في الصميم

«بيزنس» الكرة.. وقتل اللاعبين!!

جلال عارف
جلال عارف

حادث سقوط لاعب الدنمارك الدولى كريستيان إريكسين مغشياً عليه خلال مباراة بلاده أمام فنلندا أول أمس ليس الأول من نوعه، فقد سبقته أحداث كثيرة مماثلة بعضها استعاد فيه اللاعبون عافيتهم أو تقاعدوا مبكراً، وبعضهم ـ للأسف الشديد ـ فارق الحياة، كما رأينا منذ سنوات مع نجمنا الراحل محمد عبدالوهاب مدافع الأهلى والمنتخب

الحادث هذه المرة كان تحت الأضواء الإعلامية، وفى بطولة مهمة مثل بطولة أوروبا، واللاعب كاد يفارق الحياة فى الملعب لولا عناية الله والإسعاف السريع والمثالى الذى تمكن من إنعاش قلب اللاعب بعد توقفه باستخدام الصدمات الكهربائية داخل الملعب قبل نقله إلى المستشفى.

الحادث يفتح من جديد الملف المسكوت عنه وهو صحة اللاعبين فى عالم الاحتراف اليوم. صحيح أن الأندية الكبرى والمنتخبات توفر الكثير من الرعاية الصحية والمتابعة الدائمة للاعبين، لكن مثل هذه الحوادث تثير علامات الاستفهام حول عالم الاحتراف الذى يحكمه "البيزنس" وحده، والذى تحول اللاعبون فيه إلى تروس فى ماكينة ضخمة مطلوب أن تعمل دون توقف.. فالمطلوب أن تلعب أكبر عدد من المباريات لتتحقق أكبر الإيرادات التى تكفل للاعبين والإداريين أجورهم العالية، ولأصحاب الأندية أن يربحوا، ولساعات الإرسال التليفزيونى أن تجد لعشاق الكرة ما يجعلهم يدفعون المقابل، وما يجعل بيزنس الكرة يقوى دائما.

وسط كل ذلك يبدو الإرهاق الشديد هو سيد الموقف بالنسبة للاعبين خاصة النجوم الذين يلعبون للأندية الكبرى ولمنتخبات بلادهم. يخرج اللاعب من موسم مرهق لعب فيه مباراتين كل أسبوع ليواصل اللعب فى بطولات كبرى على مستوى القارة أو على مستوى كأس العالم أو الأوليمبياد، ليعود بعدها ـ ودون راحة تقريبا ـ إلى موسم جديد وتحديات جديدة.

المطلوب أن تقل سطوة "البيزنس" على عالم كرة القدم ومباريات أقل على مستوى البطولات المحلية والدولية، وراحة إجبارية للاعبين وعناية أكبر بهم. قد تقل الإيرادات وتقل بالتالى مرتبات اللاعبين.. هذا أفضل من سقوط الضحايا فى الملاعب، أو التعامل مع المواهب الكروية على أنها خيول سباق تجرى لصالح من يملك ومن يراهن!!