نائب الخارجية السابق: تحريك ملف اليمن ينتظر اختراق في العلاقات الأمريكية الإيرانية

السفيرعلي حفني
السفيرعلي حفني

كتب:  سحر رجب - أحمد بهجت 

وصف السفيرعلي حفني نائب وزير الخارجية السابق الوضع في اليمن، بالمعقد للغاية لارتباطه بالدعم الإيراني الكامل للحوثي، وأن مسألة إنهاء الحرب في اليمن محتاجة دور أقوي من الولايات المتحدة الأمريكية وضغوط أكبر على إيران، فالوضع في اليمن وضع مأساوي علي المستوى الشعبي.

وأشار حفني خلال حواره مع «بوابة أخبار اليوم» سينشر لاحقا أن حلحلة الملف النووي الإيراني واستعادة العلاقات الإيرانية - الأمريكية لعافيتها  من الممكن  أن يحدث التغيير في الملف اليمني، فالملف اليمني يحتاج إلي ضغط أكبر وجهد أكثر وكذلك أهتمام أكبر، لأن للأسف المجتمع الدولي ما زال مقصرا علي أنه يلعب الدور المنوط به فيما يتعلق بمأساة اليمنيين.

 وأضاف الحفني، أن السعودية راغبة في حسم هذا الموضوع بشكل سياسي، وتحرك ملف اليمن لا يتم إلا بوجود اختراق في العلاقات الأمريكية - الإيرانية، وتدخل السعودية في الملف اليمني لم يكن اختيارها بقدر ما استشعرته من تهديد لها ولجوارها وللمنطقة وكذلك مصالحنا.

وفي سياق منفصل، نفي السفيرعلي حفني نائب وزير الخارجية السابق قدرة أي دولة فرض أجندتها على مصر، فمنذ عام 2013، وخاصة عند تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى سدة الحكم لدي مصر استقلال تام  فى الإرادة السياسية، وأضاف أنه فى بعض الأحيان هناك أبعاد اقليمية ودولية وأمنية ومتطلبات داخلية تجعلنا نتخذ بعض المواقف, لكن أن نكون خاضعين لضغوط خارجية فهذا غير مقبول. 

وأشار حفني خلال حواره مع «بوابة أخبار اليوم» سينشر لاحقا إلى أن القيادة المصرية تتميز بالحصافة بحيث أنها استعادت التوازن لعلاقات مصر الخارجية, وأن تنفتح على كل مناطق العالم, وأن تجرى صفقات مع كل الدول الممكنة وخاصة ذات التأثير على المستويين الاقليمى والدولى،  وأن مصر استطاعت إصلاح علاقاتها أفريقياً وعربياً وفى البحر المتوسط وأوروبيا وحتى مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال حفني الجميع  يعلم  بأن الرئيس السيسى ورث ميراثاً تنوء عنه الجبال، والفوضى التى إعترت مصر منذ 2011 وحتى 2013، وبعض المواقف التى عايشناها خلال تلك الفترة، أوضحت كيف اضمحل تأثير مصر وتراجعت مصداقيتها، وبالتالى فعندما يشير السيد الرئيس لعودة هيبة الدولة، فهذا صحيح اليوم يُحسب حساب كبير لمصر، وعندما نتحدث يُصغى لنا، ويُطلب رأى مصر ودعمها فى بعض المواقف، مصر أرسلت مساعدات طبية لأفريقيا كبيرة جدا، وبعض الدول تلقت مساعدات لأكثر من مرة.

وأوضح الحفني، أن البعض أعتقد بأن ما حدث لمصر خلال الفترة ما بين 2011 و 2013 مرشح للاستمرار لسنوات طويلة، لكن القائد الجديد لقصر الاتحادية استطاع أن يخلط الأوراق ويستعيد زمام الأمور داخلياً، والقيادة السياسية خلفها شعب يدعمها.

وعلى سبيل المثال فعندما يجلس السيد الرئيس مع كبار قادة العالم، ويُطلب من مصر أمر غير منطقى, تكون الإجابة بأن الشعب المصرى يرفض ذلك.

ومن جهه أخرى، وصف السفيرعلي حفني نائب وزير الخارجية السابق ما حدث في ليبيا  بالإعجاز، وقال مصر لعبت دورا هام جدا، ليست منفردة إنما في إطار محافل دولية، ولا ننسى ما في مؤتمر برلين وتنسيق مصر المستمرمع قوى دولية.

 وطالب حفني بضرورة وضع حد للأوضاع المأساوية التي كان يعانيها الليبيون، والانطلاق إلي مرحلة جديدة وهذا ما حدث، رغم أن الأزمة معقدة للغاية ويخطئ من يتصورأنه من الممكن أن تحل هذه المشاكل بسهولة، حتي لو اجريت الانتخابات الليبية في موعدها المحدد.

 وقال حفني خلال حواره مع "بوابة أخبار اليوم" سينشرلاحقا أنه من المتوقع أن يصاحب الانتخابات الليبية مشاكل وعقبات وعراقيل وتحديات كبيرة، لأن الأزمة الليبية ورثت ميراث ثقيل جدا، وأن أطراف كثيرة تدخلت ومولت وسلحت الميليشيات، ومرتزقة تستقدم من الخارج عددها بالآلاف عاشت في ليبيا السنوات الماضية، وتمرست في عمليات القتل، لذا لا نستغرب من أحداث العنف التي تظهر من هنا أو هناك.

وعن التحديات التي واجهت مصر في المساهمة في حل الأزمة الليبية قال حفني  الذكاء الذي تعاملت به القيادة المصرية  مع هذا الكم من الأطراف، والعمل في الاستمرار في الدفع في اتجاه إعادة استقرار ليبيا، ومصر بدأت بالمنطقة الشرقية، والآن ندخل علي المنطقة الغربية نعيد فتح مكاتبنا الدبلوماسية ونضغط في هذا الاتجاه، وننسق مع الدول الاخرى "أمريكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا" والأمم المتحدة وغيرها.
 

 وأشار حفني إلى حديث مبعوث الأمم المتحدة بشأن ليبيا غسان سلامة عندما قال: "أن مشكلة ليبيا التي يستحيل الحل معها هي كثرة التدخلات الخارجية"، ومصر نجحت في الحد من اختلاف التدخلات الخارجية عبر الأجندات المختلفة، وقالت فيما معناه أن استقرار ليبيا يتوائم مع مصالح الجميع, بل دعونا ننقذ هذه الدولة وشعبها، ولا نسمح لمساعي التجزئة والتفرقة والانقسام والوقيعة نتعامل مع ليبيا ككيان واحد حفاظا علي تراب الوطن.

 وأوضح حفني ما حدث في ليبيا إعجاز والموقف المصري دائما ما يتخير الوقت المناسب لكي يبدي عزمه لاتخاذ قرارات حاسمة، والرئيس  السيسي لم يقل هذه القرارات من قصر الاتحادية بل ذهب إلي الحدود الغربية في وجود التشكيلات العسكرية وقال هذه القرارات أن سرت والجفرة خط أحمر.

 وقال حفني من يتصور أن استعادة استقرار ليبيا مسار سهل فهو مخطئ، بل هو مسار شديد التعقيد ويستغرق كثيرا من الوقت وكثيرمن التدابير والعمل والتحركات الاقليمية والدولية، مع استمرار الدفع في ايجاد نهاية لهذه المأساة، وأن أسهمك تزيد ليس فقط في المنطقة الشرقية ولكن أيضا في المنطقة الغربية، والليبيون يعلمون جيدا أن الرئيس السيسي ليس لديه مصلحة غير الأمن وليس أمن مصر بل الأمن العربي والأمن الأفريقي.

 

اقرأ أيضا: منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ترحب بخطوات بناء الثقة بين أرمينيا وأذربيجان