الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة: «الحج في زمن الأوبئة»  

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حددت وزارة الاوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة «نحن عنوان الحج في زمن الأوبئة» وفي هذا الصدد، أكد محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن للأحوال العادية أحكامها، وللأوبئة أحكامها، ولا شك أن الأوبئة تؤثر على حياة الدول والأفراد واستقرارها، وعلى المؤمن أن يوطن نفسه على تحمل الابتلاءات والجوائح والمصائب،  وأن يتحلى بالصبر عليها، وأن يأخذ بكل أسباب التداوي والعلم من جهة، ويرضى بقضاء الله وقدره حُلوه ومُرّه من جهة أخرى، فمن رضي أرضاه الله وأسعده.

وأشار الوزير إلى أن من أهم مميزات الشريعة الإسلامية أنها تتسم بالمرونة واليسر والسماحة في مراعاة أحوال الناس وقدراتهم وظروفهم الزمانية والمكانية، يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» (الحج : 78)، ويقول سبحانه: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ» (البقرة : 185)، وحين بَعَثَ نبينا محمد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَبَا مُوسَى، وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (رضي الله عنهما) إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لهما موجهًا وناصحًا: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا».  

وأكد وزير الاوقاف أن ظروف كورونا التي أصابت العالم كله، وعم ضررها الأغنياء والفقراء فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين مصالح الدين والدنيا، وشرعت لهما ما يناسب حالهما بما يحقق مصالح البلاد والعباد التي هي من أهم غايات الشرع الحنيف.

وأوضح «جمعة» أنه لما كانت شعيرة الحج  تجمع المسلمين من كل فج عميق، أصبح الخطر والضرر أشد على حجاج بيت الله الحرام من أثر الأوبئة وانتشارها وسط الزحام. 

والمتأمل في ركن الحج يجد أن الإسلام لم يفرضه إلا على المستطيع، حيث يقول الله (عز وجل): «وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا» (آل عمران : 97)، ويقول سبحانه: «لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» (البقرة : 286)، ويقول سبحانه: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا» (الطلاق : 7). 

وأشار إلى أن نظرت الشريعة الإسلامية موجهة إلى حماية النفس من الضرر والهلاك على أنها من الكليات الست الضرورية وعملت على حفظها من كل ما يمكن أن يعرضها للهلاك، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة : 195).

وثبت أن من أهم أسباب انتشار الوباء هو الاختلاط والتجمعات، وهو ما  يقتضي منع الناس من أن يخاطروا بأنفسهم إلى التجمعات الكبيرة أيًا كان نوعها أو مقصدها.  

وأوضح الوزير أن من كان قد نوى الحج أو العمرة هذا العام فحبسته نازلة أو جائحة أو وباء أو  نحو ذلك كالظروف الراهنة فتصدق عن طيب نفس بكامل قيمة نفقاتهما وتكاليفهما للمحتاجين أو للأجهزة أو المستلزمات الطبية جمع الله (عز وجل) ـــ بكرمه وواسع فضله ـــ له أجرين : الأول: أجر العمل الذي كان قد نواه فحبسه عنه العذر، والآخر: أجر  صدقته على الفقراء والمحتاجين أو علاج المرضى أو توفير الأجهزة أو المستلزمات الطبية للمستشفيات، وحتى من لم يحج الفريضة فحبسه العذر فهو معذور ولا حرج عليه، كما أن لولي الأمر القائم على شأن الحج أن يتخذ من الإجراءات ما يضمن سلامة الأنفس، وأن لسائر الدول أيضًا أن تتخذ من الإجراءات ما يؤمِّن مواطنيها، نسأل الله (عز وجل) أن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.
 

كتائب الأخوان الإلكترونية ترفع الراية البيضاء أمام سوشيال ميديا الأوقاف