انخفاض يقدر بـ85%.. المشروعات القومية تكسر الأسعار العالمية للحديد

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في الوقت الذي ترتفع فيهأسعار الحديد عالميًا نتيجة زيادة الطلب بعد توقف مصانع كثيرة عن الإنتاج كليًا أو جزئيًا نتيجة ذروة جائحة الكورونا العام الماضي مما تسبب في زيادة الطلب بعد اتخاذ الإجراءات الاحترازية المشددة للسيطرة على الجائحة وذلك بعد تلقيح الدول لسكانها واستئناف النشاط الاقتصادي حيث وصلت الزيادة في مصر بنسبة 51% مقارنة بالزيادة العالمة بنسبة 136% في الحديد فقد كان متوسط سعر البيع لمنتجين عند أقل حد له في أغسطس عام 2020 هو 9450 آلاف جنيه لسعر المصنع شامل ضريبة المبيعات بينما متوسط السعر في مايو عام 2021 حقق 14245 ألف جنيه ليبلغ الفاق 4820 جنيه بنسبة زيادة 51 % كما شهدت جميع مدخلات الإنتاج لصناعة حديد التسليح في مصر زيادة أيضًا.

وأضحت الدكتورة عالية المهدي أستاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة أن الصين من الدول التي استأنفت نشاطها الاقتصادي بتسجيل معدل نمو 18.2% فى الربع الاول من العام الحالي وتشير تنبؤات صندوق النقد الدولي عن توقعات النموالاقتصادي العالمي بمعدل نمو متوقع 6% هذا العام وهو ما يعطى دلالة على قوة التحول الاقتصادي العالمي في أقل من عام.

وأشارت الدكتورة عالية المهدي أن الضغوطات على استهلاك الخامات والمواد الأساسة من المعادن نتج عنه ارتفاع في أسعارها بصورة كبيرة في قطاع المعادن بصفة عامة والصلب بصفة خاصة حيث سجل النحاس ارتفاع بنسبة 103% للطن وسجل الألمونيوم ارتفاعا بنسبة 69% للطن وارتفع الزنك محققًا زيادة 64% بينما ارتفع سعر خام الحديد محققًا أعلى معدل في مجموعة المعادن حيث زاد من 95 دولارًا في فبراير 2020 إلى 224 دولارًا في مايو 2021 بنسبة زيادة 136% وفقا لمؤشرات العالمية المنشورة من «فاست ماكتس» وهي من أكبر مؤسسات أبحاث الصلب في العالم وذلك يدل على أن النمو الاقتصادي يكون دائمًا مصحوبًا بالطلب القوي على منتجات الصلب وبالتالي زيادة أسعارها.

وأشارت إلى أن هناك علاقة ارتباط قوية بين صناعة الصلب المصري والسوق العالمية حيث تستورد مصر جميع مدخلات إنتاجها من الخارج بصورة شبه كاملة سواء خام الحديد أو الخردة أوالسبائك المعدنية، موضحة أنه نظرًا لأن المصانع المتكاملة تستخدم طن ونص من الخام لإنتاج طن حديد تسليح تصبح الزيادة في تكلفة الخام 193.8 دولار بما يعادل 3045 جنية بالإضافة إلى زيادة سعر الخردة من 208 دولار إلى 509 دولار للطن بنسبة 145% الآن بزيادة 301 دولار ونظرًا لأن كل طن حديد يستهلك طنًا و200 كيلو من الخردة تصبح الزيادة في تكلفة الخردة 261 دولارًا أي 5682 آلاف جنيه كما ارتفع سعر البيليت من 336 دولارًا إلى 703 دولار بنسبة 109% بفارق 367 دولارًا ما يعادل 5776 جنية وذلم وفقا لمؤشرات الاسعار العالمية المنشورة من فاست ماكتس ليتضح ان الزيادات فى مدخلات صناعة الحديد والصلب الاساسية تراوحت بين 109 % الى 136 % بينما زادت فى نفس الفترة فى مصر بنسبة 51 % لتكون الزياده فى مصر اقل من الزيادات فى الاسعار العالمية

وعلل محمد حنفي مدير غرفة الصناعات المعدنية اختلاف الزيادة في حديد التسليح بين السعر المصري والعالمي بأن خامات حديد التسليح في مصر قد أثر بالزيادات العالمية وذلك طبقا لحجم استخدامها حيث تقتصر صناعة الحديد في مصر على استيراد الخامات من الخارج فقط وتعتمد باقي صناعة الحديد على الطاقة المحلية المنتجة من المشروعات القومية والعمالة وغيرها من مكونات الصناعة المحلية الوطنية بنسبة 100% لتسجل الزيادة على الحديد 55% فقط مقارنة بسعرها السابق حيث لا نستورد كهربا ء أو غاز من الخارج.

وأكد أن سوق الحديد سيشهد تغيرات في الأسعار مشيرًا إلى أن من يحدد السعر بالزيادة أو النقص هو السوق العالمي وستقتصر الزيادة في مصر على سعر الخامة فقط حيث أكد أن مكونات الإنتاج ليست خامة فقط وعليه لو زادت سعر الخامة في الخارج يتزيد التكاليف في مصر مؤكدًا على أن هذه الزيادة ستكون مرتبطة بالخامة لكن لن تزيد بنفس النسبة العالمية 100% خلال الشهور الـ6 الماضية.

وقال أحمد الزيني رئس غرفة مواد البناء بالقاهرة إن أسعار الحديد لم تنخفض وأنها ثابتة أن الحديد في البورصات العالمية متحرك بين الصعود والهبوط موضحًا أن الحكومة فرضت رسوم حماية على الحديد المستورد وعلى البيلت بسبب وصوله لمصر بأسعار أقل من أسعار الحديد المحلي وفي بعض الأحيان تكون أسعار الحديد المحلية أعلى من أسعار الحديد العالمية بالنسبة لحديد التسليح.

وأضاف أن أسعار حديد التسليح خلال الستة أشهر الماضية لم تشهد انخفاضًا بل حدثت زيادات في أسعار حديد التسليح موضحًا أن الحديد كان في النصف الثاني من 2020 في نوفمبر كان يتراوح سعر الطن من 9200 جنيه إلى 10100 جنيه للطن تسليم أرض المصنع تقريبًا إلى أن سعر الطن وصل هذه الأيام  يتراوح سعره من 14200 جنيه للطن إلى 14600 جنيه تسليم أرض المصنع.

وقال إن حدوث انخفاض لسعر الحديد في البورصات العالمية يظهر متاخرًا بعد فترة في حديد التسليح حيث شهد الأسبوع السابق انخفاضًا في أسعار الحديد ويشهد دائمًا تذبذبًا في أسعاره بالصعود والهبوط نتيجة للمتغيرات التي تحدث وجائحة كورونا مؤكدًا أن الفترة السابقة شهدت كل الخامات زيادات كبيرة لتتراوح الزيادة بين السعر المحلي والعالمي على حسب الخامات.

أسعار الحديد المحلية بالأسواق الخميس 10 يونيو