من القاهرة

لا تضيعوا الفرصة

أحمد عزت
أحمد عزت

 مع كل لحظة تاريخية من عمر القضية الفلسطينية، يصر الفلسطينيون على إضاعتها باستمرار خلافاتهم وانقسامهم.
وفى كل وقت تصبح فيه الظروف مواتية لإنعاش القضية
وإعادة إحيائها وطرحها على المسرح الدولى، يتبارى الفلسطينيون أنفسهم فى قتل وتجميد الفرصة وخسارة الزخم!
 كان من المتصور أن تقفز الحركات والفصائل والتيارات السياسية الفلسطينية على خلافاتها الضيقة، وتنحاز إلى القضية الأساسية وهى البحث عن الدولة الضائعة واستعادة الأرض المحتلة منذ أكثر من ٧٠ عاما، لكنها الهواية المفضلة والعادة المذمومة!
 ربما ليس هناك أفضل مما أفرزته المواجهة الأخيرة مع إسرائيل من نتائج حيث اصطف الفلسطينيون على اختلاف انتماءاتهم خلف قضيتهم وكانوا على قلب رجل واحد فى كل الجبهات والمواقع. كما كسب الفلسطينيون بعد مواجهات الأحد عشر يوما مع إسرائيل اهتمام العالم وانتباه قادته فكان حديث عواصم العالم عن ضرورة استئناف عملية السلام والضغط على إسرائيل. أما الأهم فكان فوز الفلسطينيين بالظهر والسند التاريخى مصر التى منحتها التطورات الأخيرة الفرصة لإعادة توجيه بوصلة القضية الفلسطينية إلى الاتجاه الصحيح، ويتبقى فقط ألا يمارس أصحاب القضية أنفسهم هوايتهم فى إضاعة الفرص!