حوار| رئيس «نواب ليبيا»: لن ننسى مواقف مصر في الأزمة الليبية

رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح
رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح

- لن ننسى ما قام به الرئيس السيسي لاستقرار ليبيا

- لا يوجد جدول زمني لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا

- هناك محاولات "مستميتة" لعرقلة إجراء الانتخابات في ليبيا

- لم نلمس أي إجراءات فعلية لإجراء الانتخابات في ديسمبر

- ما أنجز من مسارات التسوية بفضل جهود البعثة الأممية

 

سلط رئيس مجلس النواب الليبي، المستشار عقيلة صالح الضوء على الكثير من الملفات الشائكة التي يشهدها الوقع الليبي بعد أشهر من تولي السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة مقاليد الحكم في ليبيا، متحدثا عن المعوقات التي يمكن أن تواجه إمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر لها ديمسبر المقبل، مؤكدا الدور المصري على مر التاريخ مصر في حل الأزمة ومواقفها مع الشعب الليبي وأن الشعب الليبي لن ينسى مواقف شقيقه الشعب المصري... فإلى نص الحوار

كيف ترى الدور المصري لحل الأزمة الليبية؟

مصر هي الشقيقة الكبرى وجارة، وعلى مر التاريخ مصر لها مواقفها مع الشعب الليبي والأمن القومي مشترك بين بلدينا، وفي هذه الأزمة التي تمر بها ليبيا لن ينسى الشعب الليبي مواقف الشعب المصري مع ليبيا من خلال فخامة رئيسها عبدالفتاح السيسي وحكومتها وشعبها بكل أطيافه.

مصر تلعب دورا مهما جدا من أجل حل الأزمة الليبية مع الأطراف الدولية والمحلية، لتطهير ليبيا من الإرهاب والفوضى وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة، ونحن نثمن هذا الدور التاريخي من فخامة الرئيس السيسي والحكومة المصرية وشعبها العظيم.

كيف تقيمون المشهد السياسي في ليبيا بالوقت الراهن؟

إن تقييم المشهد السياسي يتطلب حصرا لما تم تنفيذه من مخرجات مؤتمر "برلين 1" وإعلان القاهرة والقرارات الدولية، كما يستوجب النظر في النتائج التي انتهت إليها مسارات التسوية السياسية.

وماذا عن المسارات السياسية والعسكرية والدستورية؟

المسار السياسي انتهى إلى تشكيل مجلس رئاسي بالتقاسم بين الأقاليم الثلاث وأيضا على مستوى رئاسة الوزراء والوزارات وقطاعات الدولة كافة، غير أننا نشهد محاولات من المجلس الرئاسي للتنصل من مبدأ المثالثة من خلال تفكيك الوزارات والمبالغة في تعيين الوكلاء، كما لم نلمس منهم حتى الآن جدية في معاجلة مشكلة المركزية الإدارية.

وفي المسار العسكري، أنجزت بعض المهام لكنه اصطدم للأسف ببعض المعرقلين لفتح الطريق الساحلي وعدم التوافق على وضع جدول زمني لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.

وفيما يخص المسار الدستوري، هناك محاولات مستميتة لمصادرة حق الشعب الليبي في اختيار رئيسه بالمماطلة في إحالة قاعدة دستورية يمكن بها تنظيم الانتخابات في موعدها، وهناك أيضا محاولات لعرقلة الترتيبات التي تتخذها المفوضية العليا للانتخابات لتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها في 24 ديسمبر 2021، لكننا نعول على مؤتمر "برلين 2" ومخرجاته فهو اختبار حقيقي لمعرفة مستوى رغبة المجتمع الدولي في مساعدة الليبيين على بناء دولتهم.

كيف تقيمون تنفيذ الاتفاق السياسي الأخير والتزام الأطراف المحلية والدولية خاصة أن التسوية السياسية الأخيرة انبثقت عن مبادرتكم؟

من جهتنا التزمنا بما تم الاتفاق عليه وقت تطرقت إلى ذلك في معرض حديثي لكم، وبنود مبادرتنا لا تختلف عن بنود إعلان القاهرة ومخرجات "برلين 1" وقد وجد معظمها وأهمها طريقه للتنفيذ ومنها: وقف إطلاق النار وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية ويقع على عاتقها إخراج القوات والمرتزقة الأجنبية من ليبيا وتحقيق المصالحة الوطنية وتنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها.. الكرة في ملعبهم منذ مباشرة عملهم وسيكون ذلك ضمن جدول الأعمال في "برلين 2" لمراجعة ما تحقق في هذا الإطار.

لماذا لم تخرج القوات الأجنبية والمرتزقة حتى الآن رغم اتفاق الأطراف الليبية والدولية على ذلك؟

بدون خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، لن نسترجع السيادة الوطنية ولن نتمكن من تنظيم الانتخابات في موعدها، وقد تعود بنا الأوضاع إلى مربع الاقتتال والتناحر، ويتفق معي المجتمع الدولي في هذا الرأي وسيولي هذه القضية اهتماما خاصا في مؤتمر "برلين 2"، لكن لا بد من القول إن المجتمع الدولي لا يرى جدية جهات الاختصاص بليبيا في إخراج هذه القوات، وبالتالي يتطلب الأمر ضغوطا دولية تنهي التواجد العسكري الأجنبي في ليبيا.

إذن ماذا عن دور مجلس النواب في تهيئة البلاد نحو انتخابات مقبلة؟ وكيف استطعتم لملمة شتات مجلس النواب؟

فيما يتعلق بلملمة شتات مجلس النواب، كان ولا يزال الهدف توحيد وجهات النظر في الجسم التشريعي المنتخب الوحيد للدفع بالتسوية السياسية نحو الأمام باعتبارها نالت توافق مختلف الأطراف.

وفيما يتعلق بالمسار السياسي وغيره من المسارات، بالنسبة للانتخابات نحن نرى أن هناك إعلانا دستوريا أعطى الحق للشعب الليبي في انتخاب رئيسه أسوة بالدول الديمقراطية وما كان يجب الدخول في متاهة إيجاد قاعدة دستورية أو تنظيم استفتاء على دستور يفتقر حتى لشبه إجماع من الليبيين، ومن وجهة نظري أرى أن ما يجري محاولات لعرقلة تنظيم الانتخابات في موعدها.

ما العراقيل التي تقف أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر؟

لعل أهم التحديات هو عدم إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة البلاد فضلا عن متاهة البحث عن قاعدة دستورية ومحاولة سلب إرادة الليبيين في اختيار رئيسهم، والحاجة لتفعيل مسار "5+5" العسكري والأمني وإطلاق المصالحة الوطنية ووقف خطاب الكراهية الذي تتبناه قوات محسوبة على الإسلام السياسي.

هل ترون وجوب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر؟

بالتأكيد، فهي الحل الوحيد لإيجاد قيادة سياسية وتشريعية موحدة تنهي الانقسام المؤسساتي وتؤدي إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبدون انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها لن يتوقف الصراع في هذا البلد.

هناك مطالبات بانتخاب الرئيس بشكل مباشر من الشعب.. ما رأيكم؟

أن ينتخب الشعب الليبي وبشكل مباشر رئيسه، حق طبيعي تنص عليه الديمقراطية التي ننشدها وكذلك الإعلان الدستوري، وأي محاولة لمصادرة هذا الحق هي جريمة في حق الليبيين وسلب إرادتهم، ولن أشارك في أي قرار أو إجراء يسلب الليبيين حقهم.

في حال فشل ملتقى الحوار السياسي في التوصل إلى اتفاق حول القاعدة الدستورية هل يقوم مجلس النواب بذلك؟

مجلس النواب لديه إعلان دستوري ومعمول به، لضمان احترام إرادة الليبيين وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها.

ما تقييمكم لالتزام المجلس الرئاسي والحكومة في تهيئة الظروف لإجراء انتخابات؟

حتى الآن لم نلمس أي إجراءات أو قرارات فعلية كإطلاق المصالحة الوطنية ودعم المفوضية العليا للانتخابات، ولم يوضع الجدول الزمني لإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة.

كيف ترون موقف دول الجوار بخصوص الأزمة الليبية؟

الحقيقة أن دول الجوار الشقيقة والدول الصديقة وبعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، يبذلون حتى الآن جهودهم لإنجاز التسوية السياسية وتحقيق الاستقرار في ليبيا، ونأمل أن يتجلى الحرص على إنهاء الأزمة فيما يصدر عن مؤتمر "برلين 2" من مخرجات.

كيف استقبلتم نبأ تعيين مبعوث أمريكي إلى ليبيا؟

السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية إلى ليبيا، انخرط في ملف التسوية السياسية بشكل فعال منذ تكليفه بعد أن تفهم أسباب الأزمة ووسائل إنهائها، كما يلعب الآن دورا إيجابيا وبخاصة التنسيق مع بعثة الأمم المتحدة والدول المهتمة بالشأن الليبي، فقد برهن في فترة وجيزة على قدرته ورغبته في إنجاز ملف التسوية، ونحن نقدر له وللولايات المتحدة الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

بمناسبة ذكر بعثة الأمم المتحدة كيف تقيمون دورها في ليبيا؟

الحقيقة أن كل ما أنجز من مسارات التسوية جاء بفضل الله ثم بفضل جهود البعثة وهي مستمرة في القيام بمهامها، وننتهز الفرصة لتوجيه الشكر للمبعوث الأممي يان كوبيش على مساعيه الجادة لإنهاء الأزمة في ليبيا.