ع الكورنيش.. أنا وأنت وبابا والقايمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشوى الغندور

فى مكان ما على كورنيش النيل الجميل جلس أمين يغازل خطيبته غزلا عفيفا يثنى على جمالها وتناسق لبسها، وفى سابقة هى الأولى من نوعها يباغتها بقوله «إنتى خسيتى»!
كاد ذكاؤها يخونها وتصدق كلامه وتنسى ساندوتش السكالنس الذى فتحت به شهيتها هذا الصباح قبل تناول وجبة الإفطار، إلا أنها انتبهت على سؤال لحوح منه عن أبيها وصحة ابيها وروقان بال ابيها ورضى الوالدين اللى هو أهم من أبوك وأمك، وكأن لحية طويلة فجأة غطّت وجه أمين!
فسألته الفتاة مستنكرة «طلباتك»؟!
- عايزأبقى مُؤتمن على العرض.
- طبيعى، أومال أنا متجوزاك ليه ضل حيطه!
- لكن ده offer المؤتمن على العرض لا يسأل عن المال.
- الـ offer ده فى كارفور
- يعنى لوطلعت خاين وغدّار قايمة العفش هى اللى هتبرّد نارك؟ 
- أكيد لأ، لكن ماينفعش تاخد مكافأة على الخيانة والغدر، وأنا مقهورة ومظلومة ومنكسرة أبقى هبلة وعبيطة ومغفلة!
- طيب ولو العيب فيكى انتِ؟
- وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم.
- آه يعنى أصبر وأستحمل علشان الورقة اللى انتى واخداها عليا!
- لأ.. غاية ماهنالك ان الجواز ده زى المطعم طالما اكلت لازم تدفع أياً كان طعم الاكل، الدفع مقابل الاكل مش مقابل لذاذة الطعم، لكن بعد كده ليك الحرية انك تغيّرالمطعم أوتبقى تطبخ لنفسك فى البيت أوفر!
- يعنى هى مش جوازه دى بيعة وشروة؟
- لأ.. هى جوازة لكن انت اللى مصمم تخليها بيعة وشروة وتبيع نفسك وعايزنى أشترى راجل وانا مش عايزه اشترى راجل أنا عايزه أتجوز راجل!
- وأبوكى رأيه إيه؟
- أبويا والله كان نفسه يأتمنك على العرض ومايسألكش على المال لكن للأسف اللقطة اتحرقت واتهرست فى كل المواقع والحسابات على السوشيال ميديا وماعادتش جايبه همها!
- ماهو لو إنتى مقتنعة بكلامى كنتى قدرتى تقنعى ابوكى ولورفض نعمل اللى احنا عايزينه ومش ضرورى موافقته!
- تحُك الفتاة عينيها وتفتحهما فى ذهول وتقول: حلقت لحيتك إمته يا أمين؟!
- إنتى اللى عينك مدخششه ويلزمك متابعة عند دكتورعيون وكمان دكتورتخسيس وبالمّرة دكتور تجميل!
- قصدك إنى عايزة أتفوّرمن جديد، طيب وماله، خلى بالك انت بس ان المطعم لما بيعمل تجديدات فاتورته بتبقى أغلى، وبرضو مافيش ضمان على لذاذة الأكل!!