والحصول عليها أصبح شيئاً سهلاً نتيجة التطور التكنولوجى، وهو ما يعد خطراً داهماً يهدد الكثيرين من المواطنين ممن ليس لديهم الوعى الكافى بتلك الأمور، حيث إن اختيار الضحية له حرفة وسبل كثيرة عن طريق رقم الهاتف، ومن السهل على المتصل الادعاء بأنه عميل إحدى الشركات أو الجهات السيادية المرموقة ومن السهل أيضاً ايقاع الفريسة إذا لم يكن لديه خبرة أو وعى كاف بمثل هذه المؤامرات الخداعية.


ويشير إلى أن البنوك والجهات المصرفية بشكل عام لا تقوم بالاتصال بالعملاء وإذا حدث ذلك لا يقومون بسؤال العميل عن أى بيانات تخصه، بينما يحدث ذلك فقط إذا اتصل العميل بالبنك وعندما يحدث ذلك يقوم الموظف بالتأكد ومراجعة بيانات العميل أو المتصل بطرح عدد كبير من الأسئلة وطلب ادلة تؤكد أنه صاحب الحساب بالفعل وبعد التأكد يتم عمل الخدمة المطلوبة.


ويوضح أن أى إجراءات بنكية أو مصرفية يتم القيام بها مع عملاء البنوك داخل الفروع أو الأماكن المخصصة لخدمة العملاء وليس عن طريق الهواتف المحمولة، وقال: للاسف الشديد نجحت العديد من التشكيلات العصابية فى النصب على المواطنين بخداعهم بانهم ربحوا مبلغاً كبيراً من المال أو بحجة أنهم يقومون بتحديث البيانات على السيستم الخاص بالبنك، وكل ذلك خدعة يختلقها المتصل لاقناع الضحية ليقوم باعطائه بيانات كارت الفيزا الخاص به وبذلك يتمكن من سحب المبلغ الموجود به أو استغلاله بشكل سيئ قد يوقع صاحبه فى مشاكل لا حصر لها.


ويضيف أن الاحتيال والنصب باسم البنوك الآن يعد شكلاً جديداً من فنون النصب والاحتيال على المواطنين، لذلك لابد من توخى الحذر فى التعامل مع اى مجهول يتصل على الهاتف، وعدم اعطاء أى بيانات أو أرقام مهما كانت المبررات مقنعة.