يحدث فى مصر الآن

عاصمتنا الجديدة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

يعكس المشروع قدرة المصريين على الإصطفاف وراء قائدهم الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنفيذ حلم سيعد من أكبر بشاير العهد الجديد. فإن قلنا الجمهورية الجديدة التى تكمل سبع سنوات من عمرها هذه الأيام. فإن عاصمتها الجديدة هى بقية الحلم والأمنية الشعبية للمصريين الذين التفوا حول بطلهم وقائدهم فى مشروعات كثيرة. لكن يظل لهذا العمل رمزيته الخاصة، ودلالته.
لا تتصور أن الانتقال للعاصمة الجديدة سيعنى أن العاصمة القديمة لم يعد لها وجود. وجودها قائم ومستقر. واحتمالات مستقبلها تفوق حاضرها. والاهتمام بها يتم على قدم وساق الآن. ما من يوم يهل إلا ويطالعنا خبر جديد عن إعادة الاعتبار لأحد أحيائها التاريخية مثل الجمالية، وسيدنا الحسين، وشارع الأزهر، والغورية وأسواقها البديعة.
إن التكامل هو العبارة التى يمكن أن تربط بين المشروعين. القاهرة بكل ما فيها من سحر وجمال، والعاصمة الجديدة بكل احتمالات المستقبل الذى يمكن أن تشير إليه وتجعله واقعاً فى قادم الأيام. نعيشه سنوات آتية كما عشنا من قبل أزمنة لا حصر لها نحن وأجيال الآباء والأجداد مع القاهرة القديمة.
زرت العاصمة الإدارية الجديدة مرتين. مرة عند وضع حجر أساسها قبل سنوات. ثم زرتها بعد ذلك بفترة وكانت يد البناء والتعمير السحرية قد غيرت الكثير من ملامحها وشكلها. وعندما تركتها ليلاً ظلت أنوارها المتوهجة فى سماء المنطقة ترافقنى حتى وصلت إلى قاهرة المعز. ومن يومها أتابعها كحلم قومى تجمع المصريون حوله وأصبح رمزاً من أغلى وأعز وأنبل رموز مصر.
لدرجة أننى أعتبر أن الانتقال الإدارى للعاصمة الجديدة سيُصبح العبارة الأولى فى سجل الإنجازات الكبرى التى لم تشهدها مصر من قبل. وأعتقد أن أخبار سرعة البناء ومدى التقدم يتحول إلى نسيم الروح بالنسبة لكل مصرى يحب بلده ويعشقها ويؤمن بقائدها ويرى أنه يعيد بناءها كلها من أول وجديد.
تم الإعلان عن المشروع فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى، وتقع العاصمة الجديدة بين إقليمى القاهرة الكبرى وقناة السويس بالقرب من الطريق الدائرى الإقليمى وطريق القاهرة/ السويس، ويخطط لكى تكون المنطقة مقراً للبرلمان والرئاسة والوزارات الرئيسية وسفارات ضيوفنا من العالم. وتتضمن متنزها ومطارا دوليا. وتقام على 170 ألف فدان.
تشمل مركز المؤتمرات ومدينة للمعارض. وفيه 18 مبنى وزاريا والبرلمان بغرفتيه ومبنى لرئاسة الجمهورية رمز مصر العظيم وآخر لمجلس الوزراء. سيكون فيها مدن: السكنية والرياضية والإدارية والطبية والحديقة المركزية. والمنطقة الذكية والترفيهية، ومشاريع عقارية متعددة الخدمات.
وتم الإعلان عن بناء البرج الأيقونى أعلى ناطحة سحاب فى إفريقيا وربما تنافس مع أبراج عالمية أخرى كثيرة بارتفاع 385 مترا. لتتوسط حى المال والأعمال الذى يضم حول البرج العملاق 12 مجمعاً تجارياً، وخمسة مبانى سكنية وفندقين.
كتبت كل هذا مُعبراً عن فرحى الشخصى. وسعادة المصريين جميعاً بهذا المشروع الذى يُعد مقدمة لا بد منها لكى نعانق المستقبل. فوجئت بهجوم على المشروع فى إحدى كبريات الصحف العالمية. ولن أشير للهجوم ولا أذكر اسم الصحيفة. ما تقوم به قيادة بلادى هو الصواب بعينه. نحن نعيش زمن الاستحقاق المصرى العظيم.