يستعرض متحف المركبات الملكية مقتنيات الأمير يوسف كمال هو أحد أبرز أمراء أسرة محمد علي، وأكثرهم عشقًا للفن.
و أظهر المتحف مقتنياته وهي عبارة عن مجموعة من زراير القمصان تنسب للأمير "يوسف كمال" ، الذي كان عاشقاً لصيد الطيور، الحيوانات البرية والمفترسة، وقد برز ذلك في مقتنياته الخاصة فنجد :
- زوج زرار قميص من الذهب (عيار 9)، بداخلها فصوص زجاجية وبها رسوم حيوانات وطيور
- زوج زرار قميص من الفضة والعاج، مثبت عليه قطعة من العاج على شكل ناب حيوان
- زوج زرار قميص من الذهب (عيار 18) مرسوم عليه أشكال طيور
- عدد 2 دبوس من المعدن المطلي بالذهب على أحدهم عدد 2 رأس خيل
- زوج زرار قميص من الذهب (عيار 14) يوجد بكل زرار فص زجاج بداخله رأس ثعلب
-زوج زرار قميص من الفضة عليه من الأمام رأس حصان
يذكر أن استعرض متحف المركبات الملكية قصة حياة واحد من أهم الشخصيات التاريخية و هو الأمير يوسف كمال الذي ولد في عام ١٨٨٢ و توفي عام ١٩٦٩، حيث يعد الأمير يوسف كمال من أبرز أغنياء أسرة محمد علي والذي لديه العديد من المقتنيات في المتاحف المصرية حتى الآن.
من هو الأمير يوسف كمال
هو يوسف كمال بن أحمد كمال بن أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، هو أحد أبرز أمراء أسرة محمد علي، وأكثرهم عشقًا للفن.
فهو رحالة وجغرافى مصري بارز عُرف بعشق الصيد والإبحار ، وكان كثير السفر إلى عدة بلاد، حيث كان شديد الولع باصطياد الوحوش المفترسة من جنوب أفريقيا وبلاد الهند، وكان يهوى الاحتفاظ بجلود فرائسه وبعض رؤوسها المحنطة، وقد أهدى مجموعة من الطيور المحنطة ورؤوس الوحوش المفترسة من صيده إلى متحف فؤاد الزراعي وبعضها ضم إلى متحف محمد علي بالمنيل.
وكان الأمير يوسف كمال من أبرز جامعي المقتنيات، فقد ساهمت مجموعة المقتنيات الخاصة بالأمير في تأسيس متحف الفن الإسلامي، وكانت تلك المقتنيات عبارة عن مجموعة من منابر المساجد، والسيوف والمشغولات الذهبية ، والمصاحف والدروع قام بإهدائها للدولة طوال فترة طويلة، كما أسهمت جهوده في تسجيل تلك القطع الأثرية مع الوصف التفصيلى لها وتاريخ صنعها.
وكان عاشقًا للفن كثير الشغف بشراء اللوحات الفنية وكان يجوب العالم من أجل شراء القطع الفنية النادرة ليهديها للمتاحف، فالأمير يوسف كمال هو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة عام 1905م ، وفى 13 مايو 1908 كانت المدرسة التي قد أسسها من حر ماله قد فتحت أبوابها لأصحاب المواهب ولم تشترط المدرسة تقديم مصروفات، فقد كان الإلتحاق بها مجاناً دون تقيد بسن، وقد قام بالتدريس فيها عدد كبير من فناني أوروبا وقد تخرج من مدرسته العديد من الفنانين من أشهرهم المثّال محمود مختار الذي أقام تمثال نهضة مصر. كما أسس كمال جمعية محبي الفنون الجميلة عام 1924م، وهو من المشاركين في تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما .
الأمير "يوسف كمال" كان واحداً من أبناء الأسرة المالكة في مصر، وممن يمتلكون ثروة كبيرة وينفقون منها طوعاً وتطوعاً على العمل العام حيث كان من أغنى أغنياء مصر، ففي عام 1934 قدرت ثروته بحوالي 10 ملايين جنيه، وكان في هذا العام أغنى شخصية في مصر، وفي عام 1937 قدر إيراده ب 100 ألف جنيه مصري.
وقد أنفق من حر ماله في تنمية عدد كبير من القرى في صعيد مصر وأدخل بعض التقنيات الزراعية الحديثة في منطقة نجع حمادي وساعد فى تطوير الزراعة هناك.
ومما يذكر للأمير يوسف كمال أنه في عام 1914، عرضت عليه رئاسة الجامعة لكنه اعتذر، واكتفى بأن يكون عضواً في مجلس إدارتها، وحينما اضطر حسين رشدي باشا للتخلي عن الجامعة اختير هو رئيساً لها، وفى فترة رئاسته هذه كان يرسل النوابغ من طلابها للدراسة في الخارج على نفقته الخاصة، وحين تعرضت الجامعة لضائقة مالية بسبب الحرب العالمية الأولى تبرع لها بألفي جنيه .
وكان الأمير "يوسف كمال" مغرماً بأحداث التاريخ وجغرافية البلاد، ومن هنا أنفق على ترجمة بعض الكتب الفرنسية التي اختارها فنقلت إلى العربية وطبعت على حسابه منها «وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن إفريقيا الشرقية» من تأليف مسيو جيان، «المجموعة الكمالية في جغرافية مصر والقارة» .
وبعد ثورة يوليو 1952 غادر مصر وأقام في أوروبا حتى توفي في مدينة أستروبل بالنمسا عام 1969.