يحدث فى مصر الآن

نهضة مسرحنا تبدأ من هنا

يوسف القعيد
يوسف القعيد

دعانى المخرج المتميز عادل حسان لحضور عرض مسرحى مبشر بالأمل يقدمه مسرح الشباب، عنوانه: الكلاب. كتبه: محمد جمال الحدينى، وأخرجه المخرج وصاحب فكرة العرض: كمال عطية. وقُدِّم على مسرح الجمهورية تحت رعاية الوزيرة الفنانة الدكتورة: إيناس عبد الدايم، حضرت ليلة العرض الأولى، وجلست ساعة ونصف الساعة تشاهده بتركيز واهتمام ومتابعة. كان هناك رئيس قطاع الإنتاج الثقافى: خالد جلال، ورئيس الأوبرا: الدكتور مجدى صابر، ورئيس البيت الفنى للمسرح: إسماعيل مختار، ومدير مسرح الشباب: سامح بسيونى.
الدكتورة إيناس عبد الدايم تحاول بعث نهضة بالثقافة المصرية. نرى آثارها فى الكتاب الذى تستعد مصر لافتتاح معرضه الجديد فى الأيام القادمة، وتتابع الوزيرة مع الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية للكتاب أخبار المعرض بشكل يومى. ولوحة الفن التشكيلى، والموسيقى والغناء، المسرح أحد أركان نهضتها. ففى كل يوم هناك جديد تقدمه لأركان الثقافة المصرية المعاصرة بصورة لم تحدث من قبل. انطلاقاً من نظرة شاملة تستنهض أسس العمل الثقافى المصرى حتى يمكن أن نصل لبعث ثقافى ينطلق من أمجاد ثقافتنا ويصل لآفاق المستقبل الأرحب الذى يليق بمصر وتاريخها الثقافى.
كتب المخرج كلمة يُقدم بها عرضه: لنا جميع آلات سفر عبر الزمن. منها ما يعيدنا للوراء، وتلك اسمها الذاكرة. ومنها ما يدفعنا للأمام، وتلك نسميها الأحلام. لذا تحرك إلى الأمام وابدأ حلمك. وهذا معناه أن ما شهدناه فى ساعة ونصف الساعة كان حُلماً. حتى وإن كان الحلم قاسياً أحياناً.
العرض رحلة خرافية فى عالم الكلاب. وكل الممثلين الشباب الذين يمتلكون الجسارة قدموا أدواراً أعتقد أننا نراها لأول مرة فى مسرحنا. واختفت ملامحهم تحت ملابس الأدوار التى أدوها. كانت لديهم قدرة على إنكار الذات والتقدم تحت ملابس تخفى وجوههم الحقيقية. وقد كشفوا عنها بعد العرض وعند ترحيب الجمهور بهم الذى فاق كل توقع.
خاصة أنها كانت الليلة الأولى التى يقدم فيها العرض للجمهور. وقال لى المخرج لحظة انصرافى إنه فى الأيام القادمة سيتم تغيير بعض الممثلين الذين يؤدون أدوارهم بحرفية ومهارة نادرة.
كانت هناك حالة من التسابق بين مهارة الأداء. والملابس كانت بطلاً أساسياً فى العرض والديكورات. والموسيقى خلقت حالة من المسرح النادر. فى البانفليت الخاص بالعرض، أهم كلمة فى غلافه: ابدأ حلمك.
تذكرت كتاب: كليلة ودِمنة الذى يتضمن مجموعة من القصص، ترجمه عبد الله بن المقفع للعربية. والكتاب كتبه الحكيم الهندى بيدبا، واستخدم الحيوانات والطيور كشخصيات. تضم العديد من قصص الحيوانات، يصنف النقاد العرب القدامى كتاب كليلة ودمنة فى الطبقة الأولى من كتب العرب ويجعلونه أحد الكتب الأربعة الممتازة إلى جانب الكامل للمُبَرّد والبيان والتبيين للجاحظ والعمدة لابن رشيق.
الإشارة لكليلة ودمنة تمت من باب توارد الخواطر لا أكثر ولا أقل. فالعرض المسرحى: الكلاب، عمل قائم بذاته، مستقل تماماً نصاً وإخراجاً وتمثيلاً وديكوراً وملابس. إنه العمل الكامل. لكن الذاكرة عندما تستدعى بطريقتها الخاصة التشابهات لا يكون لنا سيطرة عليها. والعرض مستقل تماماً عن كليلة ودمنة.
هذه دعوة للقارئ لكى يسعد بمشاهدة العرض الذى يحرك العقول وينير الوجدان.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي