فى الصميم

أكاذيب إثيوبيا.. ومسئولية الاتحاد الافريقى

جلال عارف
جلال عارف

يوما بعد يوم، يدرك العالم حجم الأكاذيب التى روجتها إثيوبيا فى قضية سد النهضة، ويتفهم حجم ماقدمته مصر والسودان من مرونة واعتدال فى التفاوض الطويل والعقيم الذى حرصت إثيوبيا على الدوام أن تفشله.
ويوما بعد يوم، تتضح الحقائق التى تؤكد للعالم كله أن إثيوبيا ومنذ بداية الأزمة وحتى الآن وغدا، لاتملك أى نوايا للتوافق وإنما تسعى فقط الى أن يكون التفاوض من أجل التفاوض.. أو ـ إن شئنا الدقة ـ من أجل اضاعة الوقت والمضى فى بناء السد والبدء فى ملء خزاناته دون اتفاق مع دولتى المصب كما تفرض القوانين والمعاهدات والقواعد الدولية المنظمة للعلاقات بين الدول المتشاركة فى الأنهار الدولية.
الحقائق أصبحت واضحة أمام العالم، وطوفان الاكاذيب الأثيوبية انكشفت حقيقة، ودول العالم بدأت تدرك حجم المخاطر الذى يهدد أمن وسلام المنطقة اذا مضت إثيوبيا فى مخططاتها لملء السد دون اتفاق قانونى ملزم كما أوضحت مصر والسودان. ومن هنا كان لابد من وضع العالم ـ وخاصة الدول الكبرى ـ أمام مسئولياته.  وفى هذا الاطار كان لابد من وضع موقف مصر والسودان بكل وضوح أمام أعضاء مجلس الأمن، ثم كان القرار العربى بطلب انعقاد مجلس الأمن لمناقشة القضية بعد استكمال الاجراءات والاتصالات الضرورية لضمان ألا تعرقل الصراعات بين القوى الكبرى أن يتحمل  المجلس مسئولياته.. ويمنع إثيوبيا من مواصلة عدوانها الذى سيستدعى حتما الرد الشرعى والمناسب لحماية حقوق مصر والسودان.
ورغم كل ذلك يواصل حكام إثيوبيا لعبتهم الخطيرة التى يبيعون فيها الأوهام لشعوب اثيوبيا ويواصلون معها المحاولات المستميتة لنشر أكاذيبهم ضد مصر والسودان، واختلاق معركة وهمية بين شعوب افريقيا، وبينها وبين أشقائهم العرب داخل وخارج القارة السمراء.
شعوب أفريقيا تعرف جيدا أين كانت مصر وأين كانت إثيوبيا من حروب تحرير افريقيا ومن جهود تنميتها. ولكن من حقوق شعوب افريقيا أن يقدم لها الاتحاد الإفريقى تقريرا كاملا عن المفاوضات التى جرت برعايته، وعن مواقف كل الاطراف فى الأزمة. من حق شعوب افريقيا أن تعرف الحقيقة عن الجهود التى بذلتها مصر والسودان والمرونة التى أبدتها الدولتان فى مقابل العنت الإثيوبى الذى اوصل الازمة الى طريق مسدود.
من حق الشعوب أن تعرف ومن واجب الاتحاد الإفريقى أن يضع الحقائق أمامها.