خواطر

الإطاحة بنتنياهو بلطجى إسرائيل وفرص التحرك نحو تسوية سلمية؟

جلال دويدار
جلال دويدار

من الطبيعى وعلى ضوء التطورات التى شهدتها الساحة السياسية فى اسرائيل أن تثور التساؤلات والآمال حول إمكانية التحرك نحو إيجاد تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. كما هو معروف ومعلن فقد نجحت الأحزاب والكتل السياسية المعارضة فى اسرائيل أخيرا.. من الإطاحة بالبلطجى عدو السلام نتنياهو من رئاسة الوزراء. هذه الأحزاب المعارضة تمكنت من تحقيق هذه الخطوة وتشكيل إئتلاف وزارى حاز على ثقة الكنيست.

هذه السنوات الطويلة من حكم نتنياهو.. شهدت العديد من وقائع المذابح وعمليات التنكيل والتدمير التى تعرص لها الفلسطينيون وقضيتهم المشروعة العادلة. يضاف إلى ذلك الضرب عرض الحائط بكل محاولات إنهاء النزاع المأساوى المستمر على مدى سبعة عقود منذ إتمام جريمة اغتصاب الوطن الفلسطينى وتشريد أبنائه.

رغم ذلك فإن التحليلات تشير إلى أن قائدى هذا الائتلاف واللذين سيتوليان مناوبة رئاسة الحكومة.. أحدهما وهو "نفتالى بينت" ضد قيام دولة فلسطين. أما الثانى وهو "يائير لابيد" فإنه يوافق على حل الدولتين. من هذا المنطلق فإنه ليس هناك آمال كثيرة فى إمكانية تحرك هذا الائتلاف نحو التسوية السلمية بفاعلية. الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هى ممارسة واشنطن من واقع نفوذها وما تقدمه لإسرائيل من دعم ومساندة.. العمل على تفعيل مقترحها بحل الدولتين لإنهاء هذا الصراع.

كم أتمنى أن يكون ماحدث بداية لمرحلة جديدة من جانب التنظيمات الفلسطينية.. لإنهاء حالة التمزق والتشرذم المستمرة.. لخدمة وتربح بعض زعاماتهم على حساب تعاظم محنة الشعب الفلسطينى. إنهم ومن أجل غاياتهم ومصالحهم الشخصية.. جنحوا بدم بارد إلى التضحية بكل المصالح الوطنية الفلسطينية. إن بعضهم فضل اعتناق الأيدلوجيات المخربة والاستجابة للاستقطابات الإقليمية التى تدفعهم إلى معارك بالوكالة بدلا من النضال والكفاح لاستعادة الحقوق السليبة. كان محصلة الخلافات والصراعات بين هذه التنظيمات وماتقوم به من انقلابات.. القضاء على وحدة الشعب والأراضى الفلسطينية.. لصالح تكريس الاحتلال الاسرائيلى.

من هذا المنطلق لاقت جهود مصر المضنية من أجل لم الشمل الفلسطينى العقبات والمعوقات والنكوث بالاتفاقات التى يتم التوصل إليها. يأتى ماتم ويتم بذله من جانب مصر انطلاقا من أنها صاحبة التضحيات التاريخية الجسام من أجل نصرة القضية الفلسطينية.

فى إطار مايحدث لابد وأن تعود بنا الذكريات إلى تطورات الأحداث منذ النكبة وما ارتبط بها من تضحيات مصرية لاتقدر.. بالأرواح والأموال. فى هذا السياق لاينسى للزعيم الراحل أنور السادات محاولته استثمار زخم الانتصار فى حرب اكتوبر المجيدة من أجل حل حاسم للقضية الفلسطينية وللأراضى السورية المحتلة.

كان مخططا فى ظل هذه المبادرة.. أن تكون البداية مايتم التوصل إليه فى مؤتمر (مينا هاوس) حيث رفع العلم الفلسطينى لأول مرة على مائدة المفاوضات المعدة. ولأن العرب تعودوا على تضييع الفرص فإن مزايداتهم وقصور تقديراتهم دفعتهم لضياع هذه الفرصة بالمقاطعة لمصر.

رغم كل هذه الحقائق المريرة جاء تحرك القيادة السياسية المصرية مجددا.. من منطلق الأخوة والمسئولية القومية العربية.. للنجدة والإنقاذ. استهدفت بذلك وقف افتراس الآلة العسكرية الاسرائيلية الإجرامية لحياة الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة. أعقب نجاحها فى تحقيق ذلك.. إعادة محاولاتها للم الشمل باعتباره عاملا مهما ورئيسيا من أجل فاعلية التحرك مع المجتمع الدولى نحو إقرار حل الدولتين المنشود.