في الصميم

الغش الإسرائيلي.. حتى في اللقاحات!!

جلال عارف
جلال عارف

كان "نتنياهو" قبل سقوطه يتباهى بأن علاقاته بشركات الأدوية الأمريكية مكنته من الحصول على أكبر كمية من اللقاحات ضد "كورونا". ورغم ذلك مارس "نتنياهو" سياساته العنصرية المعتادة ورفض أن تتحمل اسرائيل مسئوليتها (كقوة احتلال) للأراضى الفلسطينية وقرر قصر التطعيم على الاسرائيليين فقط بل ووضع العراقيل أمام وصول الشحنات الأولى من اللقاح  التى حاولت السلطة الفلسطينية توفيرها قبل أن يرضخ للضغوط الدولية لفتح الطريق لوصولها الى الضفة وغزة.

 قبل أيام تم الكشف عن اتفاق تم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لتعويض تأخير وصول الشحنات الجديدة من اللقاحات التى تعاقدت عليها السلطة. بحيث يتلقى الفلسطينيون 1.4 مليون جرعة لقاحات متوافرة لدى اسرائيل على دفعات، ثم يقومون − بعد ذلك − بردها حين تصل اليهم الشحنات التى تعاقدوا عليها.

تصور البعض أنها بادرة حسن نية من الجانب الصهيونى حتى وصلت أول شحنة من اللقاحات (90 ألف جرعة) وتم فحصها ليكتشف الجانب الفلسطينى أنها على وشك انتهاء الصلاحية وأنها ليست مبادرة حسن نية بل هى اقرب الى عمليات النصب والاحتيال. ولهذا تقرر إلغاء الصفقة المضروبة!!

السلطة الفلسطينية تحاول مع الشركات العالمية المنتجة للقاحات لتسريع تسليم الدفعات التى اتفقت على شرائها. ولا شك أنها ستجد دعماً عربياً فى هذا الشأن. وستواجه اسرائيل ضغطا دوليا إذا وضعت العراقيل أمام وصول هذه اللقاحات انتقاماً من إلغاء الصفقة المضروبة!

 ويبقى الثابت فى السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب. وهو إزالة الفوارق بين الغش التجارى والغش السياسى. ما حدث فى الاتفاق حول اللقاحات هو ما حدث فى كل الاتفاقات مع الفلسطينيين منذ "أوسلو" البضاعة مغشوشة، وحسن النوايا لا مكان له. ربما المتغير هنا ان الفلسطينيين قد ألغوا الاتفاق!!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي