محمد بركات
رغم أن بداية الفنان هاني رمزي كانت عبر المسرح وتحديدا فرقة محمد صبحي المسرحية، لكنه مع تألقه سينمائيا وتليفزيونيا أبتعد عن المسرح لفترة دامت 18 عاما منذ تقديمه لمسرحية “كده أوكيه”، ليعود هذا العام وفي ظل إجراءات إحترازية ضد فيروس “كورونا” بمسرحية “أبو العربي في مهمة مستحيلة”، مستعينا في طريق عودته بشخصية “أبو العربي” التي حقق معاها نجاحا سينمائيا كبيرا، وأيضا بالفنانة داليا البحيري – التي تقف على المسرح لأول مرة – التي كانت بطلة في أحد أنجح أفلامه وهو “محامي خلع”، كما يستعين بعدد من النجوم الناجحين على رأسهم أحمد فتحي وحجاج عبد العظيم ومحمد جمعة، وأيضا بالمخرج تامر كرم الذي قدم مؤخرا عدد من الأعمال المسرحية الكبيرة أهمها “الملك لير” مع القدير يحيى الفخراني.. في السطور ندخل في كواليس العمل، ونتعرف من صناعه وأبطاله عن سر الاقبال الجماهيري على العرض رغم أزمة “ كورونا”، وفكرة سفر العمل في جولة عربية وعالمية قريبا، وعن أسباب التحضير للعمل في سرية قبل إنطلاق عرضه مؤخرا.
“أبو العربي” مسرحية تدور أحداثها في إطار إجتماعي كوميدي عن الشخصية الشهيرة التي تتشبه شكلاً مع العالم النووي الشهير “هادي الفرماوي”، الذي أختفى منذ سنوات، الأمر الذي يجعل “فكري” المحامي يستغل ذلك الشبه بإقناع أبو العربي بتنفيذ مهمة مستحيلة.. فهل سيقوم بتنفيذها أم لا؟.. العرض من إخراج تامر كرم، تأليف محسن رزق، ويشارك في بطولة المسرحية هاني رمزي وداليا البحيري وأحمد فتحي ومحمد جمعة وحجاج عبد العظيم وليلى عز العرب وعمرو عبد العزيز.. ونخبة من الشباب الصاعدين من نجوم “مسرح التياترو”.
“منذ فترة وأنا أجهز لعمل مسرحي في سرية تامة لأعود به بعد غياب دام لـ18 عاماً، وتحديدا منذ مشاركتي في مسرحية (كده أوكيه) التي عرضت عام 2003”، هكذا بدأ هاني رمزي حديثه عن عودته للمسرح، مضيفاً أنه يسعى للعودة للمسرح بعمل يحترم عقلية الجمهور، مع رغبته في العودة في ظل النجاحات التي تحققها العروض المسرحية المصرية مؤخرا.
ويستكمل رمزي حديثه بالقول: “أجسد شخصية (أبو العربي) الذي يشبه العالم الشهير (هادي الفرماوي) المختفي منذ سنوات، والمسرحية إجتماعية غنائية استعراضية كوميدية، ولا تتضمن رموز سياسية أو إسقاطات، وليس لها علاقة بفيلم (أبو العربي) سوى في أسم الشخصية.. و(أبو العربي) تصلح أن تقدم في أكثر من عمل، سواء سينمائي أو تليفزيوني أو مسرحي، لأنها مبهجة وتتناول الأحداث الإجتماعية بشكل خفيف وبسيط وكوميدي”.
بينما تقول داليا البحيري بطلة العرض: “تمنيت من فترة طويلة الوقوف على خشبة المسرح، لكن المسرح كان شبه متوقف، وعندما أتيحت الفرصة وافقت على الفور، خاصة أن العمل صديقي وشقيقي فنيا، هاني رمزي، ولا توجد بداية مسرحية أفضل من ذلك، فهاني يملك تجربة وخبرة مسرحية طويلة، وتوقيت عرض المسرحية مناسب، نظراَ لعدم إرتباطي بأعمال فنية أخرى، لأن العمل في المسرح يتطلب شبه تفرغ، كما أن العمل رسالة كوميدية للجمهور في ظل ظروف (كورونا)”.
وعن وقوفها على خشبة المسرح لأول مرة تقول داليا: “أجسد دور (تقى)، وهي سيدة من عائلة أرستقراطية متزوجة من عالم طاقة نووية أختفى منذ 4 سنوات، وأنا أعجبت بنقاء شخصية (تقى) وطيبتها ودمها الخفيف، رغم أنها مقهورة على أمرها، وأنا كنت متخوفة منذ لحظة عرض العمل عليّ، وفكرة وقوفي على المسرح لأول مرة، لكنه تجربة ممتعة، لكن التوتر لازال يصاحبني مع كل يوم عرض، لأن الجمهور كل مرة مختلف، لكنني سعيدة بردود الفعل، وبفكرة المسرحية التي تعتمد على فكرة ورسالة وضحك هادف دون ألفاظ خارجة، وسبب نجاح العرض من وجهة نظري أن الجمهور مشتاق للمسرح الجاد، فرغم كل الإجراءات الاحترازية بسبب (كورونا)، لكن يوجد إقبال كبير على العرض”.
وعن تعاونها مع هاني رمزي على خشبة المسرح ردت داليا: “(أبو العربي في مهمة مستحيلة) التعاون الثاني لي مع هاني رمزي، بعد تعاونا في فيلم (محامي خلع)، لكن التجربة هنا مختلفة، لأن لغة السينما تعتمد على حركات الجسم البسيطة، عكس المسرح، لكن يبقى هاني رمزي بنفس روحه الجميلة في العمل الموجودة منذ 19 عاما حينما وقفت أمامه في (محامي خلع)”.
محمد جمعة أحد أبطال العرض يقول: “أحب المسرح ولا أتردد في الموافقة على أي عمل مسرحي، وأعجبت بفكرة النص، حيث أجسد شخصية (فكري المحامي) الذي يحاول تجنيد (أبو العربي) ضد مصالح البلد، ونحن بدأنا البروفات في شهر رمضان الماضي، وتم افتتاح العرض ثاني أيام عيد الفطر، وأنا أعتبر العرض في ظل ظروف (كورونا) مغامرة، لكن رغم ذلك يوجد إقبال كبير، ونحن ترددنا في البداية، وكنا على وشك تأجيل افتتاح العرض، أو عدم الاستمرار، لكننا لم نستسلم، وحققنا النجاح، وأنا سعيد لأن العمل هو التعاون الأول لي مع أغلب نجوم العرض”.
ويقول تامر كرم مخرج ومنتج العرض: “(فرقة تياترو) هي إتحاد لعدة شركات قررت تقديم عروض مسرحية مميزة، محاولين إستعادة لرونقه الذي ميزه في الفترة من الستينيات وحتى التسعينيات، ومع تفكيرنا في أول عروض الفرقة، أختارنا هاني رمزي ليقود العمل، مع نخبة من النجوم، على رأسهم داليا البحيري، وطرحنا على الأبطال أكثر من فكرة ، لكن لم نتفق على أيا منها، حتى تم الإستقرار على شخصية (أبو العربي)، والتي سبق وقدمها هاني سينمائيا وحققت ناجح كبير، ورغم أن الأجواء صعبة لتقديم عرض مسرحي حاليا، لكننا قررنا محاربة حالة الاكتئاب التي تسبب فيها فيروس (كورونا) بالكوميديا والضحك، وأردنا أن تكون رسالتنا أننا يجب أن نعمل ونضحك لأن الاستسلام للفيروس سيجعلنا جميعا نجلس في المنزل، ورغم تعرضنا لبعض الخسائر المادية بسبب (كورونا)، لكن (فرصة تياترو) والتي تضم شركات (س سينما) و(تي في برودكشن)، ليس هدفنا الربح، بل مكسبنا معنوي وفني في المقام الأول”.
وعن عودة هاني رمزي للمسرح بعد غياب سنوات طويلة، ووقوف داليا البحيري على خشبة المسرح لأول مرة يقول كرم: “استقبل هاني الفكرة بحماس، وتم الاستقرار عليها بشكل سريع، لأنه كان يريد العودة سريعا للمسرح، وكان قد شاهد قبل ذلك مسرحية (الملك لير) للقدير يحيى الفخراني وأعمال مسرحية أخرى مهمة قدمتها، وكان هذا ضمن الأسباب الرئيسية لتحمس هاني للعودة للمسرح، بعد ذلك تم ترشيح عدد كبير من الأسماء لمشاركة هاني البطولة، وكان من ضمنهم داليا البحيري، والتي رحبت بالفكرة، وأكتشفت أن لديها طاقة كبيرة جداً، ومقومات الممثلة الناجحة من أداء وغناء واستعراض، لذلك كانت مفاجأة للجميع، وأنا لم أبذل مجهود مع داليا رغم أنها التجربة الأولى لها على المسرح، بالعكس شعرت أنها تملك خبرة كبيرة في هذا المجال”.
ويتابع كرم: « لا نعيد في العرض تقديم شخصية (أبو العربي) التي قدمها هاني سينمائيا من قبل، بل أستخدمنا الأسم فقط مع أحداث وشخصيات مختلفة تماما، وحاولنا من خلال العمل تقديم فكرة إجتماعية كوميدية، بعدها تواصلنا مع المؤلف محسن رزق لعرض الفكرة عليه، وتحمس فورا، وأنا أرد على منتقدي إعادة تقديم شخصية «أبو العرب» أن القدير يحيى الفخراني قدم «الملك لير» مسرحيا على مسرح الدولة والمسرح الخاص كما قدمها دراميا، لكن في كل مرة كان الأداء مختلف، وهذا لا يعني سوى أنه عاشق لهذا الدور”.
وأستكمل كرم حديثه بالقول: “ندرس حاليا مجموعة من العروض للسفر لأكثر من دولة عربية وأجنبية، لكن لم نتخذ قرار بشأنها، وندرس بشكل خاص العروض القادمة من الكويت، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، لكن لم نحدد أي الدول سنعرض فيها خلال الفترة المقبلة”.
بينما يقول محسن رزق مؤلف العرض: “الهدف من البداية كان تقديم مسرح يحترم عقلية المشاهد ويعيد المسرح لسابق عصره الذي أعتمد على القصة والمواقف الكوميدية، تحت شعار (بهجة وإمتاع وفكرة)، دون يعتمد فقط على الضحك بالأيفيه، الذي أنتشر مؤخرا، لذلك فيمكن القول أن هذا العرض يعيدنا إلى أجواء المسرح الكوميدي في الستينيات، وحينما أتفقت مع هاني على العرض قررنا تقديم شخصية (أبو العربي) التي قدمها سينمائيا من قبل، لأنني وجدت أنها تصلح مسرحيا أكثر منها سينمائيا لأنها شخصية مبالغ في أدائها، كما أننا نستثمر إرتباط الجمهور بتلك الشخصية، ومن خلالها نقدم كوميديا إجتماعية تناقش قضايا بسيطة لكنها مهمة، مثل (الانتماء)، وهي القضية الرئيسية بالعمل، أيضاً قضية (غياب السلوكيات)، و(سيطرة المال)، و(تربية الأطفال)، و(غياب الاتصال بين الأبناء والأباء)، وذلك من خلال شخصية (أبو العربي) التي تحترف النصب، ويستغل شبهه بالعالم النووي الشهير (هادي الفرماوي) الغائب منذ سنوات لينتحل شخصيته، وهو ما يستغله (فكري) المحامي، الذي يجسد دوره الفنان محمد جمعة، في الإضرار بمصالح الوطن، وهو ما يرفضه (أبو العربي)”.
وعن ارتجال الفنانين يوميا مستغلين بعض الأحداث الطارئة يقول رزق: “أحرص على حضور معظم البروفات،والجميع ملتزم بالنص، وكل من يريد إضافة أي شيء يعود لي لمناقشتها، وإذا كانت ملائمة نسمح بها، حيث أننا متفقين على تقديم ما يتلائم مع دراما العرض فقط، وما لا نتفق عليه نحذفه، لكن الارتجال مسموح به بعد الاتفاق معي ومع المخرج”.