جبانة خوي الأثرية.. «هرم مُدمر» حيّر عالمين مصري وفرنسي

جبانة خوي الأثرية
جبانة خوي الأثرية

على بعد ٤٠ كيلو غرب مركز منفلوط في أسيوط، تجد هنا ما بقى من أثرا للهرم الذي سبق أهرامات الجيزة، حيث تقع جبانة هرم خوي المدمر والمبني على طريقة المصاطب المركبه الطينية الرخوة مثل هرم زوسر المدرج اكلتها عوامل النحت و التعرية حتى تسببت في تدميره ولكن مازالت البقايا شاهده على التاريخ. 

بدأت حكاية معرفة هيكل خوي الجنائزي في مقال كتبهُ عالم المصريات أحمد كمال مكتشف الهرم المدمر والهيكل الجنائزي عام ١٩١٢، وكشفت مقاله أن تاريخ بناء الهيكل والهرم يعود إلى ما بين عامي ٢١٨١ إلى ٢٠٥٥ قبل الميلاد عندما قام خوي الذي سميت بأسمهُ الجبانة بحكم الإقليم على مقربة من مدخل واحة الداخلة. 

الأسرة الثامنة
وكشفت الدراسة التي قام بها الدكتور أحمد كمال أستاذ المصريات والتي نشرها في عدد من المقالات في عام ١٩١٢ أن الملك خوي ينتمي  إلى الأسرة الثامنة أو أحد رؤساء المقاطعات الذي أعلن نفسه ملكاً في وقت كانت فيه السلطة المركزية قد انهارت ، حوالي ٢١٥٠ قبل الميلاد، ومع ضعف إمكانيات البناء كان بناء الهرم المدرج من عدة مصاطب فوق بعضها مثل هرم زوسر المدرج ولكنه من الطوب اللبن و معبداً جنائزياً وجداراً من الطوب اللبن، كل ذلك تم تدميره بسبب عوامل النحت و التعرية، وقد يكون حاولت أيدي اللصوص النيل من كنوزها فقامت بتخريبها للبحث عن الذهب والثروة النادرة. 

عودة للجبانة 1946
اطلع العالم ريموند ويل بروفيسور المصريات على مقالات الدكتور أحمد كمال، وقام برحلة لغرب أسيوط لاكتشاف هرم خوي وجبانته الأثرية، إذ أعد بخطة عمل بدأت في عام ١٩٤٦ واستمرت حتى ١٩٤٨.


وكشف ويل خلال رحلة الاكتشاف أن الحالة التي عليها الهيكل والهندسة المعمارية غير النمطية للمبنى المدمرة بشكل كبير، جعلت الدكتور أحمد كمال يعتقد أنها مصطبة ضخمة، بينما اعتقد ويل أنها كانت هرم حتى اليوم، على الرغم من حقيقة أن المبنى يُنظر إليه عموماً على أنه هرم مدرج لا يمكن تحديد نوع القبر على وجه اليقين، ولا يمكن أن أي عالم يستبعد أنه كان بالفعل مصطبة كبيرة كنقطة انطلاق في رحلة بناء الأهرامات المدرجة. 


أعمال الاكتشاف التي استمرت عامين بقيادة ويل اقترحت أنها بُينت على اسم المالك الذي بسط حكمه على الإقليم في موقع الهرم المدمر، ومع ذلك، فقد أسفرت أعمال التنقيب في مقبرة تقع جنوب الهرم مباشرة عن وجود كتلة حجرية عليها نقش بارز يحمل خرطوش "أوج" ، أي خوي، اسم ملك غير معروف حتى الآن، ويمكن أن تأتي الكتلة من المعبد الجنائزي لمجمع الهرم، الذي ربما تم اكتشاف آثاره شمال الهرم، ومع ذلك فإن تعريف خوي كمالك للمجمع ، على الرغم من أنه مقبول بشكل عام، لا يزال غير مثبت. 


تبدو بقايا هيكل المصاطب اليوم مشابهة للخطوة الأولى لهرم متدرج، لا يزال من المستحيل التأكد من أن الهيكل كان هرماً  ومن غير الواضح ما إذا كان الهيكل قد اكتمل أم لا، المخطط الأرضي للهيكل الرئيسي مستطيل ويبلغ قياسه ١٤٦متراً. 

ليس هرما !
وأكد محمود مهدي مدير الآثار الفرعونية في أسيوط أن المُسجل لديهم عن جبانة خوي ليس هرماً وإنما مصطبة وأن التاريخ يخفي في جعبته الكثير ولكن الأمر يحتاج إلى رحلة بحث واستكشاف لبقية المقابر والأماكن المحيطة بالمصطبة، لافتاً إلى أنه تميل جدران المصطبة المبنية من الطوب اللبن إلى الداخل ويصل سمكها إلى ٣٥ مترا.


وأوضح مهدي أن هذه القشرة الكبيرة  التي يتم تقريب أركانها بنصف قطر الانحناء تبلغ  ٢٣ مترا، تحيط به مساحة داخلية فارغة ربما كانت مليئة بالرمال والحصى وبالنظر إلى هذه القيم، إذا كان المبنى عبارة عن هرم مدرج، فسيكون له قاعدة أكبر من قاعدة هرم زوسر الشهير ، بينما في حالة المصطبة ، كان من الممكن أن يكون قد تجاوز حجم مصطبة فرعون الكبيرة للملك شبسسكاف.

وتابع مهدي أن حجرة الدفن تحت المصطبة كانت تقع على بُعد ٨ امتار  بممر منحوت وسط الحجر الجيري بالكامل وكانت غرفة الدفن من نفس الحجر الجيري ويظل دائماً البحث والاكتشاف الأمل في التوصل للكثير من المجهول.