إنها مصر

قضايا العرب المصيرية

كرم جبر
كرم جبر

قلت فى كلمتى أمام مجلس وزراء الإعلام العرب أمس:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالى الوزراء ورؤساء الوفود العربية، أرحب بكم فى مصر التى كانت وستظل دعماً وسنداً لقضايا أمتها العربية ومدافعة عن أمنها واستقرارها.
وأنقل لكم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يحرص دائماً على تدعيم أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين الدول الشقيقة والدفاع عن قضاياها والانحياز لما يحقق مصالحها، والدعوة الدائمة للاحتماء بالقواسم المشتركة التى تحمى وحدة الصف العربى وتصون الدولة الوطنية فى مواجهة الحروب والفتن التى تجتاح بعض المجتمعات العربية.
معالى الوزراء ورؤساء الوفود، يأتى اجتماعنا هذا فى وقت ربما يكون الأصعب فى تاريخ العمل العربى المشترك ويحتاج أن نتسلح برؤى إعلامية تتسم بالوعى واليقظة والسرعة، نعلم جميعاً أننا نواجه ومنذ سنوات خطر الإرهاب الذى يهدد مجتمعاتنا العربية بحروب أهلية تأتى على الأخضر واليابس، وإذا كنا نعلم من هو العدو الخارجى ونتحد ضده، ولكن الآن من الصعوبة أن نحدد مفهوم العدو الذى ينطلق من الداخل ويشكل نوعا من الفناء الذاتى، وآن الأوان لتفعيل الرؤى الكثيرة التى توصلنا إليها فى الاجتماعات المشتركة لوزراء الإعلام العرب وأن نصل إلى استراتيجيات موحدة لتطهير العقول من أفكار ومعتقدات أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة التى يستخدمها الإرهابيون لنحنى شبابنا من الوقوع فى براثن تلك الجماعات.
إننا كأمة عربية نواجه تحدياً رهيباً متمثلاً فى الإعلام الإليكترونى وإذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة ودخول العالم الجديد بأدواته ووسائله سنواجه حروبا أكثر شراسة مع الشركات الكبرى التى تتحكم فى الإعلام الجديد، وترسم اتجاهاته السياسية التى تتعارض أحياناً مع ثوابتنا الوطنية، علاوة على إهدار الحقوق المادية الكبيرة للدول العربية، إننا أيضاً نواجه خطر الشائعات المغرضة والدعاية الكاذبة التى تضرب أمن واستقرار المجتمعات العربية وتتطلب منا جميعاً أن نتوصل إلى رؤى مشتركة لنشكل حوائط صد من واقع ثقافتنا العربية والإسلامية، مع الأخذ فى الاعتبار أهمية توسيع دوائر الحوار والتعبير عن الرأى والحرية والممارسة الديمقراطية.
إننا كأمة عربية نواجه تحدياً قد يكون متطابقاً فى كل الدول، متمثلاً فى المشاكل والتحديات التى تواجه الإعلام التقليدى وفى صدارته الصحافة الورقية، مما يتطلب منا أن نتحاور ونتواصل لإيجاد حلول لهذه المشاكل والتحديات حفاظاً على الأمن القومى العربى، وحتى لا نترك الرأى العام للعشوائية والارتجال الذى يحدث فى بعض الأحيان.
لنسأل أنفسنا الآن: ما هو الخطر الملح الذى يهدد الأمن القومى العربى؟، كنا قديماً نعرف ما هو الخطر ولكن الآن تعددت المخاطر وتعددت التهديدات، وأحياناً يكون التهديد من قلب أمتنا ومن بعض أفراد شعوبنا.
يقولون إن الإعلام الآن لم يعد مجرد آراء وأفكار تملأ الصحف والفضاء الإليكترونى الفسيح وإنما هو من أهم ثوابت الأمن القومى العربى، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد الجيوش.
صرنا نواجه مشاكل متطابقة فى كل الدول العربية وآن الأوان أن نتوصل إلى عمل عربى مشترك، مشاكلنا واحدة.. همومنا واحدة، الهموم التى تواجهنا واحدة مما يحتم تقارب الرؤى والأفكار حول قضايا مصيرية مهمة لا يمكن الاختلاف حولها أو الهروب منها.