حقيقة السحر وكيف يقي الإنسان نفسه من خلال المنهج النبوي؟

السحر من الأمور المحرمة واللجوء للسحرة مخالف للشريعة
السحر من الأمور المحرمة واللجوء للسحرة مخالف للشريعة

انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات استخدام السحر والشعوذة بين جميع طبقات المجتمع وهو ما يعد تراجعا في التزام الناس بتعاليم الدين وأخلاقه في الأخذ بالأسباب والمسببات وعدم التوكل على الله والإيمان بقضائه وقدره.. فما هي حقيقة السحر وكيف يقي الإنسان نفسه من خلال منهج النبي صلى الله عليه وسلم؟.

 

شماعة غيبية

يقول الشيخ محمود عبد السميع من علماء الأزهر: السحر حقيقة لابد من الإيمان بها وقد ذكر فى أكثر من آية فى كتاب الله وهو من الكبائر التى حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن لا ننكره وإنما العجب من سرعة تعليق الإصابات والأضرار المادية أو النفسية على شماعات غيبية، ليبرر الإنسان لنفسه أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا فبعض الناس الآن يوقن بأن كل ما يصيبه من مرض أو رسوب فى امتحان أو فشل فى زواج أو تأخر إنجاب يرجع إلى سحر قام به آخرون متربصون به ويضيع وقته فى الظن فى المقربين حوله من أهله أو زملائه أو جيرانه وقد نهانا رب العزة عن الظن فقال تعالى: "إن بعض الظن إثم". وقد يتجاوز البعض الظن إلى البحث عن الانتقام فيذهب إلى السحرة والمشعوذين لتخليص المسحور مما به من أوجاع فيستغلونه أسوأ استغلال مادى ومعنوى.

 

ويضيف : البعض أيضا يحتال على الناس فيوهمهم بأنه يعالج السحر بالقرآن متخذا ذلك مجالا للكسب والربح غير المشروع وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم".

 

وينبه الشيخ: إن السحر بصفة عامة من الأمور المحرمة وفاعله كافر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "ثلاثة لا يدخلون الجنة مصدق السحر وقاتل النفس وقاطع الرحم" أما من ذهب إلى الساحر ولم يصدقه فلن يقبل منه عمل أربعين ليلة كما وردت الأحاديث والآثار بذلك لأن الساحر يستخدم الجن ويستخدم طلاسم وألفاظا شركية لذلك عمله كله حرام ومطعمه وملبسه حرام، فنحن نؤمن بالجن وهو خلق مثل الإنسان ولا نستطيع أن نراهم لأنهم عالم غيبى بيننا وبينهم حجاب.

 

وقاية ربانية

ويؤكد: مادام هذا حقيقة فكيف يقى الإنسان نفسه وأهله وبيته عموما ومن كيد الكائدين ؟الإنسان أولا إذا شعر بتعب عضوى أو نفسى ينبغى ألا ينصرف ذهنه إلى أنه مسحور أو مصاب بمس بل لابد من الذهاب إلى الطبيب ثم يأخذ بالأسباب فيحافظ على الصلوات الخمس فى أوقاتها، خاصة صلاة الفجر فمن حافظ عليها بقوة ويقين وإخلاص فهو فى ذمة الله ولن يمسه شيىء وكذلك يجعل له وردا يوميا من أذكار الصباح والمساء والدعاء وقراءة القرآن مثل المعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسى ومرافقة أصدقاء الخير والرقية الشرعية يقرأها لنفسه كما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم وقراءة سورة البقرة كل ثلاثة أيام أو سماعها وأكل سبع تمرات من تمر العجوة فعن سعد ابن أبى وقاص قال سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول : "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر". والله هو الواقى والكافى.