المشهد

فيلم «للإيجار» يا ولاد الحلال !

خالد محمود
خالد محمود

بقلم/ خالد‭ ‬محمود

دون شك تواجه دور العرض السينمائى ظروفا صعبة، بسبب تداعيات فيروس كورونا وتقليص عدد الحفلات، وخاصة المسائية منها، وهو ما أثر سلبا على تحقيق الإيرادات المرجوة بشباك التذاكر فى مثل هذا الوقت من العام، وهذا لم يكن بمصر فقط ولكن فى كافة أنحاء العالم، إلا أن ما حدث مع فيلم "للإيجار" أمر يحتاج إلى وقفة تغيير فى سياسة دور العرض وتفكير أصحابها مع الأفلام الجديدة التى تنتمى للسينما المستقلة أو لنوع آخر غير الكوميديا والأكشن.

والواقع أن إيرادات الفيلم الضعيفة والهزيلة والتى وصلت إلى بضع جنيهات، بل وصفر فى بعض الأوقات بشباك التذاكر كشفت المستور فى المنهج غير السوى الذى يسير عليه الموزعون من أصحاب السينمات، عندما قرر عدد كبير منهم رفع فيلم "للإيجار" وعدم منحه الفرصة، ليضر نفسيا بصناعة العمل أتساءل ما الذى يضر أصحاب دور العرض من ترك الفيلم، بدلا من إغلاق الصالات وتركها فارغة؟ وإلى متى نغلق الباب أمام تلك النوعية من الأعمال المختلفة من أن يشاهدها الجمهور حتى ولو بعدد قليل، ونقف أمام خلق منافسة حقيقية ومنح الأمل؟.

منتج الفيلم محمد دياسطى أكد أن العمل تعرض لعدة مشكلات من قبل بعض السينمات العارضة بالقاهرة والإسكندرية التى تعيق دخول الجمهور للفيلم أو الاستمتاع بعرضه فى القاعات، فى وقائع غريبة من نوعها، وهى وضع السينما لافتة sold out على عدد من الحفلات الخاصة بالفيلم رغم أن قاعات العرض فارغة من الجمهور، وهو ما يخالف تعليمات غرفة صناعة السينما بسبب عدم وجود شفافية ووجود تضليل من البعض تجاه الجمهور مما يلحق بمنتج العمل خسائر فادحة واكتفى الفيلم بتحقيق إجمالى 134 ألف جنيه فقط على مدار 15 يوما.

"للإيجار" تأليف وإخراج إسلام بلال فى أولى تجاربه مع الأفلام الروائية الطويلة، ويشارك فى بطولته مع خالد الصاوى ومحمد سلام وشيرى عادل وياسر الطوبجى وهايدى رفعت، وعصام السقا، وعدد من الفنانين الذين يظهرون كضيوف شرف. 

وهى تجربة بحق تستحق المشاهدة، بدلا من قصرها على جمهور المهرجانات فقط حيث يتناول فى إطار تشويق كوميدى قضية انسانية بالدرجة الأولى باتت تمس شرائح كثيرة من المجتمع المعاصر وهى "الوحدة والعزلة"، وذلك من خلال حياة قبطان على المعاش، يعيش بمدينة الإسكندرية، ويعرض إحدى غرف شقته للإيجار بحثا عن كسر الحالة النفسية التى يعانيها بسبب الوحدة، ويختار لها شخصا تفرض عليه ظروفه أن يحل محل زميله الذى توفى منذ فترة قصيرة فى ظروف يسيطر عليها الكثير من الغموض.

وعرض الفيلم لأول مرة فى المسابقة الرسمية بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية فى دورته السابقة ومنحته مؤسسة شباب الفنانين المستقلين جائزتها ونال إشادات كثيرة من الجمهور واعجاب بكل عناصره، كما تلقى صناع العمل الكثير من التساؤلات والاستفسارات حول القصة والسيناريو الاداء التمثيلى وهى حالة تفاعل ايجابية جعلت بطله خالد الصاوى يقرر عرضه مرة اخرى بمهرجان الإسكندرية فى سبتمبر القادم فى إطار الاحتفال بتكريمة.

يا ولاد الحلال من أصحاب دور العرض كونوا رفقاء بالتجارب الجديدة والرحمة بصناعها.