وحى القلم

مشهد السد الإثيوبى

صالح الصالحى
صالح الصالحى

انحصرت أزمة السد الإثيوبى خلال الأسابيع الماضية بين تصريحات إثيوبية مستفزة حول الملء الثانى وتصريحات لمسئولين إثيوبيين حول رفع كفاءة الممر الأوسط وانهاء بعض الاعمال الهندسية بالبوابات.. الأمر الذى أكد معه الفنيون بأنه يعنى تعذر الملء الكامل لخزان السد لعيوب فنية. وبيانات رسمية لمصر والسودان تؤكد تمسكهما باتفاق ملزم قبل الملء.
البعض يرى أن المناورات العسكرية المشتركة بين دولتى المصب من الممكن أن تكون أحد عوامل التهدئة أو بمعنى آخر الردع.. والآخر يرى أن العيب الفنى المانع للملء الكامل هو الأصل.. خاصة وأن إثيوبيا لا تزال متعنتة وتتمسك بالملء الكامل متى اتيحت لها الفرصة فرئيس الوزراء الإثيوبى اعتاد اطلاق تصريحات استفزازية حول رغبة  وقدرة إثيوبيا فى بناء ما وصفه «ببناء ١٠٠ سد وسد على النيل الأزرق» وتحويله إلى بحيرة على الرغم من أنه مجرى دولى لا تملكه دولة بعينها.. الأمر الذى دفع الخارجية المصرية بالرد فى بيان رسمى عبرت فيه عن استيائها لما وصفته بسوء النية لدى الجانب الإثيوبى فى تعامله مع نهر النيل.
وعلى الرغم من احتمالية عدم بلوغ اثيوبيا للملء الكامل هذا العام إلا أن مصر والسودان تعتبر الأمر إطلالا وتعديا على المنسوب المائى لهما واعتداء على حقوق وسيادة البلدين، مما دعا إلى تمسكهما بضرورة الاتفاق.. ويرى بعض المراقبين أنه قد تكون هذه التصريحات مناورة أو جزء من المفاوضات.. الامر فى تصورى جعل الجانبين المصرى والسودانى يتمسكان بموقف ثابت يتمحور حول اتفاق ملزم خاصة وان ملامح فيضان هذا العام لم تتضح بعد!!
وفى الوقت الذى تصدر فيه إثيوبيا تصريحات تتحدث عن الحل العسكرى لأزمة سد النهضة.. تارة بأنها ستتصدى لأى عمل عسكرى يطال السد.. وأخرى بإنشاء قواعد عسكرية بالبحر الأحمر.. فإن هذا الأمر من اتجاهها وحدها.. حتى أن المناورات العسكرية المصرية السودانية تتم وفق اتفاق مشترك ولم تعلن أى من الدولتين أنهما بصدد عمل عدائى.. بل تؤكد مصر عن طريق كافة منابرها الرسمية تمسكها باتفاق عادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، على الرغم من أن قضية المياه تمثل قضية وجود للجانب المصري.
وأعلنت مصر أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة يأتى عبر التفاوض بين الدول الثلاث وصولا إلى اتفاق بينها.. لأن مصر لن تفرط فى نقطة مياه واحدة من حقوقها التاريخية ولن تقبل المساس بأمنها المائي.
لذلك كل السيناريوهات مفتوحة أمام مصر.. لكنها مازالت تتمسك بسيناريو التفاوض ودور المجتمع الدولى فى مواجهة إثيوبيا وما تعمد إليه من المماطلة والاستفزاز.. وعلى الرغم من أن أياما تفصلنا عن الملء الثانى فلا يوجد فى الافق غير تمسك الجانب المصرى بهذا السيناريو.