مع الأخذ في الاعتبار| القوة الناعمة الحديدية

إبراهيم الشواربي
إبراهيم الشواربي

بقلم/ إبراهيم الشواربي

مصطلح القوة الناعمة، هو مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع. في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال استخدام وسائل الإعلام الشائعة التي أصبحت أحدث وسائل الحرب بين الدول.

 

واذ أخذنا تجربة الربيع العربي كنموذج، سنرى أن معظم الدول التي لم تكن تتمتع بأنظمة إعلامية قوية ووطنية سقطت بكل الأسف في مصيدة الفوضى الخلاقة بعد أن تمكنت بعض الدول المعادية من استخدام وسائل القوة الناعمة الفعالة التى تملكها ببراعة لإيقاع الدول الأخرى في مصيدة الفوضى التي أدت إلى انهيارها. ونرى من خلال التجربة المصرية أن المؤسسات الإعلامية المصرية تحت قيادة الدولة تمكنت من تعدي العقبات التي واجهتها منذ يناير 2011.

 

وبفضل فكر القيادة السياسية، تمكنت الدولة من تعدي تلك الفترة الصعبة عن طريق استخدام آليات القوة الناعمة، من السوشيال ميديا إلى الأفلام والدراما الرمضانية والصحف والمواقع لوضع الدولة على الطريق الصحيح مجددا. فمن شاهد موقعة الجمل في مصر التي اندلعت في فبراير 2011، لم يكن يوما أن يتخيل أن ميدان التحرير الذي نصبته قوى الشر كساحة حرب بين المصريين أن يكون مصدر إلهام للعالم بعد فعاليات موكب المومياوات الذي أقيم يوم السبت 3 أبريل 2021 وتضمن مغادرة 22 مومياء ملكية المتحف المصري الواقع بميدان التحرير إلى موقعها الجديد بالمتحف القومي للحضارة المصرية وسط تنظيم أكثر من رائع نال إعجاب العالم أجمع.

 

ومن يكن في تصوره أن مصر التي كانت تعاني من هجمات إرهابية متتالية على أرض سيناء استشهد فيها حزمة من أنقى رجال الأمن، أن تلعب دورا محوريا ورئيسيا في توسط اتفاقية وقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل ونالت إشادة قادة العالم أجمع أبرزهم الرئيس الأمريكي جو بايدن. فمصر الآن قوة عظمى في الشرق الأوسط بسبب القيادة السياسية التي التف حولها الشعب. فالآن لا تسوية في الشرق الأوسط دون الوساطة المصرية.

 

فالقوى الناعمة التي قادتها الدولة بأيدي رجال الإعلام والممثلين والصحفيين البواسل تمكنت من نشر الوعي السليم للشعب لتكون ندا بند للقوى الناعمة المعادية، بل تمكنت أيضا من الانتصار. فالمسلسلات الهادفة مثل الاختيار التي تعرض في رمضان اعادت روح الوطنية للشارع المصري وسلطت الضوء على أبطالنا البواسل ورجال الظل الذين أفنوا حياتهم فداء للوطن. كما تمكنت تلك الأعمال من تثقيف الأجيال الصاعدة.