بـ«ماء نار».. معجبة تهدد بتشويه وجه إحسان عبدالقدوس

إحسان عبدالقدوس
إحسان عبدالقدوس

اعتاد الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، في منتصف الأربعينيات والذي كان يتولى رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، أن يذهب إلى نادي السينما الذي مقره الآن تشغله نقابة المهن السينمائية لتناول وجبة الغداء ويلاقي أهل الفن قبل أن تلتفت السينما إلى قصصه، وكسبت منها ما أثرى الدراما السينمائية.

وسرعان ما قامت صداقات بينه وبين السينمائيين، وكان ظهوره في نادي السينما تتسع حلقاته لكثير من المخرجين والممثلين، وكان من بينهم مساعدة مخرج، جميلة حيث بدأت تلازم مجلسه، وتحرص على البقاء حتى يغادر، ما جعل سكرتير تحرير المجلة الذي كان بصحبته دائمًا أن يستنتج أنها قد وقعت في حب إحسان عبدالقدوس، والذي كان غير منتبه إلى غرامها الصامت، ولا تغض بصرها عنه طوال فترة وجوده بالنادي.

اقرأ ايضا| سعاد حسني: عبدالقدوس صريح.. والسباعي رومانسي وأنيس مثقف

وفي أحد الأيام فوجئ سكرتير التحرير بالفتاة، تصارحه بحبها لإحسان، وتحتج على تجاهله لمشاعرها، التي كانت تعبر عنها بتصرفات غير صريحة، فما كان منه إلا أن نصحها بأن تصرف نظر عن هذا الحب المكبوت، وأوضح أن إحسان مرتبط بمن سيتزوجها عن قريب.

اغتاظت الفتاة، وأبت الهزيمة والتقهقر، وصممت على أن يبادلها الحب، ولو إلى أن يدخل بيت الزوجية، فأسرع سكرتير التحرير إلى إحسان عبدالقدوس، يخبره بما تضمره المعجبة من حب، وقناعتها بالحصول على اهتمامه لمدة مؤقتة، وتنذره بأنه إذا لم يستجيب لرغبتها فسوف تشوه وجهه بمادة كيماوية "ماء النار".

وجاءت المفاجأة مدوية، في أثناء حضور حفل توديع مصور سينمائي، وهو محمد عز العرب، الذي كان يتأهب للسفر إلى أمريكا لدراسة أوسع للتصوير السينمائي، بينما توقع إحسان عبد القدوس حضور المعجبة، لكنه كان مسلحا ضد طموحها، وما إن رأته توجهت إليه متهللة ومرحبة، حتى بادرها، إحسان عبدالقدوس، وقدم لها تذكرة دعوة إلى فرح زواجه.

دمعت عيناها، وهي تهنئه، وتتمنى له السعادة، وعدلت عن اغتيال العريس، والذي باعتبار ما سيكون، ووفرت ثمن ماء النار، بل أرسلت ليلة الفرح باقة ورد فاخرة باسمها، بحسب ما نشرته أخبار الحوادث قبل 30 عاما.

مركز معلومات أخبار اليوم