منى علي، والدة الضحية زينب «٢٧سنة»، حكت لنا تفاصيل المأساة التي تعرضت لها ابنتها على يد زوجها، الذي لم يكتفِ بهذا وإنما واصل تعذيبه لها متباهيًا بما ارتكبه في حقها، بدأت كلامها بأسى بالغ قائلة: رغم كل ما حدث وافتضاح أمره إلا أنه لا يزال حتى الآن مصدر خطر نخشاه حيث نتلقى منه رسائل التهديد يوميًا بالإيذاء والقتل، حتى أنني اشعر بخوف بالغ على ابنائي، زينب هي ابنتي الوحيدة بجانب اشقائها الثلاثة، تعبنا كثيرًا في تربيتها فهي دمثة الخلق، معروفة بين الجميع بأنها «البنوته البسكوتة» من شدة رقتها وخجلها، علمتها يوم أن تزوجت أن البيوت أسرار ويجب أن تكون كذلك حتى المشاكل البسيطة يجب أن تكون بين أربع جدران، لكنه فاض بها حينما علمت أن زوجها الرجل الوقور تظاهرًا ما هو إلا نصاب، وللحكاية مقدمات.
تعرفنا على طليقها وهو في الاربعينات من عمره من خلال بعض الأصدقاء، وللاسف عمل لنفسه هالة كبيرة عندما جاء ليخطبها فادعى انه دكتور تاريخ ويعمل في مجال السياحة بجانب امتلاكه مكتب شحن، أظهر لنا كل الشهادات التي تؤكد صدق كلامه والتي اكتشفنا بعد ذلك انها مزورة بعد الزواج بأيام قليلة، خدعنا بأسلوبه الرشيق وجميل طلعته بملابسه الأنيقة، قدم الوعود الكثيرة بأنه سيجعل ابنتي أسعد امرأة في الدنيا سيأخذها الى بلاد لم ترها من قبل إلا في أحلامها، وبالطبع كأي فتاه احبت كلامه ووعوده الكثيرة المعسولة، سألنا عن عائلته في مسقط رأسه في إحدى المحافظات، وعلمنا أنها عائلة محترمة؛ لكن لم ندرك انهم قاطعين صلتهم به بسبب سوء خلقه واعماله.
اخبرنا أنه سبق له الزواج من امرأة أجنبية لكنه طلقها منذ فترة، وعندما سألناه عن السبب ادعى انها جاءت مصر للدراسة وتزوجها ظنا منه أنها احبته، وعندما انتهت فترة دراستها جاءت لها فرصة عمل في بلدها فطلبت منه السفر معها أو أن تبقى على ذمته وتسافر هي وتلتقي به في فترة الإجازات، لكنه رفض الفكرة وطلقها في هدوء، واحضر لنا شهادة الطلاق الخاص بها، وقال إنه لم يرد أن ينجب منها ابنا حتى لا تأخذه يومًا وتهرب به خارج البلاد؛ لنكتشف أن كل ذلك كذب ونصب.
وطوال سنوات الزواج الاربع ظهرت حقيقته يومًا تلو الآخر، بدأت المشاكل عندما رأيناه يعتدي عليها بالضرب المبرح ويعاملها بقسوة وكأنها شغالة لديه،هذا غير الألفاظ الخادشة للحياء التي يتفوه بها ويسمعها الجيران في كل وقت من الصباح والمساء وكأنها طقس يومي، ثم اكتشفنا مع مرور الوقت انه نصاب محتال شهاداته مزورة؛ فهو حاصل على دبلوم صناعي ولديه مكتب شحن صغير لا يعمل بمجال السياحة، حتى زوجته الاولى لم يطلقها واكتشفنا انها لازالت على ذمته بعدما تقدمت ضده بدعوى طلاق للضرر امام المحكمة لزواجه بأخرى وهي ابنتي، وجاء الإنذار على يد محضر على المنزل واستلمته زينب، واكتشفنا الكارثة الجديدة بأنه غير قادر على الإنجاب لسبب مرضي وليس كما ادعى، وفوق كل ذلك فوجئنا من خلال صفحة أنشأها على موقع الفيس بوك أنه يتاجر في الانتيكات القديمة الغالية الثمن والحقيقة أنه يستخدم هذه الصفحة للنصب على الضحايا.
وتستكمل والدة الضحية زينب كلامها قائلة: ورغم كل ما اكتشفناه من مفاجآت صادمة وبمواجهته تعدى عليها بالضرب وبسبب تطاوله الدائم عليها كان الاصرار على الطلاق كحل اضطراري، لكنه رفض بدعوى حبه لها، وامام إصرارنا زور إيصال أمانة عام ٢٠١٩ باسم إحدى قريباته وجعله كورقه ضغط على ابنتي حتى لا تطلب الطلاق، وفوجئنا بأنه حرك دعوى ضدها بتوكيل مزور من صاحبة إيصال الأمانة تتهمها بخيانة الأمانة، لتأخذ حكمًا بالحبس سنه، لم نعلم إلا في الاستئناف فأسرع المحامي الخاص بنا بطلب الاطلاع على ايصال الامانة وطعن عليه بالتزوير، وحصلت ابنتي على البراءة وتقدمنا ببلاغ للنائب العام ضده بالتزوير والنيابة تحقق فيه الآن.
وتلتقط «زينب» الضحية المسكينة الحديث من والدتها بكلمات ثقيلة قائلة: خلال تلك الفترة لم اتردد لحظة في التقدم بدعوى خلع ضده حتى احصل على حقي في الطلاق والانفصال عنه، لكنه انهال علينا بسيل من التهديدات بالإيذاء، وفي الجلسة التي تم حجز القضية فيها للحكم خرج علينا هو وشقيقه بسيارتهما وقاما بضربنا وسحلنا في الشارع، وتم القبض على شقيقه في تلك الواقعة وتم حبسه شهر على ذمة القضية، اما طليقي فهرب وحصل على حكم بالحبس ٦ أشهر واستأنف الاثنان الحكم.
ولم يتوقف عند هذا الحد فعندما حصلت على الحكم بالتطليق خلعًا جن جنونه واقسم بأنه لن يتركني وسوف يشوه وجهي حتى لا أصلح له أو لغيره، وكنت قد خرجت للعمل منذ عام حتى ابدأ حياة جديدة واعوض ما فاتني مع هذا الزوج المخادع، ومنذ ايام وقبل زفاف شقيقي بيوم فوجئت عند عودتي من عملي بامرأة بلطجية تنهال علي بالضرب لتسقطني على الارض ثم أخرجت من جيبها «كتر» وفتحت به وجهي، لم اشعر بنفسي إلا ووجهي غارق في الدماء حتى ظننت أنني فقدت البصر، بينما أسرع الناس يهرولون خلفها للامساك بها.
داخل غرفة العمليات قضت زينب اربع ساعات لإجراء جراحة بسبب قطع في عضلة الوجه من قوة الضربة حيث تعرضت لاكثر من ٦٠ غرزه في وجهها فدمر لها حياتها وبالتالي ماتت فرحة شقيقها، ورغم افتضاح امره واعتراف المرأة البلطجية بأنه دفع لها مبلغ ألف جنيه لتشويهها، وانها ثاني محاولة لها للتعدي عليها بالضرب بعد ان حاولت من قبل التعدي عليها في البيت وهذا ما جاء في اعترافات المتهمة أمام المباحث، لكنها سرعان ما غيرت أقوالها أمام النيابة وادعت ان امرأة اجرتها لإيذائها وألقى القبض علي طليق زينب وحبسته النيابة ٤أيام