خواطر

مصر سند قوي وداعم.. لليبيا من أجل استعادة.. الدولة والسيادة

جلال دويدار
جلال دويدار

لا يمكن أن يكون هناك أى خلاف على أن وجود قوات أجنبية على أرض دولة دون إرادة وموافقة شعبها.. هو بمثابة احتلال مرفوض يتنافى والمواثيق الدولية ويستوجب مقاومته بكل السبل. يأتى ذلك باعتباره ضد الاستقلال والسيادة الوطنية.

إن مثل هذه الممارسات الاحتلالية تستهدف التدخل فى الشئون الداخلية لخدمة مصالح خارجية وليست مصالح الدولة ضحية هذا التدخل.

هذه الحقيقة كانت محور ما دار فى لقاء الرئيس السيسى مع وزيرة خارجية الشقيقة ليبيا نجلاء المنقوش اتصالا بزيارتها لمصر. أكد على دعم مصر لوحدة الشعب والأراضى الليبية ولكل الجهود على كل الأصعدة.. لتحقيق هذا الهدف وكذلك تطلعات وأمانى الشعب الليبى. موقف الرئيس يأتى تواففا وتجاوبا.. مع الإرادة الشعبية الليبية بما يعكس الروابط الأخوية التاريخية الوثيقة بين الشعبين المصرى والليبى.

إن من ركائز هذه العلاقة.. الحدود المشتركة وما أدت إليه من مخالطة وتزاوج ومصاهرة. يضاف إلى ذلك الانتماء العربى والأفريقى المشترك والحفاظ على الأمن القومى لكل من مصر وليبيا فى إطار الأمن القومى العربى.

من ناحية أخرى أكد الرئيس على دعم ومساندة مصر للمجلس الرئاسى الليبى وحكومة الوحدة الوطنية فى مهامهما خلال المرحلة الانتقالية. هذه المرحلة تشمل كما هو متفق عليه.. إجراء الانتخابات سعيا إلى التسوية السياسية لتحقيق الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية ووداع الصراعات والخلافات.

ارتباطا عبّرت وزيرة الخارجية الليبية عن تقدير وفخر الحكومة الليبية.. للدور المصرى فى المنطقة. إن ذلك تجلى فى المساندة والجهود الصادقة التى يقدمها لدعم المصالحة والحوار الوطنيين. أشادت الوزيرة الليبية بدعم الدولة المصرية لوحدة الدولة الليبية وتأييدها لإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

وحول ما يتعلق بالتطورات التى تشهدها الساحة الليبية فإنه ليس خافيا.. انعكاسات الموقف المصرى القوى والصلب فى رفض التدخلات الخارجية ومنعها من مواصلة مخططها. كان ذلك واضحا وجليا فى التحذير الذى أعلنته القيادة المصرية بأن الاقتراب من منطقة سرت (خط أحمر). 

صاحب هذا التحذير − ولإثبات جديته − استعدادات جادة لقواتنا المسلحة للتدخل فى حالة أى تحرك للمقاتلين الأجانب تجاه هذه المنطقة. هذا التحذير لم يكن وراء التراجع عن القيام بهذه العملية فحسب.. وإنما أيضا وراء التحرك الدولى نحو الحوار الوطنى لتحقيق التسوية السلمية المنشودة.. لصالح استقرار وأمن وازدهار الدولة الليبية.