أعياد الأسرة

أعياد الأسرة وآل أمين

محمد صلاح
محمد صلاح

بقلم/ محمد صلاح

جاءت أرملة للكاتب الكبير على أمين رحمه الله تشكو إليه ابنها الذى كافحت على تربيته حتى كبر واصبح رجلا وتوظف ثم تزوج وبدلا من ان يراعى امه التى تعبت من اجله ولم تتزوج بعد وفاة زوجها وهى فى سن العشرين للأسف هجرها ولم يرعاها.. على الفور كتب على امين هذه القصة فى عمود فكرة بجريدة الأخبار ديسمبر 1955 واقترح تحديد يوم للاحتفال بالأم وطلب من القراء اختيار يوم الاحتفال، وبعد عدة ايام اقترح ان يتم الاحتفال يوم 21 مارس من كل عام حيث بداية الربيع وتفتح الأزهار وبالفعل تم الاحتفال بعيد الام لاول مرة فى 21 مارس 1956 واعتبر هذا اليوم يوما لتكريم الام وتسليط الضوء على كفاحها من اجل اعداد جيل صالح لنفسه ولبلاده.

ولكن ماذا عن الأب؟ فهو ايضا يكافح من اجل ابنائه وهناك من عاش وحيدا بعد ان ترمل من اجل تربية ابنائه، ويوجد الكثير والكثير من النماذج الذين ضحوا وعانوا مع ابنائهم، فمنهم من تركهم ابناؤهم بعد اتمام تعليمهم وعملهم وزواجهم، لماذا لا يتم تسليط الضوء عليهم.. حيث ظل لأعوام كثيرة يحتفل الاب بعيد الام إلى ان اقترح الكاتب الكبير مصطفى امين عام 1985 اقامة عيد للأب على غرار عيد الام الذى اقترحه اخوه على امين.

فالأب هو السند،والقدوة، ومهما تحدثنا عن دوره فى بناء الاسرة وتأمين الحياة الكريمة، وتوفير الأمان للأبناء والأسرة لن نوفيه حقه، فالأب نعمة لا نعرف قدرها الا عندما نفقدها، ليس هناك فرح أعظم من فرح الأب بنجاح ومجد ابنائه، فالأب هو النور الذى يضيء حياة الأبناء والنبع الذى يرتوا منه حبا وحنانا، وهو من يعطى دون مقابل.

" ابى لقد اخذك منى الموت فسلبنى اغلى ما لدى، اشتقت إليك كثيرا وتعبت بدونك، فرغم رحيلك من الدنيا الا انك لا تزال تعيش بداخلى، يا من انحنى ظهره ليستقيم ظهرى، رب ارحم ابى واجعل مكانه فى جناتك "

وحتى لا ننسى فالأب يقوم كل عام بالاحتفال بعيد الام، ويذكر الأبناء بموعده بل ويمول ويساعد الابناء فى تقديم الهدايا القيمة للام فى يومها، فالأم رمز العطاء والحنان والتضحية ايضا.

فاليوم عيد الاب، كل اب طيب وبالهدايا فرحان وسعيد.