للعام الثانى على التوالى .. سلالات كورونا تحرم المشتاقين من زيارة الحرمين

فريضة حج
فريضة حج

مجدى صادق: القرار كارثى. . والخسائر مادية للشركات ومعنوية للعازمين على الحج

ياسر سلطان:2500شركة سياحية منها1820 للحج والعمرة توقف بعضها بسبب الجائحة

 د.عباس شومان: التصدَّق بأموال حج أول مرة لا يسقط الفريضة ومستحب لمن حج سابقاً

 

شاهندة أبوالعز

في ضوء ما يشهده العالم أجمع من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا، وظهور تحورات جديدة له، خرجت المملكة السعودية ببيان يقتصر على حصر التسجيل لأداء فريضة حج 1442هـ على المقيمين والمواطنين من داخل المملكة فقط، بإجمالي 60 ألف حاج، للمقيمين، من جميع الجنسيات، والمواطنين داخل المملكة. وما قامت به السلطات السعودية القائمة على تنظيم الحج وأمور الحرمين الشريفين من قرار تقييد فريضة الحج هذا العام هو أمر متفق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها في الحفاظ على أرواح الحجيج وسلامتهم، ومتسق أيضا مع الإجراءات الوقائية العالمية والقرارات الاحترازية التي اتخذتها دول العالم للحد من انتشار عدوى هذه الجائحة. فما هى تداعيات القرار على المصريين العازمين على أداء الفرضة لهذا العام هذا ما نعرفه من خلال التحقيق التالى..   

وقد توقفت فريضة الحج بسبب الأزمات والأوبئة على مر التاريخ الإسلامي، فما بين توقف عام كاملاً على كل البقاع وإما إيقافاً جزئياً بمنع بعض الجهات دون بعضها أو الاقتصار على بقعة واحدة في أداء الفريضة ففي عام 65 هجرياً لم يحج أحد من الشام وكذلك في عام 72 هجرياً منع الناس من الحج من قبل الأمويين، وفي عام 80 هجرياً وقع سيل بمكة وأغرق بيوت مكة فسمي ذلك العام بعام الجحاف، وفي عام 1814 هجرياً تسبب الطاعون في وقف الحج، وشهدت مواسم الحج تفشي الأوبئة منذ ذلك الحين مثل وباء الكوليرا والتيفوئيد، وتفشي التهاب السحايا.

خسائر الشركات

اقرأأيضا||بدء البروفة الحقيقية لطلاب الثانوية العامة بأداء امتحاني الأحياء والاستاتيكا

وقدر بعض أصحاب الشركات السياحية العاملة في مجال الحج والعمرة، خسائرهم المادية والمعنوية بالملايين بعد استمرار توقف الحج للعام التالي على التوالي بسبب جائحة فيروس كورونا.    حيث يقول مجدي صادق عضو غرفة شركات السياحة، إن جائحة كورونا وتحور الفيروس كل فترة، تسببت في  خسائر كبيرة لقطاع السياحة، وانقطاع كل الآمال في تنشيط شركات هذا القطاع، مشيراً إلى حجم المكاسب التي حققتها شركات السياحة مع نهاية عام 2019 والتي دخلت خزينة الدولة، قد تصل إلى 16 مليار دولار. ويضيف مجدي أن بعض شركات السياحة كانت تنتظر موسم الحج لإحداث انفراجة في تنشيط السياحة مرة أخرى، ولكن تسبب قرار المملكة السعودية  بقصر الحج هذا العام على المواطنين المقيمين داخل المملكة، بإجمالي 60 ألف حاج أمر كارثي لسببين أولهما  استمرار شركات السياحة في تكبد الخسائر التي تقدر بالملايين ، وثانياً الخسائر المعنوية كون الحج شريعة دينية وحرمان زيارة بيت الله الحرام، وفقدان العمالة التي تسهل وتذلل جميع المعوقات أمام الحجاج.

بينما يشير علاء الغمري خبير سياحي وعضو اتحاد غرف السياحة سابقاً إلى أن جائحة كورونا أثرت بالسلب على جميع شركات السياحة سواء في مجال الحج والعمر أو في مجال السياحة الخارجية، ولكن الآمال كانت معلقة على فتح موسم الحج هذا العام بعد عامين متتالين على وقفه، لذا صدمه قطاع شركات السياحة المتخصصة في الشعائر الدينية كبيرة جداً.    موضحاً أن خسائر تلك الشركات تتوقف على حجم العمالة لديها وما تتحمله من أعباء في دفع رواتب العاملين، ورغم ذلك تتفهم شركات السياحة قرار المملكة السعودية وحقهم الأصيل في اختيار الشكل المناسب لموسم الحج حفاظاً على سلامة الحجاج، وتخوفات العالم كله من سلالات فيروس كورونا المستجد.

وينوه ياسر سلطان عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق بأن حجم خسائر شركات السياحة المتخصصة في العمرة والحج بداية من وقف العمرة والحج في الموسم لعام 2020 تتعدى 3 مليارات جنيه، ويكاد توقف بعض الشركات تماماً عن العمل.   

وتابع سلطان، أن باقي شركات تتخوف من استكمال جائحة كورونا وتوقف نشاط الحج والعمره لعام آخر، ما يسبب كارثة لهذا القطاع وتدميره بالكامل، منوهاً أن الشركات تأمل في وضع ضوابط ومعايير من المملكة لاستمرار الحج والعمرة خلال جائحة كورونا سواء كانت معايير طبية أو فرض اللقاح أو تحديد سن معين.   ويضيف عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق، أن مصر بها ما يزيد على 2500  شركة تعمل في مجال السياحة، تتضمن 1820 شركة سياحة متخصصة في مجال العمرة والحج فقط.

وعلى الجانب الدينى يقول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق وعضو هيئة الفتوى، إن من ادخر مالاً لإتمام نافلة الحج، وحال بينه وبين قضاء الحج لانتشار الوباء كما هو الحال الآن واقتصار الحج على أهل المملكة السعودية، فيمكنه التصدق بأموال الحج في الخير كرصف طرق لرفع أذى أو تزويج الأيتام أو مساعدة وإطعام الفقراء والمساكين أو أي عمل خيري.    وأوضح أن من كان ادخر مالاً لقضاء فريضة الحج لأول مرة فلا يمكن التصدق أو صرف هذه الأموال وانتظار حتى انتهاء جائحة كورونا وإزالة الغمة، وقضاء فريضة الحج، لأنها فرضُ عينٍ على كل مُسلم مُستطيع مرةً واحدة في عمره.    وتابع شومان أن من قرَّر التَّصدق بالمال الذي أعدَّه لحجَّته لأول مرة، فقد أدَّى بذلك صدقةً من أعظم الصَّدقات، وأُجِر على نيَّته إنْ شاء الله، ولكن لا تُسقِط الصّدقةُ عنه حجَّة الفريضة.