آخرها خروج «قطار بضاعة» عن القضبان.. «حوادث القطارات» من الجاني؟

صورة أرشيفية- لقطار سكة حديد
صورة أرشيفية- لقطار سكة حديد

شهدت الفترة الأخيرة تكرار حوادث خروج قطارات السكة الحديد عن القضبان لعدة أسباب، أغلبها ترجعها هيئة السكة الحديد إلى أخطاء من العنصر البشري المشغل للمنظومة، وآخرى بسبب تأثر القضبان بارتفاع درجات الحرارة ومع السرعة الزائدة تخرج العربات عن القضبان.


وكان قطار بضائع قد خرج عن القضبان، الثلاثاء الماضي، وهو في طريقه إلى صوامع الغلال في منطقة إمبابة ، دون أن يسفر عن وجود إصابات بين الركاب، لكن تعطلت حركة القطارات بنحو نصف ساعة، وبإعادة العربة إلى القضبان بواسطة الأوناش استأنف القطار رحلته وتواصلت الحركة على خط البضائع.


وعلى الرغم من قيام هيئة السكة الحديد بتحديث منظومة تشغيل القطارات بشكل كامل من حيث تجديد القضبان وتطوير الإشارات بجانب تأهيل العنصر البشري ورفع كفاءة التشغيل، إلا أن حوادث خروج القطارات عن القضبان مازالت عرض مستمر، مما يدفعنا لطرح سؤالًا «من الجاني في مثل هذه الوقائع»؟

اقرأ أيضًا.. مع قدوم العربات الروسية الجديدة .. أين تذهب القطارات القديمة؟| خاص 

 

800 رحلة يومية


أجاب مصدر مسئول بهيئة السكة الحديد على هذا الطرح، قائلًا: إن هيئة السكة تشغل حوالي 800 رحلة يومية بجميع الخطوط، وتم تخفيض عدد الرحلات بإلغاء 36 رحلة مؤخرًا بسبب تطبيق معايير السلامة والأمان والتي يترتب عليها تأخيرات يومية لرحلات القطارات، تتراوح ما بين 20 دقيقة إلى ساعة للرحلة الواحدة بسبب تطبيق نظم حديثة في تطوير الإشارات وتحسين كفاءة عمل شبكة السكة الحديد.


وأكد المصدر- الذي تحفظ على ذكر اسمه-، لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن وقائع خروج عربات قطارات عن القضبان لا تصنف كحوادث إلا في حالة وجود ضحايا ومصابين، وهذا لا يمنع رفع المسئولية عن مشغلي منظومة السكة الحديد سواء قائد القطار أو عامل التحويلة أو فني المزلقان والإشارات وغيرهم، خاصة بعد تكرار هذه الوقائع خلال الفترة الأخيرة.

 

تدريب العنصر البشري


وأوضح المصدر أن الهيئة تعقد دورات تدريبية لرفع كفاءة العنصر البشري المشغل للمنظومة بشكل دوري على الرغم من كونه من أكفأ مشغلي المنظومة، للارتقاء بمستواهم العملي وتعظيم خبراتهم في العمل، تطبيقا لقواعد السلامة والأمان، وذك جنبًا إلى جنب مع تطبيق الإجراءات العقابية للمتجاوزين في طوائف التشغيل، وربط جميع الحوافز بالسلوكيات.

 

الأعطال المفاجئة


وذكر أن الهيئة أيضا تنفذ نظام تحديث نظم كهربة الإشارات على خطوط السكك الحديدية على الوجهين القبلي والبحري، إضافة إلى تحديث نظم الاتصالات ووحدة التحكم المركزي وتجديد القضان وتحسين ورفع كفاءة المحطات وتحديث المزلقانات وإعادة تأهيل وصيانة وتشغيل الجرارات وتحديث أسطول عربات القطارات القديمة بأخرى حديثة، مع إدخال عربات مطورة وجرارات أمريكية بواقع 80 جرارًا من أصل 110 وصلت حتى الآن، وعربات روسية ومجرية جديدة بواقع أكثر من 300 عربة، إلى الخدمة لتجنب الأعطال الفنية المفاجئة التي قد تطرأ على الجرار أو عربة القطار وتتسبب في انفصاله عن المركبة وبالتالي خروجه عن القضبان.

 

تحسين الخدمة


ولفت المصدر إلى أن الهيئة تواصل تنفيذ مشروعات متعددة للقضاء على حوادث القطارات وتأخيراتها، وتحسين مستوى الخدمة المقدمة للجمهور المسافر على خطوط السكك الحديدية على الوجهين القبلي والبحري، وسيظهر ذلك جليًا خلال العام المقبل 2022.

 

الثواب والعقاب


كان وزير النقل الفريق كامل الوزير، قد أكد لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه يعمل بسياسة الثواب والعقاب في وزارة النقل وخاصة هيئة السكة الحديد، حيث يتم عقاب المقصر أو المهمل وإثابة المتميز وتكريم قائدي القطارات الذين منعوا حوادث، موضحًا أنه أصدر تعليمات بتنفيذ خطط السلامة والتي تبدأ من الورش، حيث شدد على ضرورة عدم خروج أي قطار إلا بعد التأكد التام من الحالة الفنية له. 


كما شدد الوزير على تطبيق مبدأ الثواب والعقاب وعدم السماح بأي تقصير أو تهاون في العمل، وكذلك سرعة وضع خطة دقيقة لاستقدام خبراء أجانب متخصصين من كافة الشركات العالمية المتخصصة في القطاعات المختلفة للسكة الحديد، لنقل الخبرات وتدريب العمال والمهندسين على أحدث أنواع التكنولوجيا.

 

عوامل آخرى


وذكر أن بعض حوادث السكك الحديدية الأخيرة ليس لها علاقة بالسرعة وبعضها كانت بسبب السرعة وعوامل أخرى، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو عطل في العربة، موضحًا أن وزارة النقل وهيئة السكة الحديد لديها كوادر على أعلى مستوى وكفاءة عالية.


وتحدث الوزير عن حادث «قطار طوخ» وطرق تجنب تكرار سيناريو الحادث، قائلًا: «منطقة طوخ للسكة الحديد مطورة بالكامل، من إشارات وسكة وغيرها، لكن حدثت مشكلة في القضبان بسبب تأثره بارتفاع درجات الحرارة، مع السرعة الزائدة، حيث كانت سرعة القطار 111 كيلو / ساعة، فهذه كانت مشكلة لم يلاحظها قائد القطار، مما تسبب في الحادث، ولن نسمح بتكرار ذلك مجددا». 


وتابع وزير النقل: «وحاليا، نقوم بمطالعة درجات الحرارة وظروف الطقس بشكل يومي، وحل أي مشاكل خاصة بقضبان السكة الحديد التي تتأثر بعوامل الحرارة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات سلامة مسير القطارات في مثل هذه الظروف لتجنب الحوادث وخاصة سيناريو حادث قطار طوخ».