مجرد سؤال

فن اختصار الزمن!

صفاء نوار
صفاء نوار

من حقنا أن نشعر بالفخر ونحن نرى لوحة بلدنا تضاف إليها صورة مشرقة ونقطة ضوء كل يوم، ملحمة مشروعات الطرق حكاية عمران وبناء وتعمير، وحياة امتدت لتشمل كل شبر من أرض الوطن، لم تتوقف مسيرة بناء الجسور وشق الطرق والتبطين لحظة واحدة، حتى فى ظل ازمة كورونا العالمية ورعب التباعد وتخفيف الأعمال الذى اجتاح العالم، كانت مصر تعمل بكامل طاقتها وخلال فترة رعب الموجة الأولى، خرج الناس من بيوتهم بعد تخفيف الحظر وجدنا مصر الجديدة طعم وشكل تانى خالص فى الطرق والمدن والريف، انتهى كلامى وأنقل الشهادة الأهم من السفير الألمانى سيريل نون، الذى اصر على ان يعقد مؤتمرا صحفيا من مقر الجامعة الألمانية التطبيقية، فى العاصمة الادارية الجديدة، تحديدا لن اتوقف كثيرا أمام إجابته الدبلوماسية عن سد النهضة وقوله إن ما يسيء لمصر يسيء إلى ألمانيا، لكنى توقفت أمام اندهاشه وإعجابه: مصر بلد لايعرف المستحيل، فالمصريون رغم أزمة كورونا لم يتوقفوا حتى استطاعوا أن يبنوا ويعمروا، فى كل بقعة فى الريف والصحراء، والجامعة تعمل بكامل طاقتها والطلبة ينتشرون بين أرجاء المكان مع التزام كامل بأحكام الإجراءات الاحترازية، وهناك مبانى جديدة يتم إنشاؤها وتجهيزها لتستوعب برامج تعليم وتطبيق وتدريب جديدة يحتاجها سوق العمل فى مصر والمنطقة بل وأوروبا من الخريجين، موجها الشكر للدكتور أشرف منصور صاحب فكرة أول جامعة ألمانية تم إنشاؤها فى مصر، بالإضافة إلى مجموعة المدارس الألمانية التى تعبر عن مدى استقرار البلد وأمانه وبيئته الخصبة للعلم الحديث والتعلم، كما تعبر عن قوة العلاقات والاحترام بين البلدين والشعبين الألمانى والمصرى وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
كنت أشعر بالفخر والعزة وأنا أستمع للسفير الألمانى بعد سنة من آخر لقاء وجدتنى اليوم فى صحراء جديدة ومدينة عصرية جديدة وجامعة جديدة، كل هذا خلال سنة، لم أتخيل يوما أن تدب فيها الحياة بهذه السرعة، الطلاب حولى يعرضون أنشطتهم وما أنجزوه فى أبحاثهم وما توصلوا إليه من نتائج خلال الشهور الستة الماضية يعادل إنتاج سنوات وسنوات وسنوات، لسبب بسيط أنك حين تهيئ الظروف وتجهز المكان بأحدث تقنيات العصر فإنك تختصر الزمن، كما اختصره أيضا عشرات الأبراج السكنية والإدارية والحكومية التى تحيط بنا وتطاول السماء!