الخروج من النفق المظلم!

لايعرف الحرب إلا من عاشها، ولايقدر أهمية السلام وقيمته إلا قائد يعرف أن الحرب تكون ضرورة عندما لا يكون هناك بد منها، وأن ما يمكن  الحصول عليه بالسلام لايجب الاتجاه من أجله الى الحرب. هذه رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى التى لا تعجب هواة اعلام الحروب من خلف الميكروفونات وعبر مقالات يكتبونها من مكاتبهم التى لايمكن أن يعرفوا فيها معنى الحرب ومعنى فقد الرجال والاموال وتعطيل كل مسارات الاصلاح الاقتصادى والسياسى.
من هذا المنطلق يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى جهوده لاقرار السلام ووقف نزيف دماء الشعب الفلسطينى فى المواجهات غير المتكافئة مع الجيش الاسرائيلى ومن هنا ايضا يأتى الطرح المصرى للخروج من النفق المظلم الذى دخلت فيه القضية الفلسطينية، ومصر هى الرقم الذى لايمكن تجاوزه فى أى حل للصراع بحكم خبراتها بالقضية التى بدأت منذ بداية هذا الصراع ولن تتخلى عنها يوما، وهذا التزام اخلاقى تجاه شعب شقيق وتمسك بالعدالة التى تسعى اليها مصر دائما والتزام بأمن مصر القومى ومسئولياتها الاقليمية.
صحيح أن اسرائيل لم تلتزم بالاتفاقات وقامت بالالتفاف عليها المرة بعد الاخرى، ولكن هذا لايبرر أن ينفض الفلسطينيون ايديهم من عملية السلام، وإنما عليهم مواصلة التفاوض والبحث عن حلول وفضح المماطلة الاسرائيلية، وكسب الرأى العام العالمى مدعومين بالتأييد المصرى وبتأييد معظم الدول العربية، وهذه هى الرسالة التى اعتقد أن المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والسلطة يجب أن ترسلها إلى الرباعية الدولية التى تضم الى جانب امريكا الأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبى. للوصول الى حل اقامة الدولتين من المؤكد أن اسرائيل هى الجانب الوحيد غير السعيد بأى مصالحة فلسطينية وتنتظر فشلها لتتنصل من عملية السلام وتستمر فى مطالبة الفلسطينيين بالالتزام وتتباكى على حقها فى الوجود وعلى الفرقاء الفلسطينيين أن يتحلوا بالذكاء ويفوتوا عليها هذه الفرصة.