بقلم مصري

إياكم وكنوزنا

صلاح سعد
صلاح سعد

بقلم/ صلاح سعد

كل ما تحقق من نجاحات فنية يرجع فى المقام الأول إلى الأعمال التى قدمها كبار الأدباء والمؤلفين فقد ساهمت بلا شك فى ازدهار جميع أنواع الفنون من مسرح وسينما وتليفزيون وغناء.. ولا يختلف أحد على ان هذه الاعمال اثمرت فنا مازال يحظى بكل تقدير واعجاب إلى وقتنا الحاضر.. ولذا فإن صناع الفن مطالبون بالبحث والتنقيب عن الكنوز المنسية التى تركها هؤلاء الكبار لتقديمها ولكن دون الاقتراب من الاعمال التى سبق ظهورها من قبل لانها باختصار اصبحت تراثا وأى محاولة لاعادة تقديمها بمعالجة جديدة محفوفة بالمخاطر وغالبا مصيرها الفشل لان المقارنة هنا واردة ودائما هى لصالح القديم نظرا لارتباط الجمهور بالاصل!!

والامثلة عديدة وآخرها قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ " بين السما والارض " والتى سبق ظهورها فى فيلم سينمائى قامت ببطولته هند رستم مع عبد السلام النابلسى.. فقد تم إعادة تقديمها فى شهر رمضان الماضى فى مسلسل تليفزيونى بنفس الاسم ولكنه لم يحقق النجاح الذى حظى به الفيلم السينمائى !!

وعلى المستوى العالمى حدث ايضا مع فيلم " ولم يبق أحد " للكاتبة اجاثا كريستى فقد تفوق على النسخة الجديدة التى تم تقديمها بعد ذلك رغم التقدم الهائل فى مجال التصوير والذى لم يكن متاحا وقت انتاج النسخة القديمة !!

وحدث ايضا مع الافلام التى قدمتها فاتن حمامة لكبار الكتاب ومنها " بين الاطلال " عندما قررت نجلاء فتحى إعادة تقديمها وكانت المقارنة لصالح القديم بكل المقاييس الفنية..

باختصار معين الابداع لا ينضب ومن حق الطاقات الجديدة ان تأخد فرصتها طالما انها تملك أفكارا قادرة على الابتكار ولكن دون الاقتراب من كنوزنا القديمة !!