عزيز مصر يعيد أجداده إلى المجد

7 سنوات «رئاسة».. أحيت حضارة 7 آلاف عام

حضارة 7 آلاف عام
حضارة 7 آلاف عام

«سحر الفراعنة أبهر العالم»عنوان تصدر غلاف الصحف العالمية فى أكثر من 200 دولة، بعد الإبهار الذي حققه موكب المومياوات الملكية بميدان التحرير، والذى أعاد إحياء حضارة 7 آلاف عام من جديد، لتصبح محط أنظار وزيارات العالم. هذا الإبهار والإنجاز العالمى، لم يكن وليد الصدفة بل خطة مدروسة وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أول يوم توليه رئاسة مصر، حيث لم يقل الرئيس وقتها سوى شعار واحد «تحيا مصر» ويبدأ بعدها مباشرة فى تنفيذه على أرض الواقع، لتحيا مصر فى عيون العالم حضارة وحداثة. الرئيس السيسى، دائماً ما يسعى لإظهار الحضارة المصرية فى أبهى صورها أمام العالم، كما تستحق أن تكون بالشكل اللائق، ليس عبر الدعم المادى الذى يصل إلى مليارات الجنيهات، بل هناك دعم معنوى كبير لم يشهده هذا القطاع من قبل.

ظهر اهتمام الرئيس شخصياً بملف إحياء الحضارة المصرية، من خلال المتابعة المستمرة لكافة التفاصيل للمشروعات الأثرية سواء المفتوحة، أو الجارى تنفيذها على أرض الواقع، أو المتوقفة ليوجه بتكليفات وتوجيهات حاسمة بسرعة الانتهاء من إنجازها لافتتاحها فى التوقيتات وفق البرامج الزمنية المقررة لها.
كما تحظى المتاحف الأثرية الجديدة بتشريف الرئيس السيسى بالحضور، لافتتاحها رسمياً أمام الزائرين، لجذب المزيد من الحركة السياحية إليها باعتبار أن السياحة هى قاطرة التنمية، ومن المصادر الأساسية للدخل القومى والعملات الأجنبية.
ورغم الظروف الصعبة والتحديات الداخلية التى مرت بها مصر، وأيضاً على المستوى العالمى من أزمات خاصة فيروس «كورونا المُستجد» الذى أثر بشكل مباشر وغير مباشر على الاقتصاد المصرى والعالمي، إلا أن المشروعات القومية ومنها عدد كبير من المتاحف الكبرى بالمحافظات تم افتتاحها على مدار ال7سنوات الماضية.
«الأخبار» ترصد فى هذا الملف الطفرة النوعية الكبرى والتاريخية فى ملف الآثار،بعد 7 سنوات من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى.

موكب المومياوات الملكية
لا صوت يعلو فوق صوت الموكب المهيب لنقل «المومياوات الملكية»، لمتحف الحضارة بالفسطاط، قادمة من المتحف المصرى بالتحرير، حيث وجه الرئيس السيسي، منذ البداية بمراعاة أن تتم عملية النقل فى إطار حدث عالمى يليق بمكانة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، كما حرص على المُشاركة فى الحدث التاريخى لنقل المومياوات الملكية، لعرضها بمقرها الدائم داخل متحف الحضارة، لاستقبال ملوك وملكات مصر الـ 22، الذين تم نقلهم، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن الافتتاح الرسمى للمتحف فى 3 أبريل الماضي، وافتتاح قاعة «العرض المركزي» للمتحف على مساحة 2570 مترا مربعاً، هذه الفعالية أحدثت أصداء واسعة واهتماما بالغا حول العالم وقبل أن تُصبح حديث الشارع فى مصر، وخير دليل على ذلك هو تغطية تلك الفعالية التى أبهرت العالم، من خلال 200 إعلامى أجنبى من 30 دولة، و200 إعلامى مصرى وعربي، وكبرى القنوات الأجنبية وجميع القنوات المصرية، حيث أشادت وسائل الإعلام والصحف والمجلات العالمية بهذه الاحتفالية الراقية غير المسبوقة.
متحف الحضارة
يُعد المتحف القومى للحضارة المصرية، أحد أهم المشروعات القومية التى تتبناها الدولة، وتبلغ مساحته نحو 33.5 فدان، منها 130 ألف متر مربع من المباني، وقام بتصميم المبنى الاستشارى المعمارى الدكتور الغزالى كسيبة، أستاذ العمارة بكلية الفنون الجميلة، وتم تصميم قاعات العرض الداخلى على يد المهندس المعمارى الياباني»أراتا إيسوزاكي»، وتقدر تكلفة المتحف بنحو 2 مليار جنيه، ويعتبر أحد أكبر المتاحف العالمية، ويعد المتحف الوحيد من نوعه فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يضم كل مظاهر الثراء والتنوع، التى تمتعت بها الحضارة المصرية خلال مختلف العصور بدءاً من عصور ماقبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر.
بحيرة عين الصيرة
ونظراً لأهمية موقع المتحف القومى للحضارة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتنفيذ مشروع قومى تشارك فيه جميع الوزارات المعنية لازالة عشوائيات منطقة سور مجرى العيون بالكامل، وتطوير بحيرة عين الصيرة، وإنشاء عدد من الكبارى، والمحاور المرورية الجديدة، لخلق محور جذب سياحى متكامل بين متحف الحضارة والآثار الإسلامية الكثيفة بمنطقة الفسطاط حتى يستطيع السائح قضاء يوم كامل فى هذه المنطقة بعد تطويرها والقيام بجولة سياحية فى الأماكن المجاورة مثل: مجمع الاديان والعديد من معالم المنطقة الأثرية.
تطوير ميدان التحرير
وتنفيذاً لتكليفات الرئيس السيسى، فى إطار المشروع العام لتطوير القاهرة الخديوية، تم الانتهاء وافتتاح مشروع تطوير ميدان التحرير والمبانى المحيطة به ليكون مزاراً ضمن المزارات الأثرية والسياحية التى تحظى بها مصر، وتم تزيين قلب الميدان بـ مسلة الملك «رمسيس الثانى»، التى تم نقلها من منطقة «صان الحجر» الأثرية بمحافظة الشرقية، وحولها 4 تماثيل كباش من معبد الكرنك بالأقصر، لإضفاء طابع الحضارة المصرية القديمة على الميدان، وحولها نافورة بثلاثة مستويات.. كما تم دهان وترميم واجهات العمارات بما يتناسب والقيمة التاريخية للقاهرة الخديوية،.
افتتاحات رئاسية
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدى 7 سنوات، العديد من المتاحف الأثرية، فى مقدمتها متحف الفن الإسلامى فى يناير 2017، بعد إعادة تطويره وترميمه، والذى طالته يد الإرهاب الغاشم بعد الانفجار الذى وقع أمام مديرية أمن القاهرة فى 24 يناير 2014، وامتدت آثاره المدمرة للمتحف ومقتنياته النادرة، والذى كان مؤشراً قوياً لعودة الأمن والاستقرار لمصر.. كما افتتح الرئيس فى مارس ٢٠١٨، متحف آثار مطروح، والذى يُعد بانوراما لعرض القطع الأثرية للعصور التاريخية المختلفة والتى تمثل المنطقة، وهو الأول من نوعه فى ويضم قرابة 1000 قطعة أثرية من مختلف العصور.. وفى أغسطس ٢٠١٨، تم افتتاح متحف سوهاج القومى بتكلفة 72 مليون جنيه، والذى يعرض 945 قطعة اثرية من حفائر المواقع الأثرية بالمحافظة، كما افتتح قصر «البارون إمبان» بمصر الجديدة فى 29 يونيو الماضي، بعد انتهاء أول عملية ترميم وتطوير شاملة له بدأت منذ يوليو 2017، لتعود الروح له كمزار تاريخى مميز ويصبح معرضا يروى تاريخ حى مصر الجديدة.. ولأول مرة.. يفتتح الرئيس السيسي، 3 متاحف معاً فى أكتوبر الماضى 2020، وهى: متحف «شرم الشيخ» ثانى المتاحف الأثرية التى تستهدف دمج السياحة الشاطئية بالسياحة الثقافية بعد متحف الغردقة، وتبلغ مساحته 192 ألف متر مربع، والثانى متحف «كفر الشيخ القومي»، ثانى المتاحف الأثرية فى الدلتا، بعد متحف طنطا، ويضم نحو 1200 قطعة أثرية، ويقع على مساحة ٦٦٧٠ مترا مربعا، بتكلفة حوالى ٦٢ مليون جنيه، والثالث متحف «المركبات الملكية» ببولاق أبو العلا، الذى تم افتتاحه بعد إغلاق دام ١٩ عاماً، ويعتبر من أندر المتاحف فى العالم، حيث يعرض ٤٢ عربة، إلى جانب مجموعة من مُقتنيات الأسرة العلوية، بتكلفة ٦٣ مليون جنيه.
وفى مايو 2021، تم افتتاح متحف الآثار المصرية التى تم تجهيزها بمبنى الركاب رقم ٢، ومبنى الركاب رقم ٣ بمطار القاهرة الدولي، ويعرض متحف المطار الجديد بمبنى الركاب رقم ٢، عدد ٣٠٤ قطع أثرية على مساحة ١٠٠ متر مربع، تعكس اهتمام المصرى القديم بالعالم الآخر كمحطة للحياة الأبدية.. ومن الافتتاحات الحديثة، تم افتتاح أول مصنع لإنتاج النماذج والمُستنسخات الأثرية فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط فى مارس الماضى 2021، وتبلغ مساحته الكلية حوالى ١٠ آلاف متر مربع بمدينة العبور، كما يعد انطلاقة واسعة غير مسبوقة، نتيجة التوسع فى النشاط الذى يُلبى احتياجات السوق المحلية والعالمية.