بدون تردد

التاسع والعشرون من يونيو

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من يونيو «٢٠١٣» منذ ثمانية أعوام، كانت مصر قد حزمت أمرها وقررت استعادة هويتها، والتخلص من أسر وتسلط حكم المرشد وجماعة الإفك والضلال، التى كانت قد سطت على البلاد وقبضت على رقاب العباد، وأخذت فى الدفع بالدولة المصرية إلى غياهب التخلف وظلمات التطرف والجهل.

كان الشعب قد طفح به الكيل من سوء ما تحمل وشدة ما عانى طوال عام كامل، على يد الطغمة الجاهلة التى وثبت على السلطة فى غفلة من الزمن، فى ظل الأعاصير والعواصف التى هبت على مصر، واكتسحت المنطقة كلها بالعنف والفوضى غير الخلاقة فى أعقاب أحداث يناير ٢٠١١،...، وهو ما دفع الشعب لاستجماع إرادته واتخاذ قراره بضرورة استرداد الوطن من خاطفيه.

كان الشعب فى مثل هذا اليوم منذ ثمانية أعوام، قد عقد العزم على الخروج الجمعى للملايين من أبناء مصر، فى ثورة شعبية جارفة وغير مسبوقة فى تاريخ الأمم والشعوب، للتعبير بإرادتهم الحرة عن رفضهم القاطع، لاستمرار عصبة الإرهاب فى حكم البلاد والسيطرة على مقاليد الأمور بها.

وإذا ما دققنا النظر فيما جرى وما كان لوجدنا فيما قرره الشعب بحكمته التاريخية فى هذه اللحظات المهمة من عمر الوطن، هو التعبير الصحيح عن الادراك الواعى بضرورة التحرك السريع والفاعل لإنقاذ الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع. بعد أن كادت تفقد كيانها وهويتها، على أيدى الجماعة ومرشدها وتتحول إلى دولة فاشلة.

وفى مثل هذا اليوم منذ ثمانية أعوام، شهد العالم كله إصرار شعب مصر على إنقاذ وطنه ودولته، وشهد فى ذات الوقت الانحياز الطبيعى والتلقائى لجيش مصر البطل بقيادة عبدالفتاح السيسى لإرادة الشعب،...، وتأكيده الصارم بأن المهمة الأساسية لجيش الشعب هى الخضوع التام لإرادة الشعب وتنفيذ هذه الإرادة.