اهتم علماء النفس بتفسير ظاهرة طول العمر لكثير من نجوم الكوميديا فى العالم ووجدوا عاملا هاما مشتركا بينهم بخلاف الجينات الجيدة ومستوى التعليم والثراء، ألا وهو روح الدعابة التى يتميزون بها.
فى دراسة قام بها باحثون من النرويج لمدة 15عاما عن الارتباط بين روح الدعابة والوفاة وشملت 53 ألفا و556 رجلا وامرأة، تم تقييم العوامل المعرفية والاجتماعية والعاطفية للفكاهة التى جاءت فى استبيانات المشاركين وبعد تحديد أسباب الوفاة لظروف مرضية، أظهرت الدراسة أنه كلما كانت روح الدعابة أقوى فى حياة المشاركين، كانت فرصهم أعلى لبلوغ سن السبعين على الأقل.
أبحاث كثيرة أكدت أن الضحك أفضل علاج، ومنها ما نشرته مجلة «الطب النفسى الجسدى» عن النساء اللاتى يتمتعن بروح الدعابة، فهن أطول عمرا رغم إصابتهن بأمراض القلب وتعرضهن للعدوى. الرجال أيضا تعتبر روح الدعابة حائط صد فى مواجهتهم للمواقف العصيبة فى الحياة اليومية بحمايتهم من الإصابة بأزمة قلبية. فالضحك يقلل ضغط الدم المرتفع ويُحسن الدورة الدموية، وهو يحفز إفراز هرمون الاندورفين الذى يحدث تأثيرا مسكنا للألم، ويقلل هرمون التوتر (الكورتيزول) وبالتالى، تأثير الالتهاب فى الجسم. كما يؤثر الضحك أيضا على الذاكرة بشكل إيجابى ويشير الأطباء إلى أن طريقة المريض فى التعامل مع الأمور تُعد أمرا حيويا للتعافى من الأمراض بما فيها السرطان.
ولأن الأشخاص الإيجابيين، الذين يضحكون بسهولة ولا يأخذون أنفسهم على محمل الجد، يعيشون عادة عمرا أطول، حاول أن تغير نظرتك للأمور وتشاهد أفلاما أوبرامج كوميدية أو تجالس الظرفاء الذين يتمتعون بخفة الدم، فالضحك مُعد وهو احتياج ضرورى وسط حصار أخبار الإرهاب والعنف والكوارث، فهذا التوتر العاطفى المستمر لا يصيبنا فقط بالقلق والشعر الأبيض والتجاعيد ولكنه أيضا يُدمر أجسامنا ويصيب خلايانا بالشيخوخة.
