بقلم مصري

نكسة البرامج

صلاح سعد
صلاح سعد

بقلم/ صلاح سعد

كنوز التليفزيون ليست مقصورة فقط على الدراما التى قدمها كبار الكتاب والمؤلفين ولكنها تشمل أيضا البرامج التى تضمها مكتبته مثل بداية الإرسال فى الستينيات وحتى نهاية القرن الماضى.. معظم هذه البرامج كانت بمثابة نافذة على جميع الأفكار والثقافات سواء كانت علمية أو فنية أو اجتماعية وكانت تلبى كافة رغبات المشاهد وتزوده بالمعلومات التى تهمه فى كافة المجالات.. لانها كانت نتاج أفكار متخصصين فى مجال الإعداد التليفزيونى وفى مقدمتهم الصحفيون الذين يملكون فن إدارة الحوار وتوجيه أسئلة ودعوة الضيوف.. هؤلاء كان لهم الفضل فى المكانة التى حظيت بها هذه البرامج عند المشاهدين لدرجة أنهم كانوا يترقبون موعد إذاعتها أسبوعياً أسوة بالمسلسلات والأفلام الدرامية..

وهذا ما كان يحدث مع برامج مثل «نادى السينما» الذى كان يعده يوسف شريف رزق الله وتقدمه درية شرف الدين و»جولة الكاميرا» إعداد أحمد فرغلى وتقديم هند ابو السعود و«زووم» إعداد أحمد صالح وتقديم سلمى الشماع.. ناهيك عن البرامج الخاصة مع المشاهير والتى كان يتولى إعدادها كبار الصحفيين فى المجالات السياسية والأدبية والاقتصادية..

وكذلك الإذاعة التى كانت تستعين بالصحفيين فى صياغة أفكار برامجها وتحديدا فى شهر رمضان من كل عام.. ولكن مما لا شك فيه أن مستوى البرامج اهتز وتراجع بشدة بعد القرار الذى اتخذه اتحاد الاذاعة والتليفزيون سابقًا بعد ثورة 25 يناير تحت وطأة المظاهرات الفئوية.. وكان القرار يقضى بوقف التعامل من الخارج وحصره فقط على العاملين داخل الاتحاد على اعتبار أنهم المبدعون فقط دون سواهم.. وكان هذا القرار بمثابة النكسة التى أصابت البرامج فى مقتل!!