نادي القصة يستشكل على تنفيذ حكم الطرد 

 إسدال الستار على جزء مهم من تاريخ مصر الثقافي ممثلا في نادي القصة
إسدال الستار على جزء مهم من تاريخ مصر الثقافي ممثلا في نادي القصة

في فصل جديد من فصول إسدال الستار على جزء مهم من تاريخ مصر الثقافي ممثلا في نادي القصة، وصلت قوة من قسم شرطة قصر النيل ظهر اليوم الثلاثاء الثامن من يونيو، لتنفيذ حكم المحكمة النهائي والبات، والذي يقضي بإخلاء المقر المكون من شقتين وتسليمه لورثة الراحل فؤاد سراج الدين.

جاء ذلك فى حضور الدكتور سيد نجم أمين صندوق النادي والكاتبة منى ماهر عضو مجلس الإدارة، وجاد حسين المسئول الإداري فى النادي.

وقام السكرتير العام للنادي الكاتب الصحفي محمد القصبي بتقديم استشكال على الحكم لتأجيل تنفيذه، وهو ما يعطي فرصة لمدة شهرين على إعادة التنفيذ، آملا أن تستطيع إدارة النادي التفاوض مع الورثة لتوقيع عقد إيجار جديد لإحدى الشقتين ليستمر نادي القصة في ممارسة نشاطه.

وفي تصريح خاص لـ «بوابة أخبار اليوم» أوضح الكاتب الصحفي محمد القصبي أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع حسن البدراوي أحد الورثة أصحاب الحق فى العقارين وهو ما أسفر عن اتفاق مبدئي على إمكانية تخفيض القيمة الإيجارية لأحد العقارين من 10 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه شهريا، على أن يتم اتخاذ القرار النهائي فى التعاقد بعد الرجوع لباقي الورثة ومجلس إدارة النادي برئاسة الكاتب نبيل عبد الحميد.

 

 

وكانت محكمة الاستئناف قد قضت بتأييد حكم المحكمة الابتدائية بطرد نادي القصة من مقره بقصر العيني، وذلك باعتباره جهة اعتبارية مؤجرة، وبالتالي يجب إعادته إلى المالك وهم ورثة فؤاد سراج الدين.

وجاء ذلك بناء على دعوى الطرد التي رفعها ورثة فؤاد سراج الدين، لإخلاء مقر نادي القصة.

والتي تعد هذه هي أكبر الأزمات التي يمر بها «نادي القصة» ذلك الصرح الثقافي العريق الذي أسسه عمالقة الفكر والأدب في مصر والوطن العربي.

 

جدير بالذكر أن فارس الرومانسية الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، هو صاحب فكرة إنشاء «نادي القصة»، وعرض فكرته على يوسف السباعي، وشرح له الفكرة وهي إنشاء نادٍ للقصة يستقطب فرسان هذا الفن الجميل الآخذ في الإزدهار في أنحاء مصر، ومن مجمل أنشطته إصدار كتاب دوري شهريا، على أن يكون رواية من أعمال أحد الأعضاء.

 

 ووقع عقد إيجار «نادي القصة» فارس الرومانسية يوسف السباعي، ممثلًا عن نادي القصة، ومالك العقار فؤاد سراج الدين، عام 1960.

 

 

وكانت القيمة الإيجارية التي تضمنها العقد 14 جنيهًا مصريًا فقط لا غير، يتم دفعها أول كل شهر لمدة عام واحد، وتنتهي مدة التعاقد أول يوليو 1961.

 

 ونص العقد أن تجديد الإيجار يكون لمدد أخرى مماثلة ما لم يكن هناك تنبيه من أحد الطرفين للآخر بخطاب قبل انتهاء مدة الإيجار أو أية مدة محددة في العقد بشهرين على الأقل، ولا يحق للمستأجر بأي حال من الأحوال المطالبة بتحديد المدة مشاهرة، وعند الحصول على تنبيه بالإخلاء يجب على المستأجر أن يسمح بدخول كل من يرغب لمعاينة المكان، ووضع إعلانات للإيجار في المواضع التي يعينها المالك وإلا التزم بدفع إيجار شهرين كتعويض متفق عليه من الآن.

 

كما نص العقد على تسليم المكان والمفاتيح من المستأجر للمؤجر بمجرد انتهاء عقد الإيجار والالتزم بدفع تعويض يعادل ضعف الإيجار المتفق عليه عن مدة التأخير جميعها، وذلك دون حاجة لتنبيه أو إنذار.

 

 

ورغم التزام «نادي القصة» ببنود عقد الإيجار، على مدار 60 عام، كما أن الإيجار زاد بالتدريج على مدار سنوات ليصل إلى ما يقرب من 2000 جنيه ، فطلب ورثة فؤاد سراج الدين زيادة القيمة الإيجارية إلى 10000 جنيه للشقة الواحدة، وذلك ما يستحيل على نادي القصة تحمله، لأنه جهة ثقافية غير هادفة للربح، تتبع وزارة التضامن تنظيميا، وتتلقى دعما سنويا من وزارة الثقافة 10000، ولم يتم صرفها لهذا العام.

 

 وكان السبب الرئيسي في أزمة «نادي القصة» هى دفع القيمة الإيجارية الجديدة، مما دفع ورثة فؤاد سراج الدين، إلى رفع دعوة قضائية ضد النادي لإخلاء المقر المكون من شقتين، في منطقة القصر العيني.