أحلام مصرية جداً

احترام الفنان لجمهوره يُخلده

نهاد عرفة
نهاد عرفة

قد تتغير العلاقة بين المشاهد والفنان من وقت لآخر، ولكن أن تتوطد العلاقة لدرجة الحًب الشديد بين كليهما، فهو يعنى نجاحا غير مسبوق لأى فنان، وتقوى هذه العلاقة كلما احترم الفنان جمهوره فلا تسمع عنه ما يسيئه فى حياته الشخصية أو الفنية. قد ترى لوحة فنية فتتعلق بها وتصبح جزءا من كيانك الشخصى والنفسى، هكذا الفنان تتعلق به فى كل ما يقدمه فيصبح جزءا من كيانك وحين يختفى أو يرحل تشعر بزلزال يتحرك بداخلك، هكذا كان الفنان الراحل سمير غانم، ومازال يتصدر أحاديث الناس ووسائل التواصل المختلفة، رغم مرور أكثر من شهر على وفاته، صاحب البسمة التى ارتسمت على شفاه كل من يشاهده، وصاحب أجمل الضحكات التى تنطلق من الأفواه، الكوميديا من أصعب أنواع الفنون، والترفيه من عوامل جذب المشاهد للعمل الفنى، والفنان الذى يستطيع أن يُضحكك من قلبك يحتاج لملكات خاصة جدا هيَ هبة ربانية من الله سُبحانه وتعالى، فتجد الأعمال الكوميدية الجيدة تُحقق إيرادات ونسبا عالية من المشاهدة، فى حين نجد أعمالاً درامية ذات قيمة فنية عالية لا تُخقق مثل هذه النسب من المشاهدة والإيرادات. وقلما تجد انتقاداً للأفلام أو الأعمال التى تمنح المشاهدين الشعور بالبهجة، هكذا تجد كل أعمال الراحلين العظماء ممن قدموا لنا أعمالاً مازالت حية تشاهدها مراراً رغم مرور السنين على رحيلهم أمثال عادل خيرى، عبد المنعم مدبولى، أمين الهنيدى، اسماعيل يس، فؤاد المهندس، رحمهم الله، ومحمد صبحى وعادل إمام، أطال الله فى أعمارهما، الذين احترموا فنهم واحترموا الجمهور الذى يقدمون له أعمالهم، نضيف إلى ذلك البساطة وحُسن السمعة فيرتبط بهم المشاهد وجدانياً، وحين يرحل أى منهم تحزن عليه كأنه كان جزءا من عائلتك وأسرتك، لهذا كان السؤال الذى تساءل به الكثيرون بعد رحيل الفنان سمير غانم.. ما كل هذا الحًب الذى تركه فى قلوب الملايين من المشاهدين؟ والإجابة تكمن فى مسيرة طويلة من أعماله الفنية وحياته الشخصية التى تتبعتها الملايين منذ ظهر مع فرقة الثلاثى المرح فى ستينيات القرن الماضي، مسيرة فنية لأكثر من ستة عقود من الإبداع، حمل خلالها رصيداً ضخماً من الحب.
سمير غانم.. ما كل هذا الحب الذى تركته فى قلوب كل من شاهدك على مر السنين، رحمك الله بقدر ما زرعته من حب فى قلوب الملايين.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي