أضواء

لقاء القمة

عبدالله حسن
عبدالله حسن

أخيرا التقى الرئيسان الأمريكى جو بايدن والروسى فيلاديمير بوتين فى لقاء قمة وجها لوجه بعد توتر العلاقات بينهما بعد فوز الرئيس بايدن فى الانتخابات الرئاسية التى جرت فى نوفمبر الماضى على منافسه دونالد ترامب وتبادل الاتهامات بين بايدن وبوتين واتهامه بالتدخل فى العملية الانتخابية لصالح ترامب بينما اتهمه بوتين بتزوير الانتخابات.
 وأدت هذه الاتهامات المتبادلة بين الرئيسين إلى توتر العلاقات بين بلديهما وبعد أن تولى بايدن الرئاسة رسميا فى شهر يناير الماضى استمر توتر العلاقات ووصف بايدن فى تصريحات علنية بوتين بأنه قاتل ورد بوتين ساخرا بأن على بايدن البالغ من العمر ٧٨ عاما أن يحافظ على صحته خاصة وأنه وقع مرتين أثناء صعوده سلم الطائرة فى لقطات نقلتها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة، وسحبت الدولتان سفيريهما بسبب هذا التوتر فى العلاقات، ووسط هذه الأجواء تم الإعداد للقاء قمة بين رئيسى أكبر دولتين فى عالم اليوم وكان من الطبيعى الا يعقد هذا اللقاء الأول فى إحدى العاصمتين واشنطن أو موسكو وتم اختيار دولة محايدة لاستضافة هذه القمة التى ترقبها العالم وكان اختيار سويسرا المعروفة بحيادها بعيدا عن المعسكر الشرقى أو الغربى واختيرت فيلا لا جرانج التاريخية فى جنيف للقاء الرئيسين، ومعروف أن هذه الفيلا التى ترجع إلى القرن الثامن عشر استضافت عام ١٨٦٤ مؤتمر التوقيع على اتفاقية جنيف الأولى التى تشكل حجر الأساس للقانون الدولى حتى الآن، كما شهدت أول قمة روسية أمريكية عام ١٩٥٥ بين الرئيسين الأمريكى أيزنهاور والسوفييتى خروتشوف، وبعد ٣٠ عاما من هذا اللقاء عقدت قمة أمريكية روسية فى نفس المكان بين الرئيسين رونالد ريجان وميخائيل جورباتشوف وكانت بداية انتهاء الحرب الباردة بين القوتين العظميين وتفكك الاتحاد السوفييتى، ووسط هذه الأجواء جاءت القمة التى ترقبها العالم بين بايدن وبوتين ونقلت الأقمار الاصطناعية ووسائل التواصل الاجتماعى أول لقاء وأول مصافحة بين الرئيسين وسط تكهنات حول نتائج هذه القمة وهل سيزداد التوتر بينهما وتعود الحرب الباردة من جديدأم تشهد العلاقات بين البلدين مرحلة جديدة من التفاهم والتعاون، وخرج الرئيسان بعد ساعتين ونصف ليدلى كل منهما بتصريحات منفردة اتضح منها التفاهم بينهما على العديد من القضايا كان فى مقدمتها عودة السفيرين الامريكى والروسى فورا إلى عملهما ووصفا اللقاء بأنه كان إيجابيا وبناء  حول الاستقرار الإستراتيجى وأنهما اتفقا على منع إيران من امتلاك السلاح النووى وانتهاء الحرب الباردة بينهما . ولعل نتائج هذه القمة بين بايدن وبوتين تنعكس فى المرحلة القادمة على تحقيق السلم والأمن وحل المشاكل التى يعانى منها العالم باعتبارهما رئيسى أكبر دولتين فى عالم اليوم .