أمنية

آمنوا بوطنهم

محمد سعد
محمد سعد

تُشرق الشمس وتُرسل أشعتها؛ لترى العيون الغافلة شريط إنجازٍ طويل ممتدٍ بطول الوطن، تُشرق كل يومٍ تشق سحابات الغيوم؛ لتنير وجوها عابثةً رافضةً واقعًا حقيقيًا وجادًا.. مصر تنفض غبار الماضى، تبنى وتُشيِّد الأحلام، نزعت خيوط الماضى بالأوصال، لا تنظر إلى الوراء، وبصرها مصوَّبٌ فى عمق المستقبل، تتسارع خطاها على الطريق؛ لتحصد ثمارًا يانعةً.

وتتحقَّق الانتصارات فى الحياة، وتكتب واقعًا تراه الأعين؛ عندما تصدق النيات، ويتجرَّد الإنسان من الهوى، فيُحسن العمل ويُتقنه، فإن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه، وهذا ما تحقَّق على مدار 3 سنوات مضت من تجربة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين؛ وهى التجربة التى تستحق التوقف أمامها طويلًا بالفحص والدرس.. مرَّت 3 سنوات سريعًا من العمل المتواصل فى حياة الكيان الجديد، الذى أضاف حقًا إلى مصر وشعبها وأهلها.

إنهم فتيةٌ آمنوا بوطنهم، عَملوا من أجل تُرابه، التحموا بالشارع، وكان المواطن هدفهم، اجتهدوا لكى تصل أصواتهم إلى رأس الدولة، اتجهوا صوب مشارق مصر ومغاربها، وحتى أقصى أراضيها؛ بحثاً عن هموم الناس والعمل على حلِّها، وتذليل أى عقباتٍ قد تُواجه البسطاء فى معيشتهم ومعاشهم، كان أملهم فى شمسٍ تُشرق رافعةً ستار الليل، فنسير سويًا على الدرب بمشاعل النور، نُكمل المسيرة.. حقًا إنهم بعثوا الأمل فى النفوس المُتعبة، تحيةً لهم بمحبة الخلود فى القلوب.

هؤلاء الفتية أثبتوا أن الشعوب وحدها تُحدِّد مصيرها وتكتبه بكامل إرادتها، تكتبه لحظة وعيها وإدراكها؛ بأن استقرار الأوطان يكتب لها البقاء، فالاستقرار مفتاحُ البناء والتقدُّم والرُقى والديمقراطية والحرية، ولحظة هروب الاستقرار؛ فكل شىءٍ هالكٌ، ولتعلموا أن الأوطان لا تهتدى بنور البصيرة إلَّا بوعى شعبها، فالنور يُصبح وهجًا تُدركه الأبصار، وتمضى الخطى على الطريق، تنطلق كريحٍ تنشدها السفن فى البحار.

مصر بشبابها المخلصين تُشيِّد واقعًا مُغايرًا، تبنى هنا أملًا، وهناك الأحلام، فى كل نقطةٍ يضاءٍ مصباحٌ منيرٌ يُبهج الحياة، يأخذها إلى رَغد العيَش، ويومًا سوف يصل البناء فيشعر به الناس، ولكن البناء لا يُصبح حقيقةً بين عشيةٍ وضحاها، فصبرٌ جميل، والخُطى تضرب على الطريق سعيًا، ولكل سعىٌّ نصيب، ومصر تسعى يوم تبلغ الغاية، والوطن بشبابه المخلصين مضى فى نهر الطريق، وانطلق يُسابق زمن البناء، ويُؤمن بأن البناء إرادة شعب، ورئيس جاء مُنقذًا لبلد وقف على شفا جرف هارٍ؛ فأنقذه من الضياع، يشيِّد له أملًا وحلمًا يُعانق عنان السماء، مصر أبدًا لن تعود إلى الوراء أو تهزمها عيون استهدفت قتلها برصاص الإحباط، مصر دائمًا عصيةٌ على الأوغاد.. تحيا مصر دائمًا وأبدًا من وحى البناء، وواقعٍ يبوح بإنجازات تفوق الخيال.

شباب مصر يعرضون أحلامهم على الناس أجمعين، وفى كل المحافل دون خشيةٍ أو خوفٍ، فأرض الكنانة فيها من يقدر على الأحلام التى تصير حقيقةً، تطرح الأمل على رؤوس الأشهاد؛ حتى يُثمر ويُصبح حقيقةً تراه عيون الناظرين، واثق أنه بفضل شباب هذا البلد، لن تنحصر عنها الأضواء، وستظل مصر دائمًا بلد المنارات، تُرسل النور إلى كل أرجاء الدنيا، تبعث به؛ ليشق عتمة الظلمة، فيكون العالم على يقينٍ بأنها تعيش فى النور، تخطو على هديه فى كبرياء وعلياء.