التنمية الخضراء فى الصين.. مساع دؤوبة لبناء عالم نظيف ونقي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خلال هذه الصائفة، بدت السماء صافية والهواء نقيا فى أغلب الأوقات، وهو ما يدل على أن الأشعة فوق البنفسجية أصبحت أقوى من ذى قبل، لذلك عليك أن تولى اهتمامًا أكبر للوقاية من الشمس»؛ «الأيام التى يكون فيها الجو غائما وضبابيا أصبحت أقل بكثير»؛ «عند خروجك من المنزل، ترى لون السماء الأزرق والغيوم البيضاء، إنه منظر مريح للغاية.»... من دلتا نهر اليانغتسى إلى منطقة بكين-تيانجين-خبى المثلثة، وفى كل مكان امتدادا من الساحل الشرقى إلى الشمال الغربى الداخلي، يشعر الناس أن جودة الهواء تحسنت بشكل كبير، وأصبحت السماء الزرقاء والسحب البيضاء مشاهد معتادة. يرجع هذا التغيير بالأساس إلى الإجراءات الصديقة للبيئة المتزايدة فى التنمية الاقتصادية الصينية، وجهود الصين الدؤوبة لخلق عالم أنظف وأجمل.


فى فبراير 2020، أعلنت وزارة الأيكولوجيا والبيئة فى الصين أن السنوات الثلاث من إدارة الغلاف الجوى قد اختتمت بنجاح. إن المؤشرات الملزمة المتعلقة بجودة الهواء التى تم وضعها فى «الخطة الخمسية الثالثة عشرة» قد تم الوفاء بها بالكامل. فى 4 أبريل 2021، كان متوسط ​​عدد الأيام التى تكون فيها جودة الهواء جيدة 92.5٪ فى 339 محافظة وما فوقها فى جميع أنحاء البلاد، بزيادة سنوية قدرها 3.8 نقطة مئوية؛ وبلغ متوسط ​​تركيز ملوث الهواء (بى إم 2.5) 28ميكروغرام فى المتر المكعب، بانخفاض سنوى قدره 15.2٪.

 

فى الوقت الحاضر، يتم تحسين هيكل الطاقة فى الصين بشكل مستمر. ويتم الآن استبدال الطاقة الأحفورية بالطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح وتوليد الطاقة البيولوجية فى العديد من المجالات الصناعية. فى أول محطة طاقة بيولوجية فى جنوب جيانغسو، تم إرسال كميات كبيرة من النفايات الزراعية مثل القش عن طريق سفن الشحن، والتى يمكن أن تولد أكثر من 200 مليون كيلوواط ساعة من الكهرباء كل عام. كما يتم الآن تثبيت معدل مروحتين كل ساعة فى جميع أنحاء البلاد. لقد تم توسيع تطوير طاقة الرياح ليشمل جميع المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات فى الصين.


لقد حققت الأهداف التسعة الملزمة للحماية الأيكولوجية والبيئية المحددة فى «الخطة الخمسية الثالثة عشرة». تحتل القدرة المركبة للطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح وتوليد الطاقة فى الصين المرتبة الأولى فى العالم. يمثل إنتاج ومبيعات وملكية سيارات الطاقة الجديدة نصف الإنتاج فى العالم، مما يقلل من انبعاثات ملوثات الهواء بأكثر من 3 ملايين طن سنويًا. كانت كثافة انبعاثات الكربون فى الصين فى عام 2020 أقل بنسبة 48.4٪ مما كانت عليه فى عام 2005. من عام 2000 إلى عام 2017، مثلت المساحة الخضراء المضافة حديثًا فى الصين نصف المساحة الخضراء المضافة حديثا فى العالم.
تسعى الصين جاهدة لتحقيق ذروة انبعاث الكربون بحلول عام 2030 وحياد الكربون بحلول عام 2060. وهو ما يمثل قرارا استراتيجيا رئيسيا اتخذته الصين بناءً على المتطلبات الداخلية لتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتحقيق التنمية المستدامة. كما أنه قرار رسمى التزمت به الصين تجاه العالم.. وتعد الصين دولة صناعية كبيرة، مما يعنى أنه يجب عليها تحقيق اختراقات مبتكرة فى التقنيات الأساسية والمساهمة فى تحقيق أهداف «ذروة الكربون» و»حياد الكربون». منذ وقت ليس ببعيد، برزت تقنية تكييف الهواء «الخالية من الكربون» التى طورها الفريق المشترك من شركة قه لى للأجهزة الكهربائية وجامعة تسينغهوا فى سباق الجائزة الكبرى للابتكار التكنولوجى العالمى للتبريد الذى شهد مشاركة أكثر من 2100 فريق مشارك من ما يقرب من 100 دولة حول العالم، وحقق توفير الطاقة بنسبة 85.7٪، وفازوا على إثرها بالبطولة. من المتوقع أن يؤدى تعميم تقنية تكييف الهواء هذه إلى تحقيق خفض عالمى تراكمى للكربون بمقدار 100 مليار طن بحلول عام 2050.