شخصيات إسلامية

الشيخ جراح... طبيب صلاح الدين الأيوبى

صلاح الدين الأيوبى
صلاح الدين الأيوبى

‭ ‬أحمد‭ ‬جمال

هو‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬عيسى‭ ‬الجراحى،‭ ‬طبيب‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبى‭ ‬محرر‭ ‬القدس،‭ ‬وعرف‭ ‬بطبيب‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬بالجراح‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬مداواته‭ ‬من‭ ‬جراحه‭ ‬فسمى‭ ‬الحى‭ ‬تيمناً‭ ‬باسمه‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬800‭ ‬عام‭ ‬مضى‭ ‬بحى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح،‭ ‬ولم‭ ‬تتوافر‭ ‬معلومات‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬القدس‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬القائد‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬فكونه‭ ‬طبيبه‭ ‬الخاص‭ ‬فهى‭ ‬بمثابة‭ ‬شهادة‭ ‬له‭ ‬يترأسه‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬أو‭ ‬نقيب‭ ‬الأطباء‭ ‬فى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحالى‭.‬

وصار‭ ‬اسم‭ ‬حى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬يتصدر‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬والصحف‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وأصبح‭ ‬عنواناً‭ ‬للتضامن‭ ‬العالمى‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى،‭ ‬مع‭ ‬سعى‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الحى،‭ ‬لإحلال‭ ‬مستوطنين‭ ‬مكانهم،‭ ‬ويقع‭ ‬حى‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬جراح‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬الشرقى‭ ‬من‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬وتعود‭ ‬تسميته‭ ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأمير‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬عيسى‭ ‬الجراحى،‭ ‬طبيب‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبى‭. ‬وذكر‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الأنس‭ ‬الجليل‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬القدس‭ ‬والجليل‮»‬‭ ‬لمجير‭ ‬الدين‭ ‬الحنبلى،‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬المقدسى‭ ‬العُمرى‭ ‬إنه‭ ‬رأى‭ ‬زاوية‭ ‬فى‭ ‬القدس،‭ ‬باسم‭ ‬الزاوية‭ ‬الجراحية،‭ ‬وتقع‭ ‬بظاهر‭ ‬القدس‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الشمال‭ ‬كما‭ ‬حددها‭ ‬مجير‭ ‬الدين،‭ ‬أو‭ ‬الحنبلى‭ ‬أن‭ ‬الحى‭ ‬سمى‭ ‬تيمناً‭ ‬بأحد‭ ‬امراء‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبى،‭ ‬وهو‭ ‬الأمير‭ ‬الطبيب‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬عيسى‭ ‬الجراحى‭ ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬لقب‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭.‬

وأضاف‭ ‬مجير‭ ‬الدين،‭ ‬أو‭ ‬الحنبلى،‭ ‬أن‭ ‬الجراحى‭ ‬المذكور،‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أمراء‭ ‬الملك‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي،‭ ‬محدداً‭ ‬وفاة‭ ‬صاحب‭ ‬الوقف‭ ‬الجراحي،‭ ‬سنة‭ ‬598‭ ‬للهجرة،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أنه‭ ‬دفن‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الزاوية،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬المدفونين‭ ‬فى‭ ‬جهتها‭ ‬القبلية،‭ ‬قد‭ ‬يكونوا‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الجراحى‭ ‬كما‭ ‬ختم‭ ‬صاحب‭ ‬الأُنس‭ ‬الجليل‭.. ‬وفى‭ ‬المرجع‭ ‬نفسه‭ ‬فى‭ ‬الصفحة‭ ‬399،‭ ‬يذكر‭ ‬الكاتب‭ ‬مجير‭ ‬الدين‭ ‬الحنبلى‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬توفى‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬598‭ ‬هجرية،‭ ‬ودفن‭ ‬فى‭ ‬‮«‬الزاوية‭ ‬الجراحية‮»‬‭ ‬الموجودة‭ ‬حالياً‭ ‬فى‭ ‬الحى‭ ‬المقدسى‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬حى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭.‬

‭ ‬شيخ‭ ‬أم‭ ‬أمير

وورد‭ ‬اسم‭ ‬الجراح‭ ‬المذكور،‭ ‬عند‭ ‬اسم‭ ‬جليل،‭ ‬هو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالغنى‭ ‬النابلسى‭ (‬1050-‭ ‬1143‭) ‬للهجرة،‭ ‬الموافق‭ (‬1641-1731‭) ‬للميلاد،‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬القدس،‭ ‬وسماه‭: ‬‮«‬الحضرة‭ ‬الأنسية‭ ‬فى‭ ‬الرحلة‭ ‬المقدسية‮»‬‭.‬

ويفاجئ‭ ‬النابلسى‭ ‬قراءه،‭ ‬بأن‭ ‬قبر‭ ‬الجراح،‭ ‬صار‭ ‬مزاراً،‭ ‬وأن‭ ‬اسم‭ ‬صاحبه،‭ ‬شيخ،‭ ‬بعدما‭ ‬ذكره‭ ‬الحنبلي،‭ ‬بأنه‭ ‬أمير،‭ ‬فيقول‭ ‬النابلسي‭: ‬‮«‬فوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مزار‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح،‭ ‬فوقفنا‭ ‬هناك‭ ‬وقرأنا‭ ‬الفاتحة‮»‬‭ ‬ويضيف‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬المزار،‭ ‬فى‭ ‬المدرسة‭ ‬الجراحية‮»‬‭ ‬مستندا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الحنبلى‭ ‬فى‭ ‬تاريخه،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحنبلى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬وصفه‭ ‬بالأمير‭ ‬عند‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبى‭.‬

حى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬بالقدس

الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬هى‭ ‬قرية‭ ‬مقدسية‭- ‬فلسطينية‭ ‬تتبع‭ ‬لمحافظة‭ ‬القدس،‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬الجانب‭ ‬الشرقى‭ ‬لمدينة‭ ‬القدس‭ ‬الذى‭ ‬وقع‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬1967،‭ ‬وهى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أحياء‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬أخذ‭ ‬حى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬بالقدس‭ ‬اسمه،‭ ‬من‭ ‬الأمير‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬شرف‭ ‬الدين‭ ‬عيسى‭ ‬الجراحى‭ ‬القائد‭ ‬الكردى‭ ‬المسلم،‭ ‬الذى‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬رمز‭ ‬لأجيال‭ ‬عربية‭ ‬متعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬900‭ ‬عام،‭ ‬

ويتهدده‭ ‬مخطط‭ ‬إسرائيلى‭ ‬استيطانى‭ ‬أعلن‭ ‬عنه‭ ‬الآن،‭ ‬ويتضمن‭ ‬بناء‭ ‬200‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬لإسكان‭ ‬مستوطنين‭ ‬يهود‭ ‬فيها،‭ ‬وسط‭ ‬هذا‭ ‬الحى‭ ‬العربى‭ ‬الواقع‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬المحتلة‭ ‬عام‭ ‬1967م‭. ‬وقد‭ ‬أنشىء‭ ‬الحى‭ ‬فى‭ ‬القدس‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬بموجب‭ ‬اتفاقية‭ ‬وقعت‭ ‬بين‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأونروا‭ ‬والحكومة‭ ‬الأردنية،‭ ‬وفى‭ ‬حينه‭ ‬استوعب‭ ‬28‭ ‬عائلة‭ ‬فلسطينية‭ ‬هُجرّت‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬المحتلة‭ ‬عام‭ ‬1948‭. ‬ومعروف‭ ‬بأن‭ ‬أفضل‭ ‬الأبطال‭ ‬فى‭ ‬الزمن‭ ‬القديم‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬القدس‭ ‬هو‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبى،‭ ‬الذى‭ ‬حرر‭ ‬القدس‭ ‬من‭ ‬الفرنجة،‭ ‬يوجد‭ ‬فى‭ ‬الجزء‭ ‬العلوى‭ ‬لحى‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭ ‬عدة‭ ‬مؤسسات‭ ‬مهمة،‭ ‬منها‭: ‬مقر‭ ‬مؤسسة‭ ‬دار‭ ‬الطفل‭ ‬العربى،‭ ‬قصر‭ ‬دار‭ ‬إسعاف‭ ‬النشاشيبى،‭ ‬ويوجد‭ ‬أيضاً‭ ‬فنادق‭ ‬مساجد‭ ‬ومراكز‭ ‬طبية‭ ‬وملعب‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مسجد‭ ‬الشيخ‭ ‬جراح‭.‬