وداعاً للكراكيب

أسطح المنازل.. كافيهات ومراكز ثقافية

أسطح المنازل
أسطح المنازل

 

كتب|هاجر زين العابدين 



استطاع بعض الشباب أن يخرجوا لنا بأفكار خارج الصندوق، ليخلقوا لهم فرص عمل ولاسيما أن كافة أفكارهم حازت علي إعجاب الكثيرين وأصبحت تعبر عما يحتاجون إليه وازداد الإقبال أكثر وأكثر ، لنجد فئات من الشباب تستغل أسطح المنازل بعدما كان وقفاً للأشياء القديمة البالية «الكراكيب» ، لنجد فكر جديد استغل هذه المساحة إما لتصبح « space  work « أي مكان هادئ يصلح لأنشطة مختلفة كالمذاكرة وعقد الاجتماعات، ومكان للعمل ، ومنهم من إستغله ليصبح منارة للمجتمع فينشئ جمعية ثقافية تقدم الورش والندوات وكذلك مكتبة للقراء والإطلاع ، ومنهم من إستغله ليصبح كافيه وخاصة بعد تفشي جائحة الكورونا فأصبح الكثير يفضل الأماكن المفتوحة «air    open» «الأخبار المسائي» ترصد بعض الأفكار الشبابية التي جعلت من أسطح المنازل أماكن مميزة يفضلها الكثير من الشباب. 

جمعية ثقافية

 في البداية التقينا بمارينا وجيه(27 عاما)  «حاصلة علي بكالريوس ألسن جامعة عين شمس ، وواحدة من مؤسسي "كيميت" جمعية ثقافية فوق أحد أسطع عقارات وسط البلد  وتتبع وزارة التضامن موضحة أن الأسم يعنى مصر القديمة» كنا عايزين نعمل حاجة تعبر عن شباب مصر ويصبح المكان معبراً عن نموذج مصغر من مصرالحديثة « تشير مارينا أن المكان يضم فئات مختلفة من الشباب بمختلف الثقافات ، فكان أول اهتمام لنا هو إنشاء مكتبة قيمة تكونت من الجهود الذاتية  فبدلاً من أن يهادينا أحد  بالورود يستبدلها بكتب عليها توقيعه كاهداء للمكان 

من مكان مهجور لمنارة

«المكان كان من غير سباكة ولا كهرباء وهدفنا أننا نحوله من خرابة لمكان يقدم خدمات مختلفة «  حيث إنه سيكون مكان مشروعهم الصغير وأستطاعوا أن يبدأو بالجهود الذاتية ، وأعتمدو علي إعادة تدوير الأشياء لتقليل النفقات بأستخدامهم الحوامل الخشبية التي تستخدم في المصانع «بالتات « لتصبح مقاعد للجلوس مزودة بالوسائد  وتم عمل السقف من عروق الأخشاب والطبقات العازلة وإستخدام المجلات القديمة كورق حائط ، ليستغرق المكان ستة أشهر  عمل متواصل دون توقف من دائرة المقربين والأصدقاء ليضع كلاً منهم بصمته في المكان. 

يقدم المكان ورشا تدريبية بمختلف التخصصات لخدمة إهتمامات الشباب وفئات المجتمع بأكملة، وأغلب الورش تتجه لتقويم الشباب وخلق فرصة عمل لهم بتعليمهم حرفة يدوية كورشة الإكسسوارات، والنحت والخزف والغزل والنسيج ،  وورشة التصوير بالهاتف ، وتوفير معرض لكل من يحب عرض منتجاته.

ويحتوي المعرض علي "عرائس" من الكروشية وطارات مطرزة وإكسسوارات  وجوابات ورسائل تحمل تصميمات من الديكوباچ «ملصقات قديمة».

ويقول بشوي مينا «أحد الشركاء» أنه يهتم بعمل ورش فنية كورشة تعلم الرسم الموسيقي  (عود وكمان وطبلة)  ، فهو خريج تربية فنية وكان يجد صعوبة في البحث عن مكان يعرض لوحاته الفنيه لتجلب له أي عائد مادي لسد تكاليف الدراسة او جلب خامات جديدة. 

كما تقول أروي محمد «طالبة بالفرقة الثانية بكلية التجارة «أنها تأتي هي وأصدقائها منذ عامين ليجدوا ما يبحثون عنه ، فيساعدهم المكان علي توفير مكان أمن وهادئ تماما يشجعهم علي المذاكرة ، فيشعرون بأن المكان مثل بيتهم تماما بل أصبحن  يفضلن الجلوس به أكثر من المنزل. 

فيما أوضحت هبه محمد «طالبة بكلية الألسن « أن المكان يوفر لها عرض منتجاتها التي تصنعها من الاكسسوارات وتوفر لها عائد مادي يساعدها في مصاريف الدراسة. 

«ورك سبيس» ونستكمل جولتنا لمكان أخر يجمع بين استقلاليه المنزل ومزايا المقاهى والكافيهات الكبرى واماكن للاجتماعات بأقل تكلفة ومن داخل» ش. ن « أول مكان بدأ في تنفيذ الفكرة عام «2015 احدى الأسطح  بعقار سكني بمنطقة الدقى    التقينا مصطفي أبوزيد أحد المؤسسين.شارحاًالمكان ينقسم لستة غرف إثنان لأغراض المذاكرة الجماعية فهي مزودة بخمسة «مناضد» وكلاً منها يحتوي علي خمسة كراسي ، وهناك غرفتان تسع من” 10لـ30 “ شخص وهي تناسب اكثر من يقوموا بعقد اجتماعات للعمل أو عقد اجتماع لمناقشة مشاريع تخرج ،  ونظراً لتداعيات جائحة كورونا يتم تخفيض العدد ليصل بحد أقصي لـ15فرد بالغرفة ، مع الحفاظ علي الإجراءات الإحترازية  ، وهناك مايسمي بـ «quite room» وهي الغرفة الهادئة التي يمنع فيها الكلام ، كل طالب يجلس علي حدي بمفردة يفصل بينه وبين الذي يليه لوح خشبي ، كما اننا نوفر استوديو إذاعي للبث المباشر بالتحالف مع جامعة القاهرة .ويتردد علي المكان مختلف الفئات العمرية والجنسيات «فلدينا طلبة من اليمن وليبيا وسوريا ». وهناك «بالكون» شرفة كبيرة مبهجة لمن يأخذ قسطاً من الراحة ومزودة بالنباتات العطرية مثل الريحان والنعناع ، ويمكن للطلبة ان تقطف منهما وتضعهما علي المشاريب المفضله لهم موضحة ان المطبخ مزود بكل الأجهزة الأزمة لعمل المشاريب وأيضاً طهي الطعام فكل من يريد ان يعد مشروب يعده بنفسه ويضع ثمنة داخل الصندوق الخشبي ، موضحة أن هناك لوحة عليها سعر كل مشروب يبدأ من ثلاثة جنيهات لـ ستة جنيهات ، فنحن نعتمد علي الأمانة التامة بيننا وبين من يتردد علي المكان . 

ومن داخل غرفة الـ «quite room » شهلاء أحمد فتاه عشرينية تحمل الجنسية الليبية وتدرس بالفرقة الثالثة في كلية الطب بجامعة القصر العيني قالت :«هنا  اجد الهدوء اللازم للمذاكرة ومناخ تشجيعي علي ان أكثف عدد ساعات المذاكرة بعيداً عن الضوضاء التي يحدثها اخوتى  بالمنزل واضافت نورهان حجاج حاصلة علي بكالريوس فنون تطبيقة وتستكمل مشوارها العلمي بإقدامها علي الدراسات العليا ، ان فكرة المكان في غاية الروعة فهي تتردد عليه منذ سنتان فقط وكانت تتمني أن تعرفة من قبل وتابع أحمد محمد «مهندس ديكور « أنه يستأجر مكان مخصص ليدفع شهرياً 1000 جنيه ليصبح هذا المكتب الخاص به ويباشر تصميماته مع العملاء أون لاين ويأتون فقط ساعة الإستلام ، فالمكان يساعد الشباب والشركات الناشئة علي خلق فرصة لنفسها. 

ويوضح سامر أحمد «طالب بكلية الطب « أنه يستأجر الأستوديو لعمل برنامجة المفضل المذاع عبر قناة اليوتيوب في مقابل 50جنيه للساعة ، ويعد هذا السعر هو الأقل وفقاً لأسعار الأستوديوهات الإذاعية. 

ويقول أحمد محمود «صاحب الكافيه « أنه إستأجر المكان من إدارة أحد الفنادق  ليقيم به مشروعه الصغير فهو خريج «سياحة وفنادق « ولديه خبره كافية بإدارة الكافيه لعمله مايقرب من 10 سنوات بالمطاعم والكافيهات الكبري ليستخدم عصارة خبرته في عمل مشروعة الصغير فوق سطح المنزل  ، ليجمع المكان بين الكافيه والمطعم .