كلام فى السينما

الإسماعيلية سحر السينما والمكان

هويدا حمدى
هويدا حمدى

فى ظروف استثنائية تنطلق الليلة دورة جديدة لمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية والروائية القصيرة، المهرجان الأكثر عراقة فى الشرق الأوسط الذى يهتم بسينما الظل التى تعانى ظلما بيننا فى مصر حيث لا يوجد آلية لتسويق أو توزيع إنتاجها، ولا مجال لمشاهدتها إلا من خلال المهرجانات وعلى رأسها هذا المهرجان المتخصص الوحيد فى مصر حتى الآن.
أتوقع أن تكون تلك الدورة مختلفة ومتميزة رغم الظروف القاسية التى فرضتها الجائحة على العالم كله وتأثرت بها صناعة السينما تأثرا كبيرا.. وسر التفاؤل فى حماس السيناريست محمد الباسوسى رئيس المركز القومى للسينما وما لديه من طموح وأحلام ربما تفوق إمكانات المركز، لكنها ممكنة بجهده الذى لم يهدأ منذ تسلمه مهامه الصعبة.
منذ شهور كانت هناك علامات واضحة لتطوير المركز القومى وإعادة الروح للمكان، بإعادة التنظيم والهيكلة، ومنح الفرص للشباب.. وكانت البداية بوحدة دعم الشباب لإنتاج أفلام قصيرة، وترتيبات هادئة مع وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم ليكن للمركز دور مميز فى إنتاج أفلام طويلة تمولها الدولة لاستعادة دورها المنسى فى دعم السينما، وأحلام أكبر وأكبر يناضل الباسوس من أجلها، سنحتفل بها على أرض الواقع قريبا.
مهرجان الإسماعيلية كان ينقصه الكثير ليكتسب بريقا مفقودا وأعتقد أن هذا العام ربما يضعه المركز القومى على بداية الطريق الصحيح.. افتتاح منظم فى موقع ساحر على ضفاف قناة السويس، موقع غاب عن المهرجان الذى ظل حبيسا بين الجدران باحتفالاته وعروضه رغم تفرد المكان الذى يقام به، فالإسماعيلية أكثر مدن القناة روعة وجمالا لكنها غابت عن منظمى المهرجان السنوات السابقة.. محاولات لجذب النجوم لافتتاح وفعاليات المهرجان لاكتساب جماهيرية لن تتحقق ببرج عاجى يظنه الناس - عادة وربما ظلما - فى صناع السينما التسجيلية.. تكريمات منحها ثقلا ومصداقية الاحتفاء بالمخرج والإعلامى الراحل شفيع شلبى، وأفلام مختارة وبرامج وكتب ومعارض متميزة تضمها الدورة الثانية والعشرون، أرشيف يوثق تاريخ المهرجان لأول مرة.. جهد يليق بمهرجان عريق وجمهور مختلف وسينما تستحق الدعم والاهتمام.