المصريون يسألون: متى تم التنفيذ؟ وكيف؟!

«الدلتا الجديدة».. صومعة الخير لمصر

  الرئيس السيسى يشهد حصاد محاصيل مشروع «مستقبل مصر»
الرئيس السيسى يشهد حصاد محاصيل مشروع «مستقبل مصر»

كتب: مصطفى علي

زراعة 200 ألف فدان.. وضخ 5 مليارات جنيه استثمارات لخلق مجتمعات زراعية

القمح وبنجر السكر والبطاطس والذرة والموالح والخضروات.. أبرز المحاصيل

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تشهد مصر ما تحقق فيها على المستوى الزراعى خلال السنوات الماضية، فبعد عقود طويلة من إهمال الزراعة وتراجع أوضاع الفلاحين، حصل القطاع خلال سنوات سبع على دعم واهتمام كبيرين للغاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى يؤكد دوما أن الزراعة عصب الاقتصاد وأن الفلاح المصرى يجب أن يشعر بتحسن كبير فى أوضاعه المعيشية من أجل زراعة محاصيل ذات جودة وإنتاجية عالية.


المليون ونصف المليون فدان، الـ 100 ألف صوبة زراعية، المليون رأس ماشية، إعادة إحياء مشروع البتلو، تطوير مراكز تجميع الألبان على مستوى الجمهورية، زيادة معدلات التصدير الزراعي، كلها مشروعات شرعت الدولة فى تنفيذها خلال السنوات الماضية وكانت النتيجة هى استقرار أسعار الخضر والفاكهة حتى فى ظل أزمة كورونا الطاحنة والتى رفعت أسعار الغذاء فى كل دول العالم، إلا أن الوضع كان مختلفا فى مصر، فالغذاء لم يشهد أى أزمات والأسعار اتسمت بالثبات، كما تراجعت معدلات استيراد اللحوم، والأكثر من ذلك أن مصر أعادت تصدير الدواجن لأول مرة منذ عام 2006 عندما حدثت أزمة إنفلونزا الطيور.


الدلتا الجديدة


وخلال الأيام الماضية، وكعادة الرئيس السيسى دوما فإنه فاجأ المصريين بحضوره حصاد محصول القمح فى مشروع «مستقبل مصر» الواقع فى نطاق مشروع «الدلتا الجديدة» التى تبلغ مساحتها حوالى مليون و100 ألف فدان.


لم يعرف المصريون شيئا عن المشروع إلا عندما رأوا الأرض وقد أثمرت وأخرجت خيراتها، حالة دهشة أصابت الجميع، وتساءلوا: متى تم التنفيذ؟ وكيف تم؟!، فالواقع أن الرئيس السيسى يعمل بكل ما أوتى من قوة من أجل النهوض بالدولة وفى القلب منها قطاع الزراعة.


ويقع المشروع على امتداد طريق محور «روض الفرج - الضبعة» الجديد وهو الطريق الذى أنشئ ضمن المشروع القومى للطرق، ويبعد ٣٠ دقيقة فقط عن مدينة السادس من أكتوبر، وبالفعل تم الانتهاء من استزراع ما يزيد على مساحة ٢٠٠ ألف فدان باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، ويتوقع أن تصل إلى ٣٥٠ ألف فدان مع بداية العام المقبل وذلك باستخدام ١٦٠٠ جهاز رى محورى مطور على أن تتم زراعتها مرتين سنويا «فى الموسم الصيفى والموسم الشتوي» حيث تنتج أجود المحاصيل الزراعية بإجمالى استثمارات ٥ مليارات جنيه.


الأمن الغذائى


وأكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن «مشروع الدلتا الجديدة» يهدف إلى استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان بهدف تحقيق الأمن الغذائى ومواجهة متطلبات الزيادة المستمرة فى تعداد السكان من السلع الغذائية، والحد من الاعتماد على استيراد السلع الغذائية الاستراتيجية خاصة فى ظل ما أظهرته جائحة كورونا من أهمية قصوى للقطاع الزراعى وهو ما يدفع الدول إلى إعادة رسم خططها فى مجال الزراعة.


وقال إن المشروع يتميز بموقعه العبقرى لوجوده بالقرب من الدلتا القديمة وبالقرب من شبكة الطرق والموانئ، كما أنه يربط بين عدد من المحافظات ومن ثم سيساهم فى إعادة توزيع السكان وجذب عدد كبير من المواطنين لتخفيف التكدس السكانى فى الوادى والدلتا، وتوفير الكثير من فرص العمل فى كل نواحى الأنشطة سواء الزراعية أو الأنشطة المرتبطة بها أو التصنيع الزراعى، فضلا عن ارتباط ذلك بإقامة مجتمعات سكنية متكاملة.


وأشار «القصير» إلى أنه تمت الاستعانة بخبراء من الجامعات المصرية لإجراء حصر وتصنيف وتقييم الأراضى بمنطقة جنوب محور الضبعة للوصول إلى نتائج مدققة، حيث تم إجراء حصر لمساحة 688 ألف فدان غرب مشروع مستقبل مصر الذى تبلغ مساحته أيضا 500 ألف فدان والذى يقع شمال وجنوب محور الضبعة والذى تم البدء فى تنفيذه بالفعل باستغلال المياه الجوفية المتاحة بالمنطقة، حيث تمت زراعة ٢٠٠ ألف فدان حاليا ومن المتوقع أن تصل إلى ٣٥٠ ألف فدان مع بداية العام المقبل، بالإضافة إلى المشروعات الاخرى الجارى تنفيذها فى مناطق آخرى فى شمال ووسط سيناء وتوشكى والوادى الجديد والريف المصرى والتى قد تصل بإجمالى المساحات التى تضاف إلى الرقعة الزراعية خلال عامين إلى أكثر من ٢ مليون فدان.


صلاحية الأرض


وأكد أنه تبين من الدراسة التى أجريت أن أكثر من 90 % من المساحة صالحة للزراعة، وهناك إمكانية للتوسع المستقبلى فى المساحة وفقاً لمدى توافر مصادر مياه إضافية، كما أنه بدراسة عناصر المناخ وما تم التوصل إليه من نتائج الدراسات التفصيلية للأراضى تبين أن الأرض تصلح لزراعة المحاصيل الإستراتيجية وعلى رأسها القمح والذرة الصفراء والبقوليات ومحاصيل الخضر وأنواع مختلفة من الفاكهة.


وأشار «القصير» إلى أن الوزارة استطاعت السيطرة على المحاصيل شرهة استخدام المياه وعلى رأسها الأرز والموز، كما أن الدولة المصرية تستخدم مواردها المائية المتاحة بأعلى كفاءة، وأن مشروعات التوسعة الجديدة تعتمد على المياه الجوفية وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي، كما أنفقت الدولة أموالا طائلة على إنشاء محطات معالجة الصرف الزراعي، مثل محطة المحسمة التى حصلت على أفضل مشروع هندسى فى العالم خلال العام الماضي، ومحطة بحر البقر التى تعتبر أكبر محطة معالجة على مستوى العالم.


وأضاف أن الرئيس السيسى أطلق مشروع الدلتا الجديدة الذى يستهدف استصلاح وزراعة أكثر من مليون فدان، من أجل زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وإقامة مجتمعات زراعية عمرانية متكاملة، وأشار إلى أن مركز البحوث الزراعية، يقوم باستنباط أصناف جديدة لزيادة معدل الانتاجية، قصيرة العمر مبكرة النمو قليلة استخدام المياه.


موارد مائية


بينما أكد الدكتور محمد عبدالعاطى وزير الموارد المائية والرى، أن موارد مصر المائية تقدر بحوالى ٦٠ مليار متر مكعب سنويا من المياه معظمها يأتى من مياه نهر النيل، بالإضافة لكميات محدودة للغاية من مياه الأمطار والمياه الجوفية العميقة بالصحاري، وفى المقابل يصل إجمالى الاحتياجات المائية فى مصر لحوالى ١١٤ مليار متر مكعب سنويا من المياه، ويتم تعويض هذه الفجوة من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى والمياه الجوفية السطحية بالوادى والدلتا.


وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تطرق لمشروع «الدلتا الجديدة» بسبب أن هناك 6 ملايين متر مياه صرف صحى تلقى ببحيرة مريوط، وكذلك مياه صرف زراعى سيتم تجميعها ومعالجتها فى محطة ثلاثية بمنطقة العلمين والحمام، وأضاف أنه من المقرر خلق دلتا موازية للدلتا القديمة وسيتم العمل على استخدام المياه بعد معالجتها وإعادة استخدامها فى المشروع الجديد.


وأضاف أنه جار الانتهاء من أعمال إنشاء مشروع محطة رفع مياه صرف بحر البقر بمنطقة مدخل ترعة السلام بطاقة استيعابية 5.6 مليون م٣/ يوم، والتى تساهم فى رفع الطاقة الاستيعابية إلى 5.6 مليون م٣/ يوم لمحطة المعالجة بشرق التفريعة لزراعة ٤٠٠ ألف فدان، واستخدامها فى المشروعات التنموية، وأكد أنه تم الانتهاء من 75% من أعمال إنشاء المحطة وجارى الانتهاء من باقى الأعمال قريبا تمهيدا لبدء التشغيل.


وأكد أن المستهدف زراعته خلال العامين المقبلين، أكثر من مليون فدان و100 ألف فدان، منها نصف مليون فى مشروع مستقبل مصر، و600 الف فدان أخرى فى محور الضبعة، مشيرا إلى أن المشروع يستهدف شباب الخريجين وهو أمر يجرى الإعداد له حاليًا بدراسات تفصيلية حول نظام الطرح وتنفيذ القرى بنظام حديث يستوعب التكنولوجيا الحديثة من رى مطور وتكنولوجيا الزراعة الحديثة والمتطورة.


كما سيتم إنشاء التجمعات السكانية وغيرها من المرافق المختلفة، وشبكات الطرق الداخلية، بالإضافة إلى تكاليف إنشاء المجمعات الصناعية العملاقة المستهدفة والتى ستقوم فى الأساس على المنتجات الزراعية لتحقيق التكامل فى التنمية من خلال مشروعات الانتاج النباتى والثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعى، ومن المستهدف أيضاً تطبيق نظم الرى الحديثة وتعظيم إنتاجية وحدتى الأراضى والمياه من خلال تطبيق منهجية الإدارة بالأساليب الحديثة.


محطات المعالجة


وأكد «عبدالعاطي» أنه يتم تنفيذ 7 محطات لمعالجة الصرف الصحى والزراعى بطاقة 2.5 مليار متر مكعب سنويا، وجرى الانتهاء من محطتين وهما محطتا الطور والمحسمة، وجارٍ تنفيذ محطة بحر البقر وتعد الأكبر فى العالم، إضافة لـ3 محطات فى نخل والحسنة والشيخ زويد بتكلفة 31 مليار جنيه.


وأضاف عبد العاطي، أن وزارة الموارد المائية والرى قامت بتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى فى مجال الاستفادة من مياه الصرف الزراعى بهدف سد الفجوة المائية التى تواجهها مصر نتيجة للزيادة السكانية وتأثيرات التغيرات المناخية، حيث تم تنفيذ المشروع القومى لمعالجة مليون متر مكعب يومياً من مياه الصرف الزراعى بمصرف المحسمة وإعادة استخدامها، كما تم تنفيذ 128 محطة خلط لمياه المصارف الزراعية لتغذية الترع المتعبة فى 6 محافظات بالدلتا لتوفير ما يقرب من مليار متر مكعب سنوياً من المياه، وأوضح أن محطة معالجة مياة مصرف بحر البقر هى الأكبر على مستوى العالم حيث يتم تنفيذها بطاقة 5 ملايين م3/يوم، كذلك ستتم الاستفادة منها فى استصلاح وزراعة حوالى 330 ألف فدان شرق قناة السويس بالإضافة إلى 70 ألف فدان تتم زراعتها حالياً.


وأشار إلى أن محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر تأتى كأحد مكونات مشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر والذى يعد من أهم مشروعات برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء، وقال ان تنفيذ المشروع يأتى تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدعم جهود تنمية سيناء والاستثمار فى البنية الأساسية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين مع توفير التمويلات اللازمة لإحداث التنمية بمنطقة القناة وسيناء.


وأوضح أن المشروع يهدف إلى تعزيز منظومة إدارة موارد المياه من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة، وتقليل الهدر فيها، لاستخدامها فى زيادة الرقعة الزراعية، خاصة فى شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى إنشاء مشروعات تنمية زراعية متكاملة (إنتاج زراعى وحيوانى وصناعى).