عاجل

«إريكسن» يفتح الملفات الشائكة على طاولة «اليويفا»

إريكسن لحظة خروجه من الملعب بعد افاقته
إريكسن لحظة خروجه من الملعب بعد افاقته

كتب  محمد حامد :

«تأتيك المصائب من حيث لا تدري، بل وأحياناً لا تأتي فرادى».. تعد هذه المقولة أنسب تعبير لما حدث أمس فى مباراة الدنمارك وفنلندا فى افتتاح مباريات المجموعة الثانية باليورو.

أغلب المشاهدين حول العالم لم يكن ينتظرون شيئاً من هذا اللقاء، فلم تكن مباراة جماهيرية، والتوقعات تصب فى مصلحة الدنمارك، فالجانب الأكبر من المتابعين للبطولة إما مشاهد للقاء بدون شغف وتركيز، أو غير مهتم بها من الأساس.إلا أن مع الدقيقة 43 لم يكن للعالم حديث سوى كريستيان إريكسن، وبعد ساعة من الجدال والقلق والانتظار ما إذا كان اللاعب على قيد الحياة أم لا، حُسم أمره بأنه فى حالة جيدة، ولكن لن يغلق ملفه سريعاً كما يظن البعض.

تغيير الخريطة

خلال أزمة إريكسن، بدأ الحديث عما إذا كان ضغط المباريات والبطولات التى ينظمها الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «اليويفا» ويدعمها الاتحاد الدولى «الفيفا»، سبباً فيما حدث لإريكسن، وتم نقاش الأمر بشكل واضح فى الاستديو الناقل للمباريات فى المنطقة العربية.

ولكن بالنظر لموسم إريكسن مع إنتر ميلان سنجد أنه لم يكن شاقاً مثلما الحال للاعبين آخرين أو أندية أخرى، فلم ينافس الإنتر سوى على الدورى الذى توج به فى النهاية، وخاض النجم الدنماركى معه 26 مباراة من أصل 38 ولم يشارك فى 90 دقيقة كاملة سوى مرتين طوال الموسم، وبقية المباريات إما يخرج قبل انتهاء المباراة أو ينزل بديلاً.

ولذلك فالحديث عن فتح قضية ضغط المباريات وكثرة البطولات أتى به الإلهام مما حدث مع إريكسن بأن من الممكن أن يحدث ذلك ويتكرر ويكون السبب المؤكد هو الحمل الزائد على اللاعبين، أما كريستيان فهناك أزمة صحية فردية تخصه تسببت فيما حدث له وقد تكشف الأيام القادمة سببها.

وبالحديث فى خريطة البطولات، نجد أن اليورو الذى يقام بعد موسم مزدحم أصبح من 24 منتخباً بدلاً من 16، كأس العالم سيصبح 48 منتخباً بدلاً من 32، فى إنجلترا يقام كأسا الاتحاد وكاراباو، بالإضافة للاشتراك فى دورى الأبطال أو الدورى الأوروبى، مما يطرح سؤالاً مستقبلياً، هل سيغير حادث إريكسن من تفكير القائمين على الكرة فى العالم ويعيدوا الخريطة من جديد؟

مفارقة كورونا

وبعيداً عن الحل فى أزمة ضغط المباريات، يعد ما حدث أول أمس مفارقة، فقد انشغل المنظمون عن البطولة والدول المستضيفة بتجهيز الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا وعدم انتشارها خلال البطولة، سواء بحصول الجماهير على التطعيم، أو كما حدث مع منتخب إسبانيا بتلقى اللاعبين اللقاح، لتفتح أمام المنظمين أزمة جديدة كادت أن تعصف بمستقبل البطولة وتجعلها درامية، كما أنها قد تفتح الحديث عن ملف ضغط المباريات السالف ذكره.

دروس مستفادة

بعد الصدمة التى عاشها عشاق كرة القدم حول العالم فى كوبنهاجن، أصبح الحديث منحصرا حول حرفية الجهاز الطبى وقدرته على التعامل مع الموقف بشكل سريع، وباستخدام جهاز الصدمات استعاد القلب توازنه، ليُرفع شعار فيما يخص الكرة المصرية «ليتنا نتعلم»، فهل ما حدث قادرون على التعامل معه بنفس السرعة والدقة، وماذا عن أندية الدرجة الثالثة والرابعة والتجهيزات التى تقدم إليهم داخل المستطيل الأخضر.
الدراما مستمرة

ولتكن مباراة للتاريخ، فلا بد على الإطار الخاص بكرة القدم أن يتناسب مع دراما إريكسن، فقد انتهى اللقاء بفوز فنلندا، لتصبح أول مشاركة لها فى تاريخ البطولة يصاحبها أول فوز، فى مفاجأة لم يتوقعها أحد، وظهر تأثر لاعبى الدنمارك بما حدث مع زميلهم فقد خرجوا عن الإطار الذهنى المطلوب، وتصعب مهمة الدنمارك فى مواجهتى بلجيكا وروسيا.