رٌكن الحواديت

رسائل حب للسندريلا بالبريد العادى

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

«كيف حالك يا سعاد؟.. يا من يتباهى الصباح بطلتكِ حتى يُخجل الشمس، وحين تنتصرعيناكِ على النُعاس يزداد النهارُ ضوءًا... فضلًا.. انثرى ابتسامتك على جبين الورد، حتى أعترف به رسولًا للحب والجمال» .
هذه الكلمات كانت ترانيم «يومية» يتلوها حسين زميل الثانوية أمام صورة سعاد حسنى المكبرة، قبل أن يغسل وجهه من كل حلم سواها، ثم نسمع صوته من نافذة الحمام، وهو ينشد بعض أغانيها، ثم يجلس على منضدة بدائية ليكتب لها خطابه الأسبوعي، والذى لم يجد ردًا عليه أبدا. 
مر أكثر من عام على حكاية عشقه للسندريلا، حتى أيقظنى ذات يوم بارد جدا فى الشتاء وقال بفرح: سعاد حسنى ردت عليَّ!
فتحت عينيً بصعوبة، فوجدته يحمل إحدى المجلات الفنية، ويطوى أوراقها عدا صفحة «إخوة وتعارف» التى كانت منتشرة فى الصحافة قبل ظهور مارد الانترنت، ويشير بإصبعه إلى فتاة عربية، تشبه السندريلا تماما. وقال بزهو وانتشاء: اعترفت لى بالحب من الخطاب الخامس.
اعتبرنا ذلك فتحًا عاطفيًا عابرًا للحدود، لم يسبقه إليه أحد من زملائنا، حتى أنه دعانى للذهاب إلى قريته فى إجازة نصف العام، والتى يفصلها عنا نهرالنيل، لمطالعة الخطابات الواردة من شبيهة السندريلا.
ظل صديقى على تواصلٍ ببطلة علاقته عابرة الحدود، حتى تفرقنا كلٌ فى طريق بالجامعة، ومضى أكثر من 26 عاما على آخر لقاء بيننا، وإذ بى أعثر عليه صدفة عبر الفضاء الأزرق، فتلاقينا وتندرنا على قصص عشق الصبا.
 وحين سألته ضحك وقال: لم تكتمل قصتى مع الفتاة العربية، إذ طلبت منى الهجرة لبلادها فرفضت من أجل والديّ، واختار عقلى فتاةً من قريتى، أخبرتنى بعد الزواج أنها كانت تحبنى وأنا لا أعلم! وجعل الله بيننا مودة ورحمة، وأنجبت منها ولدًا وأملًا وحلمًا، يليق بعشقها، ولم يعد لى حبيبة سواها، وأصبحت متيمًا بقلبها.. وأضع صورتها على وجه كل امرأة.. حتى أشعر بأن فى الكون نساء.