أدركته الشهرة متأخرا.. ونجوميته أكدها دعم الجميع

«سبعبع».. حكاية فنان تطارده الأزمات

الفنان شريف دسوقى
الفنان شريف دسوقى

محمد التلاوى

رحلة معاناة ووجع.. هى مسيرة الفنان شريف دسوقى الذى تعرض مؤخرا لأزمة صحية أدت إلى تدخل جراحى لبتر ساقه، تلك المحنة التى يمر بها "دسوقي" كشفت حجم الدعم الرسمى والشعبى لفنان وهب كل حياته للفن ولم يحصد ما يليق بحجم موهبته.

شريف، هو أحد الذين أدركتهم الشهرة متأخرا وقد ظل خلال مسيرته يبحث عن الفرصة، فقد جاء من صفوف الهواة فى مسارح الدولة وقاعات الحكي، هؤلاء الذين لم تمنحهم الحياة فرصا كبيرة، وليس لديهم سوى الموهبة والعشق اللامحدود للفن، لم يملك علاقات داخل الوسط الفنى أو وسامة مفرطة، لذلك طريقه كان صعبا للصعود إلى النجومية.

الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، أكد لـ«آخر ساعة» أنه ومعه العديد من الفنانين فى تواصل مستمر مع الفنان شريف دسوقى للاطمئنان على حالته الصحية، وهو بحالة صحية جيدة، ومعنوياته مرتفعة، ويستكمل علاجه فى مستشفى دار الشفا، ومن المحتمل أن يخرج من المستشفى خلال الأيام القليلة القادمة بعد أن يقر الأطباء ذلك بالطبع.

أضاف زكى، أن الدكتورة هالة زايد تتابع حالته بنفسها وذلك بعد أن وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بعلاجه على نفقة الدولة، وقال: "أتوجه للرئيس عبد الفتاح السيسى بالشكر الجزيل على ما يقدمه على إنسانيته الكبيرة التى يتعامل بها مع كل أبناء الشعب المصري".

بعيدا عن تفاصيل مرض الفنان المبدع، التى يتابعها الملايين، فإن القدر قد منح شريف هدية عظيمة وهى أنه تعرض لتلك الأزمة بعد عرض مسلسل 100 وش، وأظن أن الأمر ربما كان سيختلف كثيرا قبل المسلسل عن بعده، رغم أن شريف واحد فى كلتا الحالتين فهو الذى حصد عشرات الجوائز الفنية، منها أعلى تقدير فى السينما المصرية فى أهم مهرجان سينمائى فى الشرق الأوسط وهى جائزة أحسن ممثل كما حصل على جائزة جمعية أعمال ونقاد السينما المصرية عن نفس الفيلم.

قدم  المخرج أحمد عبد الله، شريف فى دور سائق التاكسى مصطفى فى فيلم «ليل خارجى» عام 2018 ليعلن عن موهبة شديدة الثراء ويلفت له الأنظار بقوة ويحصد جائزة أحسن ممثل فى مهرجان القاهرة السينمائى التاسع والثلاثين بنفس العام، ليتوقف النقاد والمهتمون طويلا أمام ممثل ذى مواصفات خاصة وسمات مختلفة فى الأداء، وكان "ليل خارجي" هو نقطة التحول فى مسيرة شريف، وكان تميزه فى هذا العمل، هو ما دفع المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكرى لتقديمه فى مسلسل "بـ100 وش" الذى عُرض فى رمضان قبل الماضي، وحقق نجاحا مدويا وتحول كل من اشتركوا فيه إلى نجوم ومن بينهم شريف الذى أبدع بتلقائيته المبهرة فى تقديم شخصية "سباعي" ليصبح بعد هذا العمل نجما وتتغير مسيرته الفنية وتكتسب بريقا من الشهرة والتحقق لم يكن يتخيله هو نفسه فى ظل حسابات السوق الفنى والمعايير المختلة التى تتحكم فيه.

ورغم مشاركته فى عدد من المسلسلات مثل «زى الورد» و«لمس أكتاف» و«مملكة إبليس» إلا أن النجاح الكبير الذى حققه «100 وش» هو المدخل الذى عبر منه شريف إلى قلوب ملايين المشاهدين ورشحه إلى عدد كبير من الأعمال من بينها بطولة مشتركة فى فيلم «وقفة رجالة» مع كلٍ من ماجد الكدوانى وسيد رجب وبيومى فؤاد للمخرج أحمد الجندي. 

«100 وش» كان بداية شهرته وانطلاقته الحقيقية، ويعدُّ هذا المسلسل ثالث ظهور درامى له بعد مسلسل أوان الورد الذى كان يجسد فيه شخصية "عم رمضان" ومن إخراج سعد هنداوى ومسلسل "لمس أكتاف". 

حصل الفنان شريف الدسوقى على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن ممثل ثالث مكرر على مستوى الجمهورية عن عرض ووزالبرت عام 1997، كما حصل على جائزة أحسن ممثل مركز ثانٍ مكرر على مستوى الجمهورية عن عرض الأولاد الطيبون يستحقون العطف عام 1999، كما حصل على جائزة أحسن ممثل مركز أول عن عرض آخر الشارع عام 2000، هذا بالإضافة إلى جائزة أفضل حكّاء فى المهرجان القومى عن عرض كسوة الغورى عام 2016.

وكان قد حصل فى عام 2007 على لقب (طائر المسرح) فى النمسا، وكان الشخصية السابعة المبدعة على العالم فى نفس العام، إضافة إلى عشرات الجوائز كأفضل ممثل مسرحى فى سنوات عديدة، هذا هو شريف دسوقى فنان معجون بالمسرح ومفتون بالسينما. هو باختصار فنان متكامل وهب نفسه وفنه لإسعاد الناس، يستحق كل الدعم بالقدر الذى قدم من عطاء دون مقابل يستحقه، أملا فى أن تتغير موازين الواقع الفنى بعد تلك الواقعة المؤلمة التى تعرض لها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا